جدة - عبدالعزيز الدوسري
كشفت عارضات المركز السياحي المتكامل في جدة عن تحقيقهن نجاحًا من خلال المركز فاق توقعاتهن، وأنهن حظين بفرص ذهبية سواء في تحقيق المبيعات، أو عقد الصفقات، أو تبادل
الخبرات والأفكار، وشكرن في هذا الصدد سيدة الأعمال هيفاء ناجي صاحبة الفكرة ومدير المركز السياحي الأول من نوعه في المملكة وذكرت مصممة الأزياء السعودية, الدكتور رانيا
خوقير، أنها فور علمها بفكرة المركز انبهرت بها وقررت الاشتراك على الفور، وقدم المركز فرصًا ذهبية لالتقاء سيدات الأعمال الشهيرات
جنبًا إلى جنب مع الأسر المنتجة وشباب وشابات الأعمال، وتوفير فرص التدريب والتأهيل للشباب والشابات، ومن ثم تحول المركز إلى واحة لتلاقح الأفكار والخبرات، وعكس صورة حضارية عن المبدعات السعوديات.
وأضافت خوقير أن المركز يضم مجموعة سيدات ناجحات بدأن من الصفر وأصبحن الآن علامة تجارية لها بصمة في السوق السعودية من خلال إبداعات يشهد بها المجتمع, بالإضافة إلى
وجود نساء قطعن شوطًا كبيرًا على طريق التميز في عدد من المجالات المختلفة ويقفن جنبًا إلى جنب، للتعارف والمعرفة وتبادل المصالح.
وتابعت: من أهم العناصر الجميلة في المركز التنوع والشمولية، إذ أصبح بمقدور السيدة أن تجد كل متطلباتها وحاجاتها, ويجمع أبرز ما تحتاجه وتبحث عنه وتتنقل من مكان إلى مكان
لتوفيره، والآن تجده في مكان واحد, فضلًا على أنه استطاع أيضًا حشد عدد من مصممات الأزياء وأبرز المصورات وغيرها من الأمور التي تحتاجها حواء السعودية, ولم يكن الطفل غائبًا
عن أذهان القائمين على المركز، فالعائلات التي تصطحب أطفالها تجد أماكن خاصة لتسلية الطفل من خلال أدوات هادفة تنمي فكره ومواهبه.
وأوضحت أنها تقدم الآن عباءات بفكرة جديدة نالت استحسان وإعجاب كثير من النساء, إذ استطاعت أن تكون عباءاتها عابرة للقارات الخمس وتجمع ثقافات أبرز المدن في عدد من الدول
المختلفة, إلى جانب ثقافات الشعوب في أبرز البلدان وتجمعها في تصاميم عصرية عدة للعباءة السعودية, فضلاً عن إبراز الأزياء الخاصة بالغمرة والمناسبات الخاصة بطريقة مميزة وعصرية.
أما مصممة الأزياء السعودية هبة خلاف, والتي لا تمارس تصميم "الجلابيات" كمهنة بل كهاوية تبحث عن الأصالة والتميز والخصوصية، لذا تأتي إبداعاتها دومًا مغلفة بغلالة شفافة من
الإبداع والذوق الفريد، فعبرت عن سعادتها بالإقبال الكبير على المركز، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع هذا المستوى من الإقبال والحفاوة، وأن تصاميمها وعلى الرغم من أنها موجهة بالخصوص
إلى المرأة السعودية في مختلف مراحلها العمرية، إلا أنها لاحظت إقبالًا كبيرًا أيضًا على اقتنائها من جانب السائحين العرب والأجانب المترددين على المركز.
وأشارت إلى أن أحد أسرار تصاميمها أن كل موديل لا يشبه الآخر، فهو يعزز الخصوصية التي تنشدها حواء، كما أنها تهتم بالتفاصيل الصغيرة، وكذلك الإكسسوارات التي تعكس
الشخصية، وتضفي جمالاً لا يقاوم وبما ينسجم مع خصوصية المجتمع السعودي وتراثه.
وأضافت هبة أن المركز فتح الفرصة أمام المرأة لتختار وتشتري ما يناسبها بنفسها بحضور ولي أمرها سواء الزوج أو الأب داخل المركز، ولهذا يوفر المركز كل ما يمكن أن يلبي حاجات
الأسرة، ليس المرأة فقط، بل الزوج والأب والأبناء والأطفال ليجد كل منهم الكثير من الخدمات التي تلبي رغباته وحاجاته، أو الترفيه عنه في وقت فراغه، لذا فالمركز مكان مثالي للسائح
من داخل المملكة وخارجها، وملتقى رائع للعائلات التي تبحث عن الرقي والتميز.
وبدورها، حظيت سيدة العطور الفواحة علياء العوفي صاحبة (مخلطات علياء) بإقبال حاشد في المركز، إذ تتميز من خلال عمل خلطات خاصة بالعطور وهي تركيبات من ابتكارها معتمدة
في المقام الأول على خبرتها الطويلة في حاسة الشم العالية والذواقة في هذا المجال بحكم خبرة سنوات طويلة, إذ كانت تعمل من منزلها فضلًا عن مشاركات في عدد من المعارض
والبازارات الوقتية في المملكة وخارجها.
وعن رأيها في المركز والمحال الموجودة فيه, ذكرت علياء: بعد مرور 3 أيام فقط بدأت تظهر هوية كل سيدة أو فتاة داخل المركز, وأستطيع تشبيه ذلك بصنعة (النحات) الذي يبدأ بالنحت
لعمل مجسم معين يجهله الجمهور في البداية, لكن بعد مرور برهة من الزمن تبدأ ملامح هذا المجسم تتضح ويظهر المقصود منه, وبالفعل استطاعت سيدة الأعمال هيفاء ناجي استقطاب
النخبة من كل المجالات المختلفة للمرأة العصرية ضمن معايير معينة, ولم تفعل مثلما تفعله المعارض التي تستقطب من يدفع المساحة المحددة أيًا كان عرضه, فقط لأنها ترغب في وضع
المتميزات وتنوع المعروضات داخل المركز، ونجحت في ذلك وتستحق الشكر والثناء والتكريم.
وأضافت علياء: هنالك فرق كبير بين العرض هنا في المركز، وبين ما يشاهده المترددون على المعارض؛ لأن البعض ينسب ما هو موجود كالموجود في المعارض والبازارات, وهذا غير
صحيح فالمعرض وقتي والعرض فيه فقط للإعلان عن منتج أو سلعة معينة وبعد مرور المدة المحددة بأيام قليلة ينتهي المعرض ويبقى العارض أو العارضة مجهول الهوية ولا يوجد له
مقر, بينما المركز يعتبر دائم وكل المترددين عليه باستطاعتهم العودة إلى نفس المقر، ليجدوني في انتظارهم، كما يوجد إمكانية للترويج والإعلان له في عدد من الوسائل المختلفة سواء
الإعلانية أو وسائل التواصل الاجتماعي العصرية, فضلًا على أن الخوف الذي كان ينتاب كثير من النساء سواء منهن شخصيًا أو من أولياء أمورهن, لأني كنت أعمل من منزلي وكان
ذلك صعب وغير متقبل من شريحة كبيرة وكنت أعاني منها كثيرًا, بينما الآن أصبح الوضع أسهل بكثير وفي متناول الأسرة بأكملها القدوم إلى المركز السياحي المتكامل الواقع في شارع
التحلية في جدة, ومن هنا أشكر السيدة هيفاء ناجي صاحبة الريادة من خلال هذه الفكرة, حيث استطاعت بخبراتها السابقة في المعارض النسائية أن تدرك ما يحتجنه النساء في مقر واحد.
وذكرت الفتاة سارة محمد التي تشارك ببيع المنتجات الخاصة بالجمعية النسائية الخيرية الأولى: المعرض يعد مجهودًا جبارًا وخطوة متميزة تشكر عليها سيدة الأعمال هيفاء ناجي، التي
عملت طويلاً حتى حققت الحلم من مجرد فكرة إلى واقع ناجح، والشكر موصول أيضًا للدعم الواضح التي تقدمه الهيئة العامة للسياحة والآثار ومجلس التنمية السياحية، واللذان قدما كل
التسهيلات لظهور المركز بصورة مشرفة للمملكة العربية السعودية.
وأضافت أن بعض الزائرات من محافظات بعيدة عن جدة مثل تبوك والدمام وأبها وجازان طالبن بأن يدشن المركز أيضًا في محافظاتهن.
وبدورها، أكدت مصممة الأزياء خديجة الشهري المتميزة في تصميم القطنيات في معرض (جوجو): استطاع المركز السياحي المتكامل أن يجمع عددًا من المصممات المتميزات في مجال
تصميم الأزياء ليصبح في متناول يد السيدات خيارات متنوعة لكثير من المصممات اللواتي يعتبرن الأبرز على مستوى المملكة, وهذا الأمر يعتبر حدث غير مسبوق ويسجل في تاريخ كل
سيدة موجودة في المركز، وكذلك في تاريخ سيدة الأعمال هيفاء ناجي صاحبة الفكرة.
وأضافت: كما استطاع المركز أن يجمع نخبة من المواهب الأخرى التي تعتبر من إبداع فتيات وسيدات المملكة, مثل خبيرات الديكور والحدائق الغناء والعطور والتصوير من خلال
"أستوديو" خاص, وكذلك لوحات الفن التشكيلي, وغيرها من مختلف الإبداعات التي تتميز بها الفتاة السعودية بشكل عام.
وزادت الشهري: بالفعل المركز أثبت بأن لدينا مواهب متعددة ومتنوعة في شتى المجالات وأن المرأة السعودية قادرة على العمل ومنافسة الرجال وبقوة, بل ومن خلال المركز ثبت أن
المرأة تتميز وتتفوق على الرجل بمراحل لقدرتها الفائقة على التفكير والإبداع والتطوير، وبعد ذلك تقف في معرضها لتبيع نتاجها ثم تذهب إلى منزلها وتؤدي مهام عملها وواجباتها فيما
يخص تربية الأبناء, وهذا ما لا يستطيع الرجل فعله, اليوم من خلال ما أشاهده في المركز السياحي المتكامل أطلق على كل امرأة مبدعة مكافحة لقب "المرأة الحديدية".
وبشأن تصاميمها أوضحت أنها ووالدتها تصممان الأزياء، ومن ثم حياكتها من خلال عاملات في مشغل خاص, فهما حريصتان على خصوصية التصميم والحياكة.
من جهتها، عبَّرت المصورة رنا خوقير عن سعادتها بهذه التجربة، مؤكدة أنها أضافت لها الكثير على المستويين الشخصي والمهني، وأكدت: المركز بادرة جميلة تستوجب الشكر لسيدة
الأعمال هيفاء ناجي صاحبة الفكرة والتي تدير المركز بشكل مميز واحترافي, وتعكس رقيها وتعاونها مع الجميع, فوجودي في المركز السياحي المتكامل يعتبر أول انطلاقة لي على
المستوى العام, إذ كنت أعمل سابقًا من منزلي, وأعاني كثيرًا في مسألة الانتشار أو الثقة, فكان العمل يقتصر فقط على الأقارب أو المعارف, أما بعد مشاركتي في المركز فحظيت بانتشار
غير مسبوق، كما تلقيت انطباعات إيجابية جدًا من الزوار، وطالبني كثير منهم بأن أفتح "الاستديو" في النهار أيضًا, لاسيما أن السيدة التي تدخل إلى "الاستوديو" تجد خصوصية كاملة
وراحة في مكان مغلق تمامًا تستطيع من خلاله تبديل ملابسها والتنوع في الأزياء لتتنوع في جلسة التصوير الخاصة بها.
يذكر أن المركز المقام في مدينة جدة شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود "التحلية"، والذي يعد أول مركز سياحي متكامل في المملكة، كان قد افتتحه الأسبوع الماضي المدير العام
لهيئة السياحة والآثار في مكة المكرمة، محمد العمري، تحت رعاية محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد رئيس التنمية السياحية في المحافظة.