الدمام - رياض أحمد
يستعد حوالي ثلاثة ملايين سعودي لقضاء إجازاتهم، التي يجري صرف الجزء الأكبر منها في الخارج، مع بدء إجازة صيف تلوح تباشيره الملتهبة، وبسبب الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة تراجعت نسبة السياحة لدول الربيع العربي، لكن، ومع التحسن الكبير الذي شهدته مصر، يُتوقع أن تجتذب هذه الدولة حصة كبيرة من سوق السياحة السعودية، فيما أشار تقرير مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) في الهيئة العامة للسياحة والآثار في تقريره، العام الماضي، إلى أن عدد الرحلات السياحية التي صرفها السعوديون إلى الخارج في فترة الصيف بلغت ستة ملايين رحلة سياحية، بزيادة قدرها عشرة في المائة عن العام 2012، مقدِّرا حجم الإنفاق بحوالي 19.5 مليار ريال.
ويتوسط إجازة هذا العام شهر رمضان المبارك، وهو يأتي في قلب الصيف الملتهب، حيث يصادف هذا العام وقوعه في شهر تموز/ يوليو، وخلال شهر رمضان تقضي غالب الأسر إجازاتها في أحيائها السكنية، أو ينصرفون نحو المدن المقدسة، كمكة المكرمة والمدينة المنورة.
وكعادتها، احتلت تركيا ودول شرق آسيا، وتحديدا ماليزيا وإندونيسيا وجزر المالديف، الصدارة في وجهات السعوديين في صيف هذا العام، حيث إن اختيار هذه الدول جاء نتيجة ارتفاع تكلفة السفر إلى أوروبا.
وبحسب أصحاب وكالات سفر وسياحة، فإن حصة دول الاتحاد الأوروبي التي تشترط تأشيرة دخول "شنغن" شهدت تراجعًا طفيفًا، وإن كانت بعض الدول الأوروبية، مثل بريطانيا، حافظت على حصتها، ولا تدخل بريطانيا ضمن تأشيرة "شنغن".
ومع ذلك، شهدت دول الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا ملحوظًا في تكلفة قضاء الإجازات، وخاصة في ما يتعلق بتذاكر الطيران، ويكلف سعر التذكر خلال فترة الصيف حوالي ضعف ثمنها خارج هذا التوقيت.
وبالعودة إلى الدول التي بات يفضلها السعوديون متوسطو الحال كبديل عن أوروبا، فإن تركيا رغم ارتفاع أسعارها التي أصبحت تضاهي بشكل عام أسعار دول أوروبية تُعَد من الوجهات الأكثر رغبة لسهولة الحصول على تأشيرة الدخول إليها.
وتأتي تركيا من حيث نكهتها الشرقية بديلاً عن دول الشام مثل سورية ولبنان، وهما الدولتان اللتان كانتا تنافسان تركيا حتى مواسم قريبة في جذب السياح السعوديين.
وأكّد حسام الزاير، يعمل في وكالة للسفر والسياحة ومقرها الدمام: "السعوديون يفضلون هذه الفترة تركيا في المقام الأول بقصد السياحة والاستجمام، لما يتوافر فيها من كثير من متطلبات السياح".
وأوضح: "باتت تركيا مقصد عدد متزايد، خصوصًا أن الحصول على تأشيرة دخول لها أسهل بكثير من الحصول على تأشيرة (شنغن)، التي يتطلب حاليًا الحصول عليها الانتظار لمدة تصل إلى 20 يومًا، وبتكلفة باهظة، والأكيد أن من لم يقرر السفر إلى أوروبا في الأشهر الثلاثة الأولى الماضية من هذا العام ليس من السهل أن يقرر السفر إليها، لأنه سيجد صعوبات جمة، من حيث ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، لتصل أحيانًا إلى حوالي ضعفي السعر، وكذلك أسعار التأشيرة الأوروبية الموحّدة، وغيرها من العوائق التي يمكن أن تكون كافية لتأجيل خطط الراغبين في التوجه إلى أوروبا هذا الصيف".
وبيَّن الزاير أن دول شرق آسيا لها كذلك نصيب كبير من السياح السعوديين، وخصوصًا ماليزيا، مع أنها لم تعُد المقصد الأول، بل إنها بمثابة عبور في الغالب إلى دول مجاورة، مثل إندونيسيا وجزر المالديف أو حتى سنغافورة.
وأشار تقرير مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) في الهيئة العامة للسياحة والآثار في تقريره، العام الماضي، إلى أن عدد الرحلات السياحية التي صرفها السعوديون إلى الخارج في فترة الصيف بلغت ستة ملايين رحلة سياحية، بزيادة قدرها عشرة في المائة عن العام 2012، مقدِّرا حجم الإنفاق بحوالي 19.5 مليار ريال.
وبالعودة إلى حديث الزاير، فإن مدينة دبي في دولة الإمارات تكون عادة الوجهة الأخيرة والختامية للسياح السعوديين، حيث إن السعوديين يُفضِّلون التوجه إليها قبل العودة من إجازاتهم، أو خلال فترة عيد الفطر المبارك.
من جانبه، أكّد مدير إحدى وكالات السفر في المنطقة الشرقية، أحمد محفوظ، أن تركيا لا تزال نقطة جذب بالنسبة إلى العائلات السعودية، بالإضافة لدول شرق آسيا، بينما تمتلئ الحجوزات نحو دبي على امتداد فترة الإجازة.
وحجَزَت السياحة الداخلية كذلك موقعها بالنسبة إلى خيارات السفر السعودية، خاصة بعد التحسن الملحوظ في خدمات الإيواء والترفيه، فهناك تزايد في عدد العائلات التي تتخذ قرارها بالسياحة الداخلية، بعد أن باتت منظّمة في السنوات الأخيرة نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة العليا للسياحة والآثار، التي سعت إلى حماية السائح والمستثمر على حد سواء، من خلال تحديد أسعار أماكن الإيواء، وتصنيفها على درجات، وتطبيق اشتراطات عليها، إضافة إلى تزايد أعداد المرشدين السياحيين ومنظمي الرحلات، وهذا ما تشجعه هيئة السياحة والآثار، بحسب رئيس اللجنة السياحية في غرفة الشرقية رائد المرباطي.
وأكد المرباطي أن هناك نشاطًا كبيرًا في السياحة الداخلية، التي باتت مشجعة أكثر من أي وقت مضى، فالمملكة تمتلك جميع عوامل السياحة الناجحة، وكانت لسنوات في حاجة إلى من يستغل المواقع السياحية فيها، وحينما بدأت هيئة السياحة عملها بشكل جدي ارتفع عدد سياح الداخل، حسب التقارير الدورية التي تصدرها "ماس".
ووفق تقرير "ماس"، فإن هناك نموًا ملحوظًا في الرحلات السياحية المحلية بنسبة خمسة في المائة، نتيجة للجهود التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركاؤها في مجالس التنمية السياحية في المناطق، للترويج والتسويق للسياحة الداخلية.
وأوضحت بيانات العام الماضي أن مصروفات الرحلات السياحية المحلية خلال الصيف قاربت حوالي 10.5 مليار ريال، بمعدل زيادة 18 في المائة عن العام 2012.