أحد الفنادق السياحية في سورية
دمشق ـ جورج الشامي
كشف تقرير جديد حجم الخسائر التي تكبدتها السياحة السورية أخيرًا، مشيرًا إلى أن خسائر القطاع إلى 280 مليار ليرة سورية، ما يعادل 3 مليارات دولار، فيما انخفض ناتج هذا القطاع بنسبة 90% في عام 2012، ووصلت نسبة الإشغال في الفنادق إلى 5% ومعظمهم من السوريين. وأوضح التقرير الاقتصادي الذي
أعدّه نخبةٌ من الباحثين السوريين عن "انهيار قطاع السياحة" بعد أن شكّل مورداً هاماً للعملة الأجنبية لعقود طويلة ، وتجاوزت مساهمته بالناتج المحلي الإجمالي 12%، وكان يشغّل مئات الآلاف من العمال.
ورصد تقرير المركز السوري لبحوث السياسات انخفاض الناتج السياحي بما يقارب 90% في عام 2012، مقارنة بعام 2010، وذلك في الوقت الذي اشتكى فيهِ العاملون في المنشآت السياحية من التسريح التعسفي، بعد إغلاق معظمها بسبب تردي الأوضاع الأمنية، وانخفاض الحركة السياحية؛ ما تسبب في ضيق عيشهم، وتهديد استقرارهم الاجتماعي.
وأشار تقرير المركز السوري لبحوث السياسات إلى أنّ قطاع تجارة التجزئة والجملة، ومن ضمنها الفنادق والمطاعم، هي من أهم القطاعات المشغّلة لليد العاملة ذات المهارة المنخفضة، والذي تعرض إلى الخسارة الأكبر من إجمالي الأثر الاقتصادي للأزمة على الناتج، وقدرت خسائره بقرابة 175 مليار ليرة ، مايعادل 2.5 مليار دولار، أو 26% من الخسارة الكلية للناتج".
وأشار التقرير إلى تراجع قطاع السياحة بنسبة 50%، متأثراً بانخفاض الإيرادات من السياحة الأجنبية التي تراجعت قرابة 60%، وتوقع أن يكون الناتج السياحي قد تراجع بقرابة 90% العام الماضي نتيجة تردي الأوضاع الأمنية مقارنة بـعام 2010.
وفي هذا السياق أفاد محللون اقتصاديون أنّ السياحة الخارجية شبه متوقفة منذ نيسان/ أبريل الماضي، في حين شكلت موجات النزوح الداخلية نسبة من شاغلي الفنادق والشقق السياحة والتي تعتبرها الحكومة حركة سياحية، إضافة إلى أن حركة الترانزيت كذلك شبه متوقفة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وانقطاع معظم الطرق، كما أنّ أعداد السياح انخفضت بنسبة 84% العام الماضي مقارنة مع 2011، والدخل السياحي انخفض من 297 مليار ليرة عام 2010 إلى 17 ملياراً العام الماضي.
واعترفت الحكومة السورية من خلال تقارير وزارة السياحة أنّ أعداد السياح انخفضت من 3.8 مليون عام 2011 إلى 0.6 مليون خلال عام 2012، إذ قُدر الانخفاض بنسبة 84% عن العام الماضي.
وقال مدير التخطيط، والتعاون الدولي في وزارة سياحة، قاسم درويش، في تصريح صحافي إنّ الواردات السياحية المساهمة في الدخل القومي، انخفضت من حيث الإقامة والطعام والتسوق والنقل، من 297 مليار ليرة عام 2010، إلى 107 مليارات عام 2011، وإلى 17 مليار عام 2012".
وكان مكتب رئاسة مجلس وزراء النظام السوري ذكر آخر آب/ أغسطس الماضي أنّ عائدات السياحة في سوريا انخفضت من 52 مليار ليرة في الربع الأول من عام 2011 إلى 12.8 مليار ليرة في الفترة نفسها من عام 2012، بنسبة تراجع وصلت إلى 75.4%، مبيناً أنّ نسبة التراجع في عدد السياح القادمين إلى سورية بلغت قرابة 76.4% للفترة ذاتها.
وأوضحت نشرة المؤشرات التنموية، الصادرة عن مديرية دعم القرار في رئاسة الحكومة، في عددها الثالث والعشرين الخاص بشهر تموز/ يوليو من العام الماضي 2012، إلى انخفاض إجمالي عدد السياح نزلاء الفنادق في سورية (عرب -أجانب – مغتربين سوريين) من 151 ألف نزيل سائح في شهر تموز/يوليو لعام 2011 إلى 14 ألف نزيل سائح في شهر تموز/يوليو لعام 2012، وبنسبة تراجع بلغت نحو 90.7 %.
وقد بلغت نسبة تراجع نزلاء الفنادق من السياح الأجانب خلال شهر تموز/يوليو لعام 2012 نحو 89.73% وللعرب 92% وللمغتربين السوريين نحو 85.7% وذلك مقارنة بشهر تموز/يوليو لعام 2011.
وأشارت النشرة إلى انخفاض عدد المغادرين عبر المطارات السورية خلال شهر تموز/يوليو لعام 2012 إلى 114 ألف مغادر مقابل 178.4 ألف خلال شهر تموز/يوليو لعام 2011، وبنسبة تراجع بلغت نحو 36.1%.
في حين انخفض عدد القادمين من 196 ألف قادم في شهر تموز/يوليو 2011 إلى 91 ألف قادم في شهر تموز/يوليو 2012 بنسبة تراجع بلغت نحو 53.4-9%.
وذكر مدير التخطيط أنهفيما يخص الطاقة الفندقية المقدرة بـ 57179 سريراً، انخفضت نسب الإشغال من 64% عام 2010 إلى 14.5% عام 2011، وإلى 5% عام 2012، ما أثر على الواردات الاقتصادية لتلك المنشآت، وترك آثاراً واضحة على العمالة".
يشار إلى أنّ معظم من غادروا سورية في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، غادر عبر مطار بيروت، حتى مسؤولي الحكومة، وذلك لتردي الأوضاع الأمنية على طريق مطار دمشق الدولي.