لندن - كاتيا حداد
طرحت صحيفة "التليغراف" البريطانية دليلًا سياحيًا جديدًا للاستمتاع بزيارة مدينة كيب تاون، ثالث أكبر مدن أفريقيا الجنوبية وعاصمة مقاطعة كيب الغربية، ومن أبرز الأنشطة الرائعة التي يمكن ممارستها أثناء هذه الرحلة مشاهدة سباقات الخيل ومباريات لعبة "الكريكيت"، فضلًا عن عرض الزهور الطبيعية.
ويمكن الاستمتاع بمشاهدة سباق الخيل في ذروة الموسم الإنجليزي، في مهرجان "جودو" المجيد لسباق الخيل حيث يتسم بمسارات رائعة شديدة الاخضرار وذلك في أواخر تموز / يوليو، أما عندما يتعلق الأمر بسباقات الخيول في منتصف كانون الثاني / يناير وهو أحد أكثر الشهور كآبة في بريطانيا، فمن المفضل مشاهدتها في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بخلفية لا مثيل لها في جميع أنحاء العالم، وهو جبل "تيبل" أو الطاولة في مدينة كيب تاون.
وتعتبر "كينيلورث" إحدى الضواحي الداخلية المبهرة التي تقع وراء الجزء الأكبر من الجبل الضخم، وتعد موطنًا لأقدم ميدان سباق الخيل في جنوب أفريقيا، أي حدث "لوحة الملكة لورمارينز" الذي يمتد على مسارات طولها 1600 متر لسباقات الفروسية، وسيشهد عام 2016 الاحتفال بهذا الحدث في عامه الـ 155 على التوالي، ويحب سكان مدينة كيب تاون سباق الخيول الذي يعقد في مدينتهم، الذي يستحق بالفعل أن يكون على قوائم الأماكن الواجب زيارتها في كانون الثاني / يناير.
ويعتبر حدث "لوحة الملكة" هو جزء مهم للغاية من التقويم الاجتماعي في مدينة كيب تاون في منتصف فصل الصيف الحار في جنوب أفريقيا، فضلًا عن مشاهدة سباق الفروسية الرائعة، فإن ما يفصل الأنشطة خلال اليوم هو موكب أزياء يضم أشخاصًا متنوعين.
وتوجد قواعد للملابس لرواد السباق، كما هو الحال في مهرجانات سباقات الخيول العريقة مثل "جودوود" ورويال آسكوت، حيث تم وضعها وتطبيقها بمرور الوقت، منذ أن كان السباق معروفًا بالعامية باسم "الكوب الأزرق والأبيض".
ويهتم السكان المحليون بوضع الرهانات الجادة والدردشات الجانبية، كما يعقد المهرجان مسابقة لاختيار الفائز بجائزة أفضل زي، والتي يتم حصد نتائجها من خلال تجول مجموعة من "كشافة" الأزياء بين الحشود الغفيرة لاختيار أبرز المتسابقين، والإعلان عن الفائزة بجائزة أفضل "أوت كوتور" أنيق لهذا اليوم.
ويختفي الازدحام في الحلبة المحيطة التي يقف فيها المتفرجون، وتصبح التصرفات الراقية المتميز هي سيدة الموقف، وتتميز المدينة باتخاذ إجراءات أمنية قوية في السباقات الرياضية، وهو مشهد يشرف جميع الزائرين الكلاسيكيين من جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من ذلك قد تغزو السماء مجموعة من الغيوم على جبل الطاولة، قبل الشعور بحرارة التبخير.
وكان اكتشاف حدث "لوحة الملكة" من أهم الرحلات إلى جنوب أفريقيا لاستكشاف إمكانية الحد من الضغط على الموسم الإنجليزي لسباقات الخيول في أشهر الشتاء، ولذلك فمن الضروري زيارة مدينة كيب تاون، والاستمتاع بالرفاهية أثناء الإقامة في فندق "جبل نيلسون" الذي يصعب مقاومته.
وتم افتتاح هذا الفندق عام 1899 لتلبية احتياجات ركاب الدرجة الأولى في فندق فاخر يضم 121 غرفة، ومجموعة من المباني التي تحتوي على العديد من الشرفات، بما في ذلك فندق "هلمسلي" السابق الرائع.
ويدحض الشعور بالصفاء والنقاء في حدائقه التاريخ الاستعماري العدواني، فعقب أشهر من افتتاحه، اتخذ القائد الأعلى للجيش البريطاني هربرت كتشنر، منه مقرًا بريطانيًا أثناء حرب "البوير" بين الأفارقة والبريطانيين، حيث خصص الغرف لموظفيه والمراسل الحربي الذي يدعى ونستون تشرشل، وعندما وضعت الحرب أوزارها، تم طلاء الفندق باللون الوردي للاحتفال وظل حتى يومنا هذا.