سباق سنوي للحمير في المغرب
الدار البيضاء ـ سعيد بونوار
أعلنت بلدة بني عمار المغربية التي لا تبعد عن العاصمة العلمية للمغرب إلا بضعة أميال أنها بصدد إطلاق مهرجانها الثقافي الإسبوع المقبل الذي يتوج كل عام بتنظيم سباق دولي للحمير وبموعد سنوي لأصدقاء ومربي الخيول والحمير والبغال على السواء .وقال الشاعر محمد بلمو، المستشار الإعلامي لوزير الثقافة المغربي
ومدير المهرجان، لـ"العرب اليوم" "إن فكرة تنظيم مهرجان لسباق الحمير في المغرب إنطلقت من فكرة "لفت النظر" إلى القرى الفقيرة والمهمشة .
وأشار مراقبون ألى "إنه رغم إرتباط الحمار، بالغباء ظلما، وبالذكاء علما، شاءت الأقدار أن تعيد الحمير البهاء لقرية مغربية منسية حول أبناؤها المثقفون إلى رمز أعاد لبلدتهم المهمشة بريق التمدن، بل وحولوها إلى قبلة سياحية عالمية بعد أن كانت حتى العقد الأخير من القرن الواحد والعشرين منسية لا يعرفها أحد، وكان الفضل في بروز اسم بلدة "بني عمار" لحمار " أنيق" إستعار إسم رئيس أعظم دولة ليتربع على عرش أسرع الحمير في العالم وأجملها"
وأضافوا أنه بفضل الأبناء المثقفين تحولت القرية الفقيرة التي لم تكن بالكاد تجد ما تروي به ظمأ أبنائها على مزار دولي لسياح وعدسات مصوري كبريات القنوات الفضائية جاءت لمتابعة أطوار أغرب سباق سيشهده المغرب ولا يحظى بأي دعم رسمي، ويتمثل في تنظيم سباق خاص بالحمير.
وقد إشترط المنظمون في هذه الدورة على المتبارين "أن يعدلوا تماما عن ضرب الحمار أو وخزه أو سبه، والإكتفاء فقط بتشجيعه، حفظا لكرامته، كما إشترطوا تزيين الحمار وإظهاره في أبهى الحلل، كما إمتنعوا عن إشراك "أنثى" الحمير "الآتان" ليقتصر الحضور على ذكور الحمير".
وقال الشاعر محمد بلمو، المستشار الإعلامي لوزير الثقافة المغربي ،ومدير المهرجان، لـ" العرب اليوم" "إن فكرة تنظيم مهرجان لسباق الحمير في مغرب المهرجانات والتظاهرات الكبرى إنطلقت من فكرة "لفت النظر" إلى القرى الفقيرة جدا والتي لا يجد سكانها وشبابها أي إهتمام من قبل السلطات، وأن الهدف الأولي كان "إيجاد صيغة عملية وإبداعية جريئة لتحقيق التفرد وفتح آفاق تنموية واعدة".
وبالفعل تحولت القرية الفقيرة إلى ملتقى عالمي يحضره عدد من الأدباء والمفكرين للمشاركة في فعاليات المهرجان التي تميزت بتنظيم ندوة حول "الحمارالكائن والممكن"، شارك فيها عدد من الباحثين في الثقافة الشعبية وأطباء بيطريين.
وأضحت قرية "بني عمار" المهمشة تعرف الآن توافد عدد من المستثمرين، كما شهدت الحركة الاقتصادية والاجتماعية رواجا كبيرا، وهو ما دفع وزارة الثقافة المغربية إلى دعم المهرجان، إذ بات مقرونا برعايتها.