كولمبو - عدنان الشامي
كشف الصحافي السياحي روبرت درابر، عن تفاصيل رحلته إلى تلال سريلانكا البلد التي تشتهر بالشاي، مبرزًا التفاصيل الدقيقة حول الطبيعة التي ينمو فيها النبات الأكثر تداولًا في العالم، مستعرضًا أهم العادات والتقاليد الشعبية في البلد الجنوب آسيوي.وأوضح درابر، كيف تتم عملية صناعة الشاي بداية من النساء اللاتي يقطفن الأوراق بعناية مرورًا بإرسال الأوراق إلى آلة الأكسدة التي تستمر الأوراق بداخلها لمدة 170 دقيقة وحتى عملية التجفيف التي تستمر لمدة 21 دقيقة، مشيرًا إلى أنَّه يفضل تناول ذلك المشروب بعد تركه لمدة ست دقائق حتى يصبح جاهزًا.
وأضاف "تناولت الكوب الخاص بي بصوت مرتفع، وتأملت مرافقي يبصق المحتويات في بالوعة، ويطلق العنان لسيل من التصفيق على الوصفات، وبطول الطريق يتمتم: منعش جدًا، طعمه ليس له مثيل، يعطي إحساسًا بالوخز في نهاية اللسان".
وتابع "أخذت رشفة أخرى وأومأت برأسي وبجدية أفكر: صحيح ولكنه ما زال شايًا أيضًا؛ ولكنه ممتاز تمت زراعته خارج مصنع "نوروود"، هنا حيث وقفنا تحيط بنا الحقائب المحشوة بأوراق الشاي، قرب بلدة هاتون في سريلانكا التي تنمو فيها أفضل أنواع الشاي في العالم على ارتفاع يتجاوز الـ4 آلاف قدم".
واستطرد درابر "هناك مثلا القهوة لا يوجد لها أي فوائد طبية، بينما شرب أربعة أكواب من الشاي بصفة دورية في اليوم سيمنع حدوث عسر الهضم، ويقي من أمراض القلب والضعف العام، وعندما سألت أستاذ تايلور عن عدد الأكواب التي يحتسيها يوميًا فكان رده من خمس إلى ست مرات".
واسترسل "سريلانكا هي جزيرة تقع في جنوب آسيا مرت بثلاثة عقود من الحروب العرقية راح ضحيتها 100 ألف شخص وانتهت عام 2009، كما لقي 38 ألف آخرين حتفهم جراء فيضان تسونامي الذي ضرب الساحل الشرقي للبلاد، وتشتهر سريلانكا بالنمور والأفيال التي ستراها تتجول داخل الحدائق العامة وكذلك المنتجعات الشاطئية التي تحكي تاريخ هذه البلدة".
وأكمل "على النقيض من ذلك تمتد المدينة التي تقع على إحدى التلال الجبلية لتعرض جانب آخر من مدينة سريلانكا والتي لم تمر مثل سابقتها بالمعارك الطويلة والنزاعات حيث يوجد معبد بوذي يوضح على جدرانه المراحل التي عاشتها البلاد".
وأردف درابر "سريلانكا الآن هي رابع أكبر منتج للشاي في العالم بجانب القرفة الممتازة أيضًا والنباتات التي سميت بأسماء لمزارعين هم أول من أتوا من الهند وكان ذلك عام 1860 عبر مراكب من أجل قطف أوراق الشاي، وبعد فترة وجيزة من منح البريطانيين الاستقلال لسيلان فقد قامت الحكومة آنذاك بتجريد الهنود التاميل من حقوقهم في التصويت ما أدى إلى إرساء مظالم عرقية والتي حتمًا ستؤدي إلى حرب".
واسترسل "في تلال سريلانكا يمكنك تجربة التنقل عبر السكك الحديد التي تمر عبر الجبال ولكن الأمر سيستغرق وقتًا نتيجة تحرك القطارات ببطء وبدلًا من ذلك يمكنك تجربة التنقل عبر سيارة مع سائق مرح ينقل السياح والصحافيين ويجوب بهم شوارع سريلانكا، فالطرق ممهدة جيدًا وآمنة على الرغم من كونها تنقسم لصفين فقط وفي خلال ثلاث ساعات هي مدة الانتقال من العاصمة كولومبو وحتى كاندي التي يبلغ عدد سكانها 109 آلاف يمكنك أن تقف على جانب الطريق حيث يتم بيع الكاجو اللذيذ والذرة".
واستأنف درابر "لقد قضيت ساعتين من الوقت أجمع الفلفل المجفف والقرفة من السوق المحلية، متأملًا أماكن بيع الشاي؛ ولكن هناك ثلاثة أسباب حقيقية تدعو إلى زيارة مدينة كاندي أحد هذه الأسباب هو من أجل زيارة الحدائق النباتية الملكية التي تشتهر ببساتين الفاكهة، كذلك من ضمن الأسباب التي تجبرك على زيارة هذه البلدة هم مَعْلمين يستحقون بالفعل الأول هو معبد بوذي حيث غير مسموح فيه بالنسبة إلى المرأة ارتداء ملابس قصيرة وهو معبد يحتوي على سلسلة من اللوحات المرسومة على الرخام، بينما المكان الثاني الذي يستحق الزيارة أيضًا هو المركز الثقافي حيث الرقصات التقليدية التي تعبر عن ثقافة المدينة".
واختتم الصحافي الأميركي "بعد زيارة إلى أحد الفنادق وتسلق لأكثر من4 آلاف قدم واحتساء الشاي السريلانكي فإن الرحلة حقاً كانت ممتعة جدًا".