الجزائر - سميرة عوام
تعتبر شرفات غوفي الجزائريَّة من أهمّ المناطق السياحيّة التي تشبه كثيرًا المنتجع السياحيّ الكبير الكولورادو الأمريكيّة، لكن غوفي أكثر جمالًا وتنوّعًا ،حيث تمتدّ سلاسل صخريّة في تموّجات بديعة ترتفع من أسفل الوادي بارتفاع 60 مترًا، وقد حفرت العوامل الطبيعيّة أخاديد وبيوتًا حجريّة بديعة في الصّخر المتناظر على ضفتي الوادي.
وظلّت شرفات غوفي تمارس سحرها وشاعريتها على الرّسامين، حيث يتنقل الفنانون الأوروبيون إلى قرية غوفي للتمتع بمناظرها ،كما عاش الرسام العالمي إيتان دينيه من قبل في مدينة بوسعادة الجزائرية فجعل من الطبيعة المصدر الأول للإلهام الفنيّ.
وتجتمع في غوفي أجواء الصحراء والجبال والصخور التي تلين وتشكل لوحات بديعة يكتسي جمالها مزيدًا من التعبير والسحر أثناء شروق الشمس أو غروبها وهي لحظات ساحرة طالما أسرت زوار المكان خاصة الأجانب منهم.
وفي أسفل الوادي تقع قرية بربرية بنيت بيوتها من الحجر وسقوفها من الخشب وسطوحها من التراب، وهي شاهد على النمط المعماري الذي عرفته المنطقة في القرنين الماضيين.
وتتناسق البيوت الحجرية القديمة المنحوتة في الصخر المرتفع على ضفتي الوادي الأبيض مع الصخور التي شكلت منها عوامل الطبيعة شرفات بديعة يطل منها السائح أسفل الوادي حيث أشجار الزيتون والنخيل والرمان .
أما الوادي الأبيض فيصب من أعالي جبل «شليا» الذي تعلو قممه عمامة ثلجية ناصعة طوال أيام الشتاء والربيع.
وتعتبر هذه البيوت الحجرية القديمة من بين الآثار التي تركها الأجداد وهناك من يعتقد أن «ديهيا» وتلقب عادة بالكاهنة وهي ملكة البربر التي انهزمت أمام المسلمين الفاتحين بقيادة حسان بن النعمان هي من بنت تلك البيوت المعلقة ليحتمي بها جيشها عند الحاجة.
وهي شبه مغارات في جبل صخري شاهق وترتفع عن الأرض بأربعين مترا، تشير بعض الدلائل إلى أن القاطنين يصلونها بواسطة حبال وسلالم خشبية ترفع بمجرد النزول أو الصعود.