قصر البديع

تزخر المدينة الحمراء بتعدد معالمها التاريخية القديمة التي تنتشر في معظم مرافقها وأحيائها وشوارعها الرئيسية والتي تساهم بشكل كبير في منح المدينة تلك النظرة العتيقة والعريقة التي تتميز بالأصالة التاريخية، لتُعبر عن مدى شعبية المدينة الحمراء ومدى جمالها التاريخي الذي يخطف أنظار الزوار الذين يقصدونها من كل مكان في العالم، لاسيما أنها تعتبر من الخصائص السياحية التي تساهم أيضًا وبشكل كبير في إنعاش هذا المجال في المدينة نظرًا للإقبال الكبير الذي تلقاه من طرف السياح الأجانب الذين يختارون مراكش للتعرف عن الثقافة المغربية عن قرب .

ويعد قصر البديع من بين المعالم التاريخية القديمة التي شهدت على مرور حقب زمنية مهمة للمدينة والتي تميزت بازدهارها وجماليتها التاريخية العريقة، التي ما زلت تشم رائحتها الرائعة بمجرد دخولك إلى هذه المعالم المميزة الواقعة في قلب المدينة الحمراء، لتتحول إلى مكان يقصده زوار المدينة للتعرف على تاريخه العريق وهو من منجزات الملك السعدي الذي حكم الدولة في فترة من الفترات القديمة وهو أحمد المنصور الذهبي، وتزامن بناء هذه المعلمة التاريخية مع الدولة المغربية على الجيش البرتغالي في معركة وادي المخازن، وهي من المعالم الرائعة التي ساهم في بنائها أمهر المهندسين والصُناع التقليديين من المغرب وخارجه، والذين تفننوا في بنائه بشكل مميز ومختلف عن كل البنايات ، وتميز بعدة خصائص ومميزات جعلته يُلقب بأحد عجائب الدنيا .

ويعد قصر البديع فضاءً خياليًا لما يتوفر فيه من خصائص رائعة في البناء والتشييد جعلته غاية في الروعة وقمة في الجمال ، لاسيما أنه يحتوي على زخارف مختلفة ومواد مميزة ومتنوعة استعلمت في بنائه كالسيراميك التقليدي والرخام والزليج الفاسي الذي تنوعت ألوانه وأحجامه وأشكاله، وعدة أعمدة زُينت بأوراق من الذهب الخالص، علاوة على استخدام تشكيلات متنوعة من الألوان الزاهية والمتنوعة التي اختلفت حسب اختلاف فضاءات القصر، وتميز أيضًا بتنوع الخشب المزخرف والمنقوش ولمسات من الجبس المنقوش كذلك والحديد المصبوغ، وهو يقع في مساحة كبيرة ومستطيلة الشكل وفي وسطه صهاريج مائية وأربع حدائق متنوعة بها من الأشجار والنباتات ما اختلف وتنوع ، وغيرها من الخامات التقليدية التي تميز بها قصر البديع والتي ما تزال ضمن اللائحة التقليدية المغربية التي تستعمل في مختلف الفضاءات التقليدية والمؤسسات الفندقية، وتعتمد على اللمسة التقليدية في تشييدها وتُعبر بشكل كبير عن الثقافة المغربية العريقة التي يزخر بها هذا القصر وغيره من القصور المراكشية والعالم التاريخية .

ورغم أنّ هذا القصر شهد مرحلة إهمال أدت إلى انهيار جزءًا منه إلا أنه عاد إلى قوته التي عرفتها منذ أعوام ، لاسيما بعد أن أصبح مَعلَمة ترمز إلى المدينة الحمراء ومحجًا يقصده السياح وزوار المدينة من كل مكان في العالم من أجل التعرف عليه واكتشاف جماله وتاريخيه الذي يُحاكي حقبًا زمنية مرموقة عايشتها المدينة الحمراء وسكانها ، فضلًا عن كونه فضاءً تقام فيه مختلف المناسبات والتظاهرات الفنية العريقة والشعبية من بينها أنشطة مهرجان الفنون الشعبية التي تعيش على إيقاعاته المدينة الحمراء من أكثر من 40 عامًا.