جزيرة مايوركا الإسبانية
مدريد ـ لينا عاصي
تعتبر مايوركا جزيرة حالمة، إذ كانت مصدر إلهام للموسيقار شوبان وميرو في الماضي، وأصبحت الآن تشتهر بكونها وجهة ساحلية لقضاء إجازات الربيع، ويتمتع هذا الجزء من ساحل مايوركا بأنه يحتوي على شواطىء رملية طويلة.
ومع أن الشواطىء الرملية الطويلة منتشرة على سواحل مايوركا، إلا أن
هذا الجزء تحديدًا له طبيعة خاصة، إذ تنتشر الأطواق والحصى والصخور، وهو ما يجعل الماء في هذه البقعة أكثر نقاءً من غيره من الشواطىء الأخرى. إننا هنا في سيلوت ومعناها باللغة الكتالونية "الجزيرة الصغيرة" وأخذت اسمها أيضًا من أحجار أكسيد الرصاص المنتشرة على طول الساحل في سيلوت وتصد عن الخليج رياح الترومونتانا.
ويختلف شاطىء سيلوت عن باقي شواطىء العالم في أنك عند الجلوس عليه لن تحتاج إلى مقاعد بحر أو مظلات على الإطلاق، بل يكفيك الجلوس على أحد المطاعم الموجودة على الشاطىء، وتناول ما يحلو لك من مأكولات ومشروبات على طاولة في مواجهة الشاطىء، إذ لا حواجز تمنعك عن المنظر الساحر للبحر. ومن المتع الحقيقية التي يوفرها الشاطىء الفريد، التجول سيرًا على الأقدام على الرمال الناعمة وصولًا إلى كايب دو فورمرنتر، لتناول طبق من سمك السردين وطبق كبير من السلطة وزجاجة خمر.
إنها متعة البساطة التي تتسم بها المنطقة والجمال الذي يزيد من هذه المتعة التي تكتمل أيضًا بالنزول إلى عرض البحر، لتحصيل قدر أكبر من الإثارة أثناء الرحلة البحرية بالقوارب التي تدور في المياه حول شبه الجزيرة، وهي الرحلة التي يتجاهلها 90% من السائحين في مايوركا، مما يحرمهم من رؤية ما يراه الـ 10% المتبقية، وهي المشاهد والتجارب النادرة التي توفرها أماكن نادرة الوجود يتوقف فيها السائحون بقواربهم لقضاء الليل كاملًا ويعودون صباح اليوم التالي.
ومن أفضل الأماكن التي يمكن النزول فيها في داليكوديا كاس فيرير نو، هوتيليت داليكوديا الذي يمنح النزلاء ميزة إيجار السيارة فور الهبوط من الطائرة وتبلغ تكلفة الغرفة لفردين 745 جنيهًا إسترلينيًا. وتوجد على الشاطىء منطقة مخصصة للتنزه، وهي المنطقة التي يجب الذهاب إليها في الصباح الباكر أيام عطلات نهاية الأسبوع حتى تتمكن من حجر طاولة لقضاء النهار.
ويقدم الشاطىء خدمات عدة على رأسها تنظيم رحلات باليخت ودروس غطس ينظمها نادي مايوركا للغطس، ويمكن أيضًا الحصول على خدمات سياحية مجانية كخرائط تحدد الطرق في مايوركا. وفي المسافة ما بين داليكوديا سيلوت، تقع مؤسسة يانيك وبن جاكوبر التي تعرض الكثير من الأعمال الفنية المميزة، وتفتح أبوابها أمام الجمهور الثلاثاء، ويمكن الذهاب إليها من خلال الحجز قبلها بعدة أيام.
وللثقافة نصيب في الرحلة السياحية إلى مايوركا، إذ يسود الطابع الفيكتوري المنطقة مجسدًا في كنيسة لا فيكتوريا التي يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر الميلادي، والتي تم تحويل النُزُل الخاص بكهنتها إلى فندق صغير يتكون من 13 غرفة. ويقدم مطعم ميرادور دي لا فيكتوريا الأطعمة المايوركية التقليدية الرائعة التي يتناولها السائحون. كما يقع في شبه الجزيرة منزل كان تيم الذي يرجع تاريخه أيضًا إلى القرن السابع عشر الميلادي، والذي يتكون من ست غرف ولا يستخدم في الوقت الحالي كمنزل أو حتى متحف، إذ يقدم الآن أفضل الأطباق كأحد أشهر مطاعم مايروكا.
ويمكن للسائحين النزول في أفضل الفنادق المايوركية، كاس فيرير نو هوتيليت، وهو الفندق الذي تحول من مصنع مصوغات ومجوهرات إلى أكبر فنادق المنطقة. ويحتوي هذا المكان الرائع على ست غرف تسودها الرومانسية، إذ يتناول النزلاء الإفطار الصحي من عصير البرتقال والقهوة والحلويات التقليدية التي يقدمها المطبخ المايوركي.
أما عن أفضل مطاعم مايوركا، فهي سيلوت، موزين دولسيني والريستورانتي جاردين. ومع أنها قطعة من الجنة على الأرض، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض الأمور الواجب تجنبها في مايوركا، إذ أن بها الكثير من الأسماء المتشابهة التي تُطلق على أماكن مختلفة، فهناك على سبيل المثال شاطيء سيلوت ومنتجع سيلوت الشاطىء، وهناك مدينة داليكوديا العتيقة ومنتجع بورت داليكوديا. كما يُنصح بعدم الذهاب إلى أسواق مايوركا يومي الأحد والثلاثاء، إذ تقتصر المعروضات في هذين اليومين على السلع المستوردة، بينما تعرض الأسواق في باقي أيام الأسبوع المشغولات اليدوية الأصلية والسلع المحلية. وأخطر ما يجب الانتباه إليه وتفادي وقوعه، هو الدخول في المناطق العسكرية دون قصد، لذا عليك أن تتعلم عبارة ممنوع الاقتراب "منطقة عسكرية" باللغة الكتالونية.