أبوظبي ـ العرب اليوم
أطلقت مجموعة "تايم للفنادق"، التي تتخذ من دولة الإمارات مقرًا لها، اليوم الثلاثاء، أول فنادق محايدة كربونيَّا في منطقة الشرق الأوسط في دبي. وأفادت المجموعة، أن هذه الخطوة تأتي كجزء من سعيها إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة من أجل مستقبل أكثر استدامة، وهو الذي تركز عليه فنادق "تايم" في دورة العام الجاري من معرض "سوق السفر العربيّ".
والفندقان اللذان تم اختيارهما مبدئيًّا لإقامة مقرات المحايدة كربونيًّا هما فندق وأجنحة "تايم أوك" وفندق "تايم غراند بلازا"، اللذان يستهدفان خفض انبعاثات الكربون بمعدّل 320 طنا بنهاية العام (أي ما يعادل تحليق طائرة حول الأرض لـ43 مرة) من خلال "برنامج تعويض الكربون خلال الإقامة الفندقية" بكلفة تتجاوز 30 ألف درهم.
ويحصل الضيف الذي ينزل في أحد الفندقين المشاركين في البرنامج على رصيد كربونيّ بقيمة 15 درهمًا فقط لليلة الواحدة خلال مدة إقامته، وذلك لتعويض الانبعاثات الكربونيّة التي يتسبّب بها ثم يتم تحويل هذا التبرع إلى "صندوق مايكلايميت"، وهي منظمة سويسريّة غير ربحيّة تساعد الشركات في العالم على تعويض انبعاثاتها الكربونيّة، حيث تقوم المنظمة بحساب كمية الانبعاثات المؤثرة على المناخ الناجمة عن مؤسسات مثل فنادق "تايم" وتستثمر في مشروعات عالية النوعية لتعويض الكربون، وبالطريقة ذاتها فإن الكمية ذاتها من الانبعاثات المؤثرة على المناخ التي يتسبب بها الضيف خلال مدة إقامته في الفندق تحفظ في مكان آخر.
وتُساهم إقامة الضيوف المحايدة كربونيًّا في فنادق "تايم" في مشروعات مثل توليد الكهرباء بالطاقة الشمسيّة في الريف الإثيوبيّ وبناء مرافق طهي كفء في إقليم دارفور السودانيّ.
وقال الرئيس التنفيذي لفنادق "تايم" محمد عوض الله، "إننا نواصل التركيز على تطوير مشاريع الاستدامة في المجالات كافة التي تطال نشاطاتنا، وهذه المبادرة تسمح لنا بتحقيق هذا الهدف مع مواصلتنا لممارسة دورنا في سعي دولة الإمارات لخفض بصمتها الكربونيّة، وإننا نقدم لضيوفنا الفرصة لشراء رصيد كربونيّ لتعويض الانبعاثات الكربونيّة التي يتسببون بها خلال إقامتهم معنا، وبإمكان الضيوف الذين يتمتعون بحس بيئيّ عالٍ عندها خفض التأثير البيئيّ الناجم عن إقامتهم الفندقيّة سواء في فندق (تايم أوك) أو فندق (تايم جراند بلازا) في دبي".
وتعاونت فنادق "تايم" في هذا البرنامج مع مؤسسة "فارنيك" الاستشاريّة التابعة لشركة إدارة مرافق تتخذ من الإمارات مقرًا لها.
وقامت "فارنيك" أيضًا بتصميم النموذج الاقتصاديّ للبرنامج، وأوصت بكلفة الرصيد الكربونيّ المناسب لمجموعة فنادق "تايم"، فضلا عن تقديم الاستشارة للمشروعات البيئية المجدية التي يجب أن تموّلها المجموعة.
وكانت "فارنيك" أيضًا مسؤولة عن تدريب موظفي المكتب الأمامي لفنادق تايم حول كيفية شرح مفهوم الرصيد الكربونيّ للضيوف والتوعية بالممارسات البيئيّة المستدامة من خلال الاقتصاد في استهلاك المياه والطاقة.
وأعلنت مديرة المؤسسة الاستشاريّة "ساندرين لوبيافيه"، أن البرنامج كان تعاونًا مثمرًا للطرفين، وخصوصًا بعد الردود الإيجابيّة التي عبّر عنها ضيوف الفندق، الذين تم عرض البرنامج عليهم في شهر نيسان/أبريل الماضي، موضحة أن "قطاع الضيافة كغيره من القطاعات الأخرى يسهم في ظاهرة التسخين العالميّ، وقد أصبحت فنادق "تايم" سفيرًا فوق العادة لأفضل ممارسات الاستدامة في قطاعها.
وأطلق صندوق "مايكلايميت" 70 مشروعًا في 29 دولة حول العالم، ويدعم مبادرات تُستخدم مصادر الطاقة المُتجدّدة والتي تُطبّق إجراءات الحفاظ على الطاقة، والتي تخفض انبعاثات غاز الميثان.
وأفاد "رينيه ايسترمان" الرئيس التنفيذيّ للصندوق الذي يتخد من زيورخ مقرًا له، أن تعويض الكربون يعتبر عاملاً مهمًا في الحرب على التغير المناخي، وهو واحد من التحديات البيئية الرئيسة في القرن الحادي والعشرين، وتشير الأبحاث العلمية إلى أنه بالتعداد السكانيّ الحالي لكوكب الأرض، يحتاج كل فرد منّا إلى الحدّ من انبعاثاته الكربونيّة بحد أقصى يبلغ 1.5 طن سنويًّا ليكون مستدامًا، ولكن للأسف تنتج السيارة بمفردها هذه الكمية من الانبعاثات الكربونيّة، وقد بدأت فنادق "تايم" بالفعل في تنفيذ عدد مهمّ من المبادرات التي تُخفّف من تأثيرها على البيئة، وقد تم الاعتراف بها كواحدة من أكثر المجموعات الفندقية التزامًا بالبيئة في منطقة الشرق الأوسط، وحاز فندقان من فنادقها على شهادة "جرين غلوب" المرموقة خلال العام 2013.