الجزائر ـ سميرة عوام
تَتوفَّر مدينة جنات السياحية عاصمة التاسيلي في الجزائر على أجمل لوحة لغروب الشمس، وهي الصورة التي أبهرت الزوار والسياح الأجانب، فيما تضم المدينة أكبر متحف للهواء الطلق على مستوى الوطن العربي يحوي تشكيلات مختلفة لرسومات ونقوشات وكتابات جدارية قديمة، وهي من عجائب الحضارة الفينيقية، ويكمن هدوء المكان في تدفّق مياه رقراقة شكلت جداول عدّة في الغابة ذات الاخضرار الدائم، لأن فيها تتعانق أشجار السنديان مع الزان وبعض الأعشاب الصحراوية.
ورغم الحرارة المرتفعة في منطقة جنات، خاصة بداية من شهر أيار/ مايو، إلا أن السياحة الجزائرية تُحصي توافد حوالي 20 مليون سائح سنويًا، وذلك للتمتع بالمناظر الطبيعية والسلسة الصخرية للتاسيلي والذي يسكنه الطوارق من أصول جزائرية، وما يميز مدينة جنات، والتي تحوي اليوم مجموعات عدة من القبائل، هو توفرها على قصور تعود للتاريخ الروماني.
ويجد الزائر لمدينة جنات في طريقه المؤدي إلى أكبر متحف للهواء الطلق على مستوى الوطن العربي تشكيلات مختلفة لرسومات ونقوشات وكتابات جدارية قديمة، وهي من عجائب الحضارة الفينيقية.
ويوجد في المتحف كذلك محمية تتوفّر على أسراب الغزلان والأروى والضباع والذئاب والنمور، أما الطيور فنجد في هذه المحمية الطبيعية ذات السمعة العالمية الصقور البيضاء، والتي تحط على سفوح الجبال الصخرية، والتي تعطي هي الأخرى لمسة سحرية وتلطف من الجو، حيث تعطي للسائح الهواء النظيف والنسيم العليل الذي يخرف التلال والواحات الحمراء المتسلسلة على طول الطريق، والذي ما زال هو عبارة عن مسالك ترابية معرّاة يغطيها الحصى وحبيبات الرمل الذهبية، حيث تحتفظ هذه الجماليات بوقوع حفر الحيوانات المتجوّلة، والتي تغدو وتجوب صباحًا ومساءً بحثًا عن مأوى لها، ويكمن هدوء المكان في تدفّق مياه رقراقة شكلت جداول عدّة في الغابة ذات الاخضرار الدائم، لأن فيها تتعانق أشجار السنديان مع الزان وبعض الأعشاب الصحراوية والتي لا يفقه الزائر في معرفتها، نظرًا إلى ندرتها في العالم، حيث تمّ جمع باقات منها وتحويلها إلى المتحف لتعريف السياح أهمية الأدوية التقليدية، والتي تستخلص من هذه الأعشاب.
وأمام هذه الصورة المالية تم تصنيف منطقة جنات من أحسن المدن السياحية في الجزائر، لتوفرها على وكالات سياحية كثيرة ومرشدين سياحيين، إلى جانب القصور، والتي تحولت هي الأخرى إلى قِبلة من قِبل الأجانب للإقامة فيها.