التراث الأثري السوري

كشف تسجيل مصور نشرته جمعية "حماية الآثار السورية"، عن الدمار الذي لحق بالفسيفساء الرومانية والحجرية القديمة في موقع اليونسكو للتراث العالمي في منطقة بصرى جنوب سورية.

وشهدت بصرى المدينة الحضرية، التي تقع إلى جانب مواقع أثرية عدة تتضمن مسرحًا يرجع إلى القرن الثاني وأطلال مسيحية، أول معارك بين المجموعات المتمردة وبين القوات الحكومية وقعت بعضها داخل مدينة اليونسكو المدرجة.

ويظهر التسجيل، فسيفساء محطمة وأعمال حجرية مبعثرة على الأرض داخل المتحف الأثري الذي كان يستضيف في السابق حوالي 1500 مشاهد أمام المسرح الذي صٌنعت أعمدته من سلسلة من أعمدة كورنثية.

كما أظهرت لقطات من مقطع أخر عددًا من المسلحين يسيرون  نحو خشبة المسرح، حيث تغطي الحشائش المتسخة  والأقمشة المتربة الأحجار والآثار.

ويصف مصورو المقطع حجم الدمار بالقول: "إنَّ الجيش السوري الحر يحاول حماية هذه القطع الأثرية بعد أن تعرض  المدرج للقصف الجوي من قبل القوات الحكومية"، معربين عن أسفهم وحسرتهم من حقيقة أنَّ مختلف أشكال الهجوم مثل القصف الجوي والبراميل المتفجرة والصواريخ تعني خلو المدينة من علماء الآثار أو الفرق الأثرية.

 ويعرض مقطع ثالث عددًا من الرجال يحتمون من القصف ويطلقون الرصاص من بين الأعمدة الرومانية  وحوائط المدينة التي كان باستطاعة السياح التجول خلالها قبيل اندلاع الحرب التي دخلت عامها الخامس في الشهر الماضي، ويعرض المقطع أيضًا لقطات للممر محاط بالدخان المتصاعد من النيران.

وأعربت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، عن ارتياحها لحقيقة أنَ المتورطين في الصراع في بصرى وافقوا على إنهاء المعارك الدائرة في مواقع التراث العالمي، مؤكدة أنَّ المناطق المحيطة مثل هذه الأماكن الثقافية الكبرى "يجب أن تظل في مأمن وأن تبقى خارج الصراع".

وصوّرت تلك المقاطع كجزء من مشروع معني بحجم الدمار الذي لحق بمواقع اليونسكو في سورية ترعاه الجمعية الأميركية  لتقدم العلوم، والتي أظهرت أثار  القصف على المسجد العمري، ما يدل على أن المنطقة كانت تٌستهدف بقذائف الهاون.

ولفتت جمعية "حماية الآثار السورية" إلى أنَّ الضرر الناتج عن التفجيرات يهدد بتعرض المواقع  للنهب، داعية أيضًا المؤسسات الدولية للتحرك لمنع مزيد من الغارات الجوية، كما ناشدت الجماعات الإسلامية المسيطرة الآن على إدلب بالسماح للمدنيين بحماية المواقع والقطع الأثرية في المدينة.