باريس - العرب اليوم
تعدّ مرسيليا أقدم مدن فرنسا وثاني أكبر مدنها، وتُعرف بجميلة البحر الأبيض المتوسط نظراً لطبيعتها المميزة التي تزيدها روعة وجمالا، وللسياحة في مرسيليا متعة لا تضاهى، إذ تضم
المدينة في أرجائها العديد من المعالم التاريخية الثرية والمميزة، وفيها الكثير من المقومات التي تجذب السيّاح من كل أنحاء العالم.
تكشف السياحة في مرسيليا عن متعة لا تضاهى لمحبّي التجول في ثنايا المدن الأوروبية التاريخية. فمن منا لم يسمع عن مرسيليا، تلك المدينة العريقة التي تبلغ مساحتها نحو 240.62
كيلومتر مربع، وتقع في جنوب فرنسا على سواحل البحر المتوسط، ويعدّ ميناؤها أكبر الموانئ التجارية الفرنسية على الإطلاق.. إنها عاصمة منطقة بروفنس ألب كوت دازور وإقليم بوش
دو رون. وتم اختيارها في العام 2013 لتكون عاصمة الثقافة في أوروبا.
والمدينة مركز لجاليات إسلامية وعربية كبيرة، حيث يرى البعض أن مارسيليا قد تمثّل أولى مدن أوروبا الغربية ذات الغالبية الإسلامية، ناهيك بروعة أماكن السياحة في مرسيليا والتي لا
يمكن وصفها على الإطلاق.
كاتدرائية نوترادم دي لا غارد
نها كاتدرائية كاثوليكية رومانية تتميز بتصميم فريد على الطراز البيزنطي وتعتبر من أجمل المواقع في مارسيليا. يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس عشر، وقد بُنيت على أنقاض حصن
مرسيليا القديم الذي كان موجوداً في أعلى مناطق المدينة ارتفاعاً. أشرف على إنشائها المهندس المعماري هنري جاك إسبيرانديو، وتعتبر من معالم المدينة المهمة، حيث يزورها الحجّاج في
15 آب/أغسطس من كل عام، بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء.
تُعرف الكاتدرائية باسم كنيسة الأم المجيدة، علماً أن الأحجار الجيرية الخضراء المميزة التي استُخدمت في بنائها قد تم جلبها من مدينة فلورنسا الإيطالية خصيصاً لهذا الغرض.
قصر لونغشامب
يقع قصر لونغشامب في الدائرة الرابعة من مدينة مرسيليا، وهو أحد أهم الأماكن السياحية فيها، إذ يحتوي على متحف خاص بالفنون الجميلة، إضافة إلى متحف لتاريخ المدينة الطبيعي.
تحيط بالقصر حديقة ونغشان بارك، التي تخضع لإشراف وزارة الثقافة، وتعتبر واحدة من أجمل الحدائق الفرنسية على الإطلاق.أ
نشئ قصر لونغشامب احتفالاً بحفر قناة مرسيليا، التي تمدّ المدينة بالمياه العذبة من نهر دورانس. تم وضع حجر أساس القصر في أواخر العام 1839 على يد الدوق أورليانز، لكن أعمال
البناء استغرقت 30 عاماً، بسبب نفقات التشييد الباهظة. وقد صمّم القصر المهندس هنري إسبراندو، علماً أن التصميم المعماري فخم جداً ويتميز بمجموعة قباب تضفي عليه المزيد من
الجمال.
شاطئ دو برادو
أحد أروع الشواطئ وأجمل الأماكن السياحية في مرسيليا. تم إعداده خلال سبعينيات القرن العشرين، حيث جرى استخدام الحصى الناتج من أعمال حفر المترو. يأتي إليه الزوّار من أنحاء
البلاد كافة، إذ يتمتع بطبيعة ساحرة من مياه كريستالية تعكس زُرقة السماء، ورمال ذهبية ناعمة. وقد استضاف شاطئ دو برادو كأس العالم 2008 للكرة الشاطئية، وهي البطولة العالمية
التي ضمت منتخبات ست عشرة دولة مختلفة، حيث أُجريت كل المباريات على ذلك الشاطئ. وكانت المرة الأولى التي تُقام فيها بطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية خارج دولة البرازيل.
قلعة شاتو دي إيف
إنها قلعة جديرة بالاهتمام بسبب تاريخها والطبيعة الرائعة من حولها. تقع القلعة على إحدى الجزر في أرخبيل فريول، على بُعد رحلة قصيرة بالعبّارة من ميناء مرسيليا، وتمّ بناء القلعة
كحصن من جانب الملك فرانسوا الأول مطلع القرن السادس عشر. وبعد فترة وجيزة، تم تحويل القلعة إلى سجن. في القرن السابع عشر، عندما كان البروتستانت لا يزالون محتجزين بشكل
جماعي، وفّرت هذه القلعة ظروفاً لائقة نسبياً لمن سُجنوا هناك.
تحيط بالقلعة الخلجان المحميّة بالمياه الفيروزية، والشواطئ البكر، والجداول الرملية ومنحدرات الحجر الجيري في إطلالة مذهلة. وبفضل أشعة الشمس الساطعة في منطقة البحر الأبيض
المتوسط، ينعكس الضوء بشكل مذهل على المياه، ويسمح المناخ المميز بأن تزدهر أنواع من الأزهار النادرة.
لو بانير (المدينة القديمة)
يقع هذا الحي المليء بالألوان المبهجة على سفح تل فوق ميناء فيوكس، مما يمنحه إطلالة رائعة تجعل منه أجمل معالم السياحة في مرسيليا. إنه المركز التاريخي والقلب الثقافي للمدينة،
ويعيش فيه السكان منذ العصور القديمة عندما استقر الإغريق القدماء في العام 600 قبل الميلاد.
يتميز هذا الحيّ بشوارعه الضيقة الصغيرة والمتعرّجة والمباني الباستيل الغريبة التي تحمل الكثير من الفن المعماري الرائع، إضافة إلى العديد من المطاعم، والمحال التجارية والمعارض
الفنية.
نه حي الطبقة العاملة، وبات الآن حيّاً شديد الحيوية، ولكنه لا يزال يحافظ على طابعه المتعدد الأعراق.
في هذا الحي، تصادفك المأكولات الجزائرية الأصيلة والمحال التجارية الشعبية والمطاعم المحلية، من دون أن ننسى طبعاً المنازل النموذجية مع النوافذ المصفّحة وحبال الغسيل التي تعطيك
فكرة عن العائلات التي تعيش هناك.
يمكن الزوّار القيام بجولة سيراً على الأقدام على الجانب الشمالي من حوض ميناء فيوكس في ميناء كواي دو وصولاً إلى شارع لا كانيبير، الشارع النابض بالحياة والمفعم بالنشاط.
متحف الحضارات في أوروبا
هو مجمع مذهل من ثلاثة مواقع مختلفة، ويتميز بتصميمه العصري الفريد المغطّى بألواح من المعدن والزجاج المرقّط. إنه أول متحف في العالم يُخصّص لتراث البحر المتوسط، ويتصل
بقلعة سان جان الأثرية من طريق جسر معدني. يضم المتحف ما يقرب من مليون قطعة أثرية، ويتميز بالكمّ الهائل من الاكتشافات الموجودة فيه. فمن خلال معارض المتحف والمحاضرات
وعرض الأفلام، يمكن الزوّار استكشاف تاريخ الحضارة المتوسطية.
تم بناء أحدث جزء من المتحف على رصيف J4 السابق من جانب المهندس المعماري رودي ريتشيوتي. يتناول هذا القسم موضوعات مثل اختراع الآلهة، وكنوز طريق التوابل، ورؤى
القدس، وعجائب الدنيا السبع في العالم.
وتقع المرحلة الثانية من المتحف في الغرف المقبّبة في فورت سانت-جين، وهو نصب تاريخي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر. يحتوي فورت سانت-جين على حدائق متوسطية مذهلة
يمكن الوصول إليها بواسطة جسر للمشاة معلّق فوق البحر. هنا، يمكن الزوّار التنزّه والاستمتاع بالمناظر البانورامية على الساحل.
أما الموقع الثالث فهو مركز الحفظ (الموجود في حي بيل دي ماي)، الذي يقدّم نظرة من وراء الكواليس إلى عمل المتحف الذي يمثل أحد الأهم الأماكن السياحية في مرسيليا.
ميناء فيوكس (الميناء القديم)
يقع الميناء القديم في غرب مرسيليا بالقرب من شارع كانيبير، وتحيط به المياه الزرقاء الهادئة. إنه عبارة عن ميناء قديم يجذب أعداداً كبيرة من السيّاح الذين يتوافدون إلى المكان لالتقاط
الصور التذكارية والاستمتاع بتناول الأسماك الطازجة وغيرها من المأكولات البحرية الشهية، إضافة إلى مشاهدة المراكب التي تُبحر في الماء والاستمتاع بأجواء البحر الأبيض المتوسط
المزدهرة في مرسيليا، كما يمكن استئجار الدرّاجة الهوائية للقيام بجولة والتعرف على معالم المدينة القديمة، والاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس الساحر في مشهد يخطف الأنفاس.
وميناء فيوكس ميناء تجاري مهم أيضاً، لكنه يُستخدم أساساً لقوارب الصيد والحِرف الرياضية. والميناء القديم نقطة انطلاق للعبّارات التي تُبحر باتجاه اثنتين من الوجهات السياحية الشهيرة:
"شاتو دي إف" و "كالانك" بالقرب من منطقة كاسيس.
التسوّق في مارسيليا
لا يوجد في مرسيليا شارع تسوّق رئيس يشبه شارع دو فوبورغ سانت أونوريه في باريس، أو شارع بوند في لندن، أو فيفث أفينو في نيويورك. أقرب ما يعادل ذلك هو شارع باراديس،
الذي يضم متاجر لبيع العلامات التجارية الراقية، وبجوارها المحال الصغيرة التقليدية. ولعل أكثر ما يميّز التسوّق في مرسيليا هو وجود سلاسل تجارية محلية في كل الشوارع مثل محال
الملابس الشعبية والراقية، إضافة إلى المطاعم التي تقدّم أشهى المأكولات الفرنسية، ومحال البقالة التقليدية والمخابز التي تعود إلى عقود، لا بل إلى قرون عدّة. عادةً ما تفتح المحال التجارية
في مرسيليا أبوابها من الاثنين إلى السبت بين الساعة 10 صباحاً و 7 مساءً من دون توقف، رغم إغلاق بعض المحال الصغيرة لتناول طعام الغداء.
معلومات مهمّة عن مرسيليا
الموقع الجغرافي: جنوب فرنسا على سواحل البحر المتوسط
المناخ: مناخ متوسطي، معتدل شتاءً وحار صيفاً
العملة: يورو
فارق التوقيت بين مرسيليا والإمارات: ساعتان
قد يهمك ايضا:
فرنسا تنفق أكثر من 14 مليون يورو لترميم "قطار الشرق السريع"
أماكن تدفعك إلى زيارة مرسيليا عاصمة الثقافة