لندن ـ ماريا طبراني
تعتبر القارة القطبية الجنوبية من أكثر الأماكن المستبعدة لإعداد رحلة إليها، لما تتمتع به من البرودة والهدوء، ولكنها تحتوي على مميزات أخرى تجعلك تتطلع إلى زيارتها دائمًا.
من أجل الذهاب إلى القارة القطبية الجنوبية، عليك الصمود لثلاثة أيام على متن سفينة يبلغ قوامها 100 راكب، والتعرض لدوار البحر مثل الفلين وسط الأمواج التي يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار، وتحطمها عواصف الشتاء في درجات الحرارة التي يمكنها تجميد رموش العين. وتستغرق الرحلة 12 يومًا في جميع أنحاء شبه الجزيرة القطبية، وتُكلّف 6825 جنيه استرليني للقيام برحلة لمدة 14 يومًا إلى القطب الجنوبي عبر الأرجنتين، بما في ذلك الرحلات الدولية والداخلية. لتبدأ من بريطانيا ثم القفز إلى أمستردام، ومنها إلى بوينس آيرس، لتهبط أخيرًا في أوشوايا، ثم تتجه من الأرجنتين إلى القارة القطبية الجنوبية. ويجب الاعتماد على مرشد سياحي أو مستكشف.
ويبلغ متوسط الركاب على متن أي رحلة بحرية، بما في ذلك القارة القطبية الجنوبية، أكثر من 50 شخصًا، لكن المثير للاهتمام في الآونة الأخيرة، أن هناك الكثير من الشباب تحت سن الثلاثين يرغبون في التوجه إلى القطب الجنوبي. وهناك أكثر من مسار الرحلة، فللوصول للقطب الجنوبي، عليك العبور لممر دريك، سيء السمعة بأنه ممر المحيطات الأكثر عصفًا في العالم. وهو يستغرق ثلاثة أيام للذهاب والعودة. وتم تصميم السفينة لذلك، حيث أن كل كرسي وسرير وطاولة مربوطة بالسلاسل إلى الأرض حتى لا ترتطم ضد الجدار في كل مرة يتم قذف السفينة إلى زاوية 90 درجة عند كل منعطف.
وستندهش عن لحظة الوصول، بمنظر الجبال الجليدية الزلقة في كل منعطف، إلى جانب تماثيل خشنة التي وقفت بتحد لآلاف السنين، تلك التي تلوح في الأفق فوق السفينة وتتألق تحت الشمس في صيف القطب الجنوبي. وستجد نفسك محاطًا بمستعمرات البطاريق إلى يسارك، والحيتان الحدباء إلى يمينك، أنه المشهد الطبيعي الأكثر سحرًا في الحياة. وتظن أنه من الجنون خلع ملابسك والقفز في المياه المتجمدة، لكنها الفكرة الأكثر إثارة على الإطلاق، كما أن ممارسة التزلج على الجليد هي إحدى مميزات تلك الرحلة الفريدة.