شوارع طوكيو

تمثل محلات العاصمة اليابانية والمخابز روائع معمارية رائعة، فمن المستحيل أن تتجول في الشوارع الخلفية في حي أوياما في طوكيو الراقية، ولا تشعر بإحساس غير عصري قوي، فهماك ستجد سلسلة من المحلات الأنيقة الواقعة بين نوادي الجاز الفاخرة والمطاعم الرائعة، وهناك سترى الجميع تتدلى من يديه أكياس تسوق برادا ومياو مياو، بينما يقف حراس الأمن خارج المحلات التجارية الفخمة لحارستها، وسنرى أن معظم المتاجر الأنيقة في أوياما أيضًا ذات طابقين كأمثلة مذهلة لأفضل فنون العمارة اليابانية الحديثة.

  ويمكنك من خلال التجول بطريقة حرة في أنحاء المنطقة استكشاف المدينة التي يمكن أن تستنزف بسرعة جميع الأموال حتى أصحاب ميزانيات السفر المرتفعة لن يستطيعوا مجارتها، فهنا في أوياما، تظهر أفضل ماركات الملابس الراقية في العالم وكأنها تخوض معركة للمزايدة، مثل ماركات مياو مياو، غوتشي وديور التي تشكل مع المصممين العالميين طريقًا لتحويل المنطقة إلى متحف عمارة نابض بالحياة، ولكن ربما يمكن القول إنها أيضًا تسلط الضوء على توجه اليابان لإنشاء نماذج خارجة عن المألوف، فنظرًا إلى المخاوف من حدوث  الزلزال، فإن المباني هنا يتم إعادة بنائها كل 30 عامًا في المتوسط، فالبلاد تكتسي دائمًا بثوب التجديد.

  كما أنه بفضل دورة الألعاب الأولمبي فان الهندسة المعمارية موضوع ساخن في اليابان، وقد شاركت المصممة زها حديد-في تصميم الملعب الأولمبي في يوليو/تموز من العام الماضي، حيث أضيف إليه طراز خشبي مستوحى من أعمال المهندس المعماري المحلي كينغو كوما، وعندما كلف بإعادة تصميم الملعب، قال كوما إنه يريد بناء شيء يمثل اليابان الآن -بالخشب بدلًا من الخرسانة، على حد زعمه، يمثل مجتمع ما بعد الصناعة التي أصبحت عليه اليابان الأن. 

وعلى الرغم من عدم تشييد ملعب كوما حتى الأن، إلا أن أعماله تنتشر حول أوياما، فإذا كان يستخدم فيها الأخشاب أو الخيزران، فهناك فرصة أنها تعتبر واحدة من إبداعاته -وقد تحدث كوما كثيرًا عن أهمية الخشب في أعماله والثقافة اليابانية، وكيف يستشهد بها لإحلال حالة من الهدوء، ويعتبر متحف نزو من بين الأعمال الأكثر شهرة له، فقد بني في عام 2010 ويضم مجموعة من أعمال الفن الياباني ما قبل الحداثة، وقد صمم ليتخذ شكلً حديثًا على غرار نزل ياباني، أو حانة صغيرة، وقال البروفسور مازدا "تتقارب المباني اليابانية بشكل غير مباشر، ليس خلال الباب الأمامي"، والذي يؤدي بنا إلى أسفل ممر مبطن بالخيزران نحو مدخل المتحف والحدائق التقليدية. 

ومن السهل معرفة لماذا تم اختيار كوما لإعادة تصميم الملعب الأولمبي في طوكيو في صورة أكثر تقليدية وروحية تمثل البلاد، فهو مليء بالحيوية من خلال الحلوى وشاي ماتشا النقي، وقد استدعينا البروفيسور على وجه السرعة، وذلك باستخدام عصاه التي يشير بها إلى تفاصيل مجموعة من المباني الأكثر سريالية ورائعة في أوياما، مثل متجر برادا هرتزوغ اند دي ميرون المتجر المتألق بالألوان والحزم الزاوية والزجاج المقوي، الذي وضح البروفيسور إن النموذج يعد تحديًا لنهج طوكيو المعتاد في استخدام الخرسانية القوية لمنع الإنهيار أثناء وقوع زلزال، وتم تصميم الهيكل المعيني المسلح للتحرك عندما تهتز الأرض، والسماح لها الصمود أمام الصدمات.