الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة المصرية


أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة المصرية، أن التقارب العربي يفتح آفاق رحبة للتعاون بين الدول العربية بما يعكس مردودًا إيجابيًا في تحفيز حركة السياحة البينية بين الدول العربية وبعضها لبعض، لافتة إلى أن الوزارة تقوم ببحث آليات زيادة الحركة السياحية الوافدة من الدول العربية إلى مصر، من خلال إعداد برامج وحزم ترويجية لهذه الدول باعتبارها أسواق قريبة ويمتاز فيها السائح بمعدل إنفاق مرتفع.


جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة رانيا المشاط في ملتقى سوق السفر العربي ATM المقام بمدينة دبي، خلال الفترة من 28 إبريل الجاري وحتى 1 مايو المقبل، حيث بدأت نشاطًا موسعًا، بدأ بافتتاح الجناح المصري في الملتقى، ثم لقاء مع قناة CNN الأمريكية، ومباحثات مع أحمد بن عقيل الخطيب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية.


وبدأت الدكتورة رانيا المشاط نشاطها بافتتاح الجناح المصري المشارك في ملتقى سوق السفر العربي ATM، بمشاركة السفير شريف البديوي سفير مصر في الإمارات، والمهندس أحمد يوسف رئيس الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، والقنصل وائل فتحي قنصل مصر في دبي، كما تم دعوة عدد من المدونين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من دول الخليج.


واستعرضت الدكتورة رانيا المشاط الأساليب التكنولوجية والترويجية الجديدة التي تم تزويد الجناح المصري المشارك في المعرض بها، لافتة إلى أنه لأول مرة يخصص شاشة لكل عارض في الجناح المصري لعرض مادة ترويجية خاصة به، موضحة أنه تم تخصيص مكان في الجناح المصري لأول مرة تحت عنوان «رمضانك عندنا»، يقدم نبذة عن الأجواء الرمضانية في مصر احتفالا بالشهر الكريم، كما يقدم فرقة تعزف الموسيقى العربية لجذب الزائرين إلى الجناح المصري، وذلك في إطار خطة الوزارة للترويج لمصر في السوق العربية. 


ويتضمن الجناح المصري شاشات عرض لإلقاء الضوء على المدن والمحافظات السياحية المصرية المختلفة، من خلال تخصيص مواد ترويجية عن كل مدينة سياحية على حدة Branding By Destination  والذي يعتبر أحد العناصر الأساسية في محور الترويج والتنشيط في برنامج الإصلاح الهيكلي الذي أطلقته الوزارة نوفمبر الماضي، كما تم تخصيص تجربة معايشة تفاعلية تمكن الزائرين من خلالها رؤية المناظر الطبيعية لأعماق البحر الأحمر من حولهم وذلك بتقنية الـ virtual reality وباستخدام نظارات ثلاثية الأبعاد.


وخُصص بالجناح المصري جزءا خاص بالمتحف الكبير به «هولوجرام» للقناع الذهبي للملك توت عنخ أمون، وشاشة تعرض مواد مصورة للمتحف، فضلاً عن بعض الأنشطة التفاعلية المصاحبة يقدمها الجناح المصري لزائريه منها كتابة أسمائهم بالكتابة الهيروغليفية، والتصوير بالزى الفرعوني.


وعلى هامش الملتقى أجرت الدكتورة رانيا المشاط لقاءا تلفزيونيا مع المذيع الشهير John Defterios بقناة CNN، تناولت خلاله الرؤية الحالية التي ترتكز عليها خطة الوزارة لتغيير الصورة النمطية للسياحة المصرية، مشيرة إلى أهمية السياحة المستدامة كأحد المحاور الرئيسية لهذه الرؤية، موضحة أن الوزارة وضعت مفهوم السياحة المستدامة والمسئولة كعنصر استراتيجي رئيسي في برنامج الإصلاح الهيكلي الذي أطلقته الوزارة في نوفمبر الماضي لتطوير قطاع السياحة بما يضمن تحقيق نمو اقتصادي مستدام ويتماشى مع أهداف التنمية المستدامة الوطنية والعالمية.


وأشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أهمية قطاع السياحة في مصر باعتباره أحد العناصر الداعمة للاقتصاد القومي حيث يلامس حياة الملايين من الناس، لافتة إلى أن هدفها كوزيرة للسياحة أن يعمل فرد واحد على الأقل من كل أسرة مصرية بشكل مباشر أو غير مباشر في قطاع السياحة، لافتة إلى أن الوزارة تضع على رأس أولوياتها الاستثمار في العنصر البشري وتدريب العاملين في القطاع. 


ولفتت الدكتورة رانيا المشاط إلى حصول مصر على جائزة "الريادة الدولية في السياحة" لهذا العام والتي قدمها المجلس الدولي للسياحة والسفر WTTC ، وذلك تقديرا لجهود مصر في تعزيز قطاع السياحة المصري ليكون أكثر صلابة وقدرة على تحمل الصدمات، كما أشارت إلى التقرير الذي نشره المجلس الدولي للسياحة والسفر WTTC عن السياحة في عدد من الدول المختلفة، والذي استعرض خلاله نتائج البحث الجديد الذي أجراه المجلس لعام ٢٠١٨ وقارن خلاله بين قطاع السفر والسياحة في 185 دولة، وأظهر البحث أن السياحة في مصر شهدت طفرة وانتعاشه هائلة في عام ٢٠١٨، حيث تعد الأسرع نموا بشمال أفريقيا.


وقالت الدكتورة رانيا المشاط أن هذا البحث أوضح أن جهود الدولة المصرية لتحسين الأوضاع الأمنية قد ساعد فى زيادة السياحة بمعدل ١٦.٥% وهو الأفضل منذ عام ٢٠١٠، وأن الجهود المبذولة فى القطاع الأمنى ساعدت على إعادة جذب السائحين وشركات السياحة الكبرى إلى الوجهات المصرية السياحية المشهورة مثل شرم الشيخ.


وعن الاهتمام بنمط السياحة الخضراء والحفاظ على البيئة أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أن الوزارة تتبنى مبدأ التحول التدريجي لقطاع السياحة نحو ممارسات أكثر صداقة للبيئة وحفاظاً على الموارد وكذلك زيادة الوعي بقضية التغيرات المناخية وتأثيرها على قطاع السياحة، موضحة أن وحدة السياحة الخضراء التي تم إنشائها بالوزارة لتقوم بالعمل مع شركاء المهنة في قطاع السياحة وشركاء التنمية الدوليين لوضع وتنفيذ مبادرات تهدف إلى خفض البصمة الكربونية واستهلاكات الطاقة في قطاع السياحة، وكذلك التحول إلى استخدام تقنيات الطاقة المتجددة.


 وخلال اللقاء تطرقت الدكتورة رانيا المشاط للحديث عن أهمية التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي في صناعة السياحة لما لذلك من تأثير كبير علي كفاءة الإدارة والاستدامة، مؤكدة على أن التحول إلى الاقتصاد الرقمي أصبح الآن أولوية وطنية لدعم الإصلاح الاقتصادي الحالي الذي شرعت فيه مصر بالفعل، لافتة إلى أن السياحة تعتبر جزءًا لا يتجزأ من عملية التنمية الاقتصادية حيث يجب توظيفها والاستفادة منها من خلال بيئة عمل رقمية على الصعيدين الوطني والعالمي.


وأشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى المنتدى الإقليمي للابتكار التكنولوجي في السياحة الذي نظمته وزارة السياحة على هامش الاجتماع الخامس والأربعين للجنة الشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية في مارس الماضي، وأضافت أنه أقيم على هامش المنتدى المسابقة الوطنية الأولى للشركات الناشئة في مجال السياحة والتي نظمتها وزارة السياحة بالتعاون مع منصة RiseUp لريادة الأعمال وذلك لاختيار مشروعات وتطبيقات إلكترونية لإلقاء الضوء على المعالم والأماكن السياحية في مصر والترويج للسياحة المصرية بطرق جديدة ومبتكرة.


وعن المتحف المصري الكبير أشارت الوزيرة إلى أن المتحف المصري الكبير، والمقرر افتتاحه نهاية العام القادم ٢٠٢٠ سوف يمثل أحد الأعمدة الأساسية للسياحة الثقافية في مصر، مضيفة أن وزارة الآثار المصرية تبذل جهودا كبيرة للانتهاء من هذا الصرح الثقافي الكبير، وقالت أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو أحد المحاور الرئيسيّة للحملة الترويجية الدولية لمصر GEM 2020، فعلى سبيل المثال تخصص وزارة السياحة جزءا خاص بالمتحف الكبير في الأجنحة المصرية في المعارض الدولية الكبرى التي تشارك فيها مثل بورصة برلين وبورصة لندن والملتقى العربي السياحة والسفر ATM، كما تم وضع شعار حملة وزارة السياحة للترويج لافتتاح المتحف المصري الكبير GEM 2020 على تذاكر دخول بورصة برلين هذا العام لجذب الأنظار إلى أكبر متحف للآثار في العالم وترقب افتتاحه العام القادم.


وخلال مشاركتها في فعاليات ملتقى سوق السفر العربي ATM عقدت الدكتورة رانيا المشاط اجتماعا مع أحمد بن عقيل الخطيب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية؛ وذلك لمناقشة سبل التعاون السياحي بين البلدين والترويج السياحي المشترك لزيادة الحركة السياحية العربية البينية بين مصر والمملكة العربية السعودية، وقاما بجولة داخل الجناح المصري، حيث أبدى الخطيب إعجابه بالجناح المصري وبالأساليب التكنولوجية والترويجية الجديدة المستخدمة فيه.
 
وخلال اللقاء أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلي أن المملكة العربية السعودية تعد أولي الدول العربية المصدرة للسياحة العربية الي مصر، مؤكدة على أهمية السوق العربية بالنسبة للسياحة المصرية حيث تمثل حوالي ٣٠% من حجم السياحة الوافدة لمصر، كما أكدت على أن مصر ترحب بكافة السائحين وخاصة بالسائح العربي في وطنه الثاني مصر. 
 
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط الى الضوابط التي وضعتها وزارة السياحة المصرية لتسهيل إجراءات العمرة أمام المعتمرين المصريين حرصا منها على نجاح انتظام سير موسم العمرة لعام 1440هــ.
 
ومن جانبه أشار أحمد بن عقيل الخطيب إلي مكانة مصر في قلب الشعب السعودي، مشيرا إلي رغبة الشعب السعودي الدائمة لزيارة مصر والاستمتاع بمقوماتها السياحية والاثرية الفريدة، ولافتا الى رغبة بلاده في الاستفادة من الخبرات المصرية في الترويج للمنتجات سياحية مختلفة مثل السياحة الثقافية وسياحة المغامرات التي بدأت الممكلة العربية السعودية تروج لها مؤخرا.
 
وتطرق الحديث الى استراتيجية السياحة العربية التي قامت وزارة السياحة المصرية بإعدادها بناء على تكليفها من المجلس الوزاري العربي للسياحة فى ديسمبر الماضى بمراجعة وتطوير وتحديث هذه الاستراتيجية لتتواكب مع المتغيرات العالمية وذلك على غرار برنامج الإصلاح الهيكلى الذي أطلقته الوزارة لتطوير قطاع السياحة المصري.

قد يهمك ايضًا:

وجهات سياحية توفّر السلامة للنساء خلال رحلات السفر المنفردة

تعرّف على أفضل أماكن السفر العالمية للسيّاح المنفردين