القاهرة - سعيد فرماوي
تعرَّضت صناعة السياحة في مصـر التي لاتزال تعاني منذ سقوط الطائرة الروسية التي أقلعت من شرم الشيخ في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، إلى ضربة جديدة، في أعقاب فقدان طائرة رحلة مصر للطيران MS804 في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس.
وحتى قبل وقوع الحادث الأخير، لم يكن العديد من الشركات الأوروبية و الروسية قد إستأنفت رحلاتها إلى منتجعات سيناء، بعد تبني تنظيم "داعش" مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية متروجيت Metrojet.
وتصاعدت المخاوف المتعلقة بالسلامة بسبب سلسلة الحوادث الصغيرة بما فيها الهجوم على حافلة سياحية بالقرب من أهرامات الجيزة، وكذلك الهجوم الذي وقع بالقرب من فندق في منتجع سيناء في مدينة الغردقة. وفي آذار / مارس قام مواطن مصري يرتدي حزاما ناسفا وهميا بإختطاف رحلة "مصر للطيران"، بينما في أيلول / سبتمبر من العام الماضي، سقط 12 من السياح المكسيكيين قتلى.
وشهد الربع الأول من هذا العام توافد 1,2 مليون سائح إلى مصر، بإنخفاض عن نفس الفترة من العام الماضي والتي بلغ فيها عدد السياح 2,2 مليون. لتنخفض العائدات من السياحة إلى 500 مليون دولار من 1,5 مليار دولارأميركي.
ويأتي حادث تحطم الطائرة MS804 ، في الوقت الذي أبدي فيه القائمون على السياحة في مصر أملهم في عودة النشاط مجدداً إلى القطاع الذي يمثل حوالي 6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، ويعمل فيه أكثر من مليون شخص، أي ما يعادل 12 بالمائة من القوى العاملة.
وتعاني عشرات الفنادق من عدم وجود إشغالات، ما دفعها إلى الإغلاق. وأشارت التقارير الصادرة الشهر الماضي إلى توقف عمل ما يقارب من 50 % من مشغلي خدمة الغوص في البحر الأحمر، في الوقت الذي صرح فيه أحد الموظفين في كبرى الفنادق في طابا لصحيفة "الغارديان" أن نسبة الإشغال اصبحت لا تتعدى 6 بالمائة.
ودفعت مصر بتعزيزات أمنية من الشرطة والجيش في المنطقة المحمية حول كافة المنتجعات الرئيسية في سيناء، مع توفير مرافقين لبعض الجنسيات التي تزور المواقع مثل "دير سانت كاترين". وفي مواجهة غياب السياح الغربيين، فإن مصر تحاول جذب زائرين جدد من بلدانٍ مختلفة مثل الصين وماليزيا وجورجيا لتعويض هذا التراجع في أعداد السائحين.