جدة سعيد الغامدي
تمَّ في مدينة جدة توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الآثار والمتاحف والتراث الوطني بين "الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني" في المملكة العربية السعودية ووزارة الآثار في جمهورية مصر العربية، وذلك لتعزيز سبل التعاون المشترك بين البلدين في مجال الآثار والمتاحف والتراث العمراني.
جاء ذلك خلال لقاء عقده الأمير سلطان بن سلمان رئيس "الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني" في قصر المؤتمرات في جدة مع وزير الآثار المصري الدكتور خالد أحمد العناني عز الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة.
وتم خلال اللقاء بحث الموضوعات المشتركة التي تهم البلدين في قطاع السياحة والتراث العمراني وسبل تنميتها وتطويرها. كما شهدت المناسبة توقيع الاتفاقية في "بيت نصيف" في المنطقة التاريخية في جدة، حيث وقعها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزير الآثار المصري الدكتور خالد أحمد العناني.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن "توقيع هذه الاتفاقية يأتي في إطار سعي الهيئة للاستفادة من الخبرات العالمية لتطوير البرامج والمشروعات السياحية والتراثية في المملكة، مشيراً الى أن هذه الاتفاقية تعد امتداداً للتعاون القائم بين المملكة ومصر في شتى المجالات"، مبيناً أن "التعاون في المجال السياحي بين المملكة ومصر ليس الأول ولن يكون الأخير حيث تم العام الماضي في القاهرة توقيع اتفاقية بين المملكة ومصر لدعم سبل التعاون السياحي بين البلدين وتوظيف التراث الحضاري والثقافي والتاريخي في الإسهام في التنمية السياحية".
وقال رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني :" إن الاتفاقية حددت الكثير من مجالات العمل وسيتم تفعيلها ولن تكون حبرا على ورق، وأن هذه الاتفاقية هي ثمرة تطابق الرؤى بين القيادتين السياسيتين للمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وأن التعاون بين البلدين يغطي المجالات كافة، منوهاً بحرص قادة البلدين على تعزيز العمل المشترك بما يحقق تطلعات شعوب البلدين.
من جهته, عبر وزير الآثار المصري عن سعادته بتوقيع الاتفاقية التي عدها مهمة بالنسبة للطرفين وتمثل خطوة إضافية مميزة في مسيرة التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين، مؤكداً أنه سيتم العمل على تفعيل جميع بنود الاتفاقية لتنعكس إيجابا على جميع المشروعات وملفات التراث وسيتم تبادل الخيرات وتعزيز التعاون وتوحيد الجهود على مختلف المستويات الدولية.
وأثنى الوزير المصري على الجهود الكبيرة والقوية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في مجال استنهاض الهمم للمحافظة على التراث الحضاري وجعله حاضرا لجيل اليوم والأجيال المقبلة، مؤكداً أن سموه هو رجل السياحة والتراث الوطني وأن جهوده في هذا المجال وانجازاته تعدت الجانب المحلي إلى الجانب الدولي، وأن هذه الاتفاقية هي من أوائل الاتفاقيات التي تبرمها مصر مع دولة عربية.
وتتضمن مذكرة التعاون في مجال الآثار التي تم توقيعها على العديد من البنود التي تسهم في الارتقاء بالمستوى المهني والعلمي للعاملين في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الآثار المصرية على حد سواء، من حيث تبادل الخبرات في مجال البحث العلمي المشترك، والمسح، والتنقيب الأثري، وتسهيل مهمة الباحثين من أجل أداء أعمالهم وتطوير الدور التربوي والتثقيفي للمتاحف، وترميم المقتنيات والإدارة المتحفية.
كما أنه بمقتضى هذه المذكرة سيتم تبادل إقامة المعارض وتبادل القطع الاثرية في مجال المتاحف، إضافة إلى تشجيع الطرفين على إقامة المحاضرات والندوات العالمية وورش العمل ذات العلاقة بمجال الآثار والمتاحف والتراث العمراني.
هذا وقد شمل برنامج زيارة وزير الآثار المصري لمدينة جدة جولة شملت مهرجان (رمضاننا كدا) المقام في جدة التاريخية، وجال الوزير في المهرجان على عدد من المواقع والفعاليات التي تحاكي مرحلة مهمة من تاريخ هذه المدينة, وشملت الجولة زيارة بيت البحر وبيت باعشن وبيت البترجي إضافة إلى بيت نصيف.
حَضَر توقيع الاتفاقية معالي أمين جدة الدكتور هاني ابو راس ونائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المشرف على مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري الدكتور علي الغبان ونائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للآثار والمتاحف المكلف الدكتور حسين أبو الحسن والمشرف على مركز التراث العمراني الوطني الدكتور مشاري النعيم ومدير عام الإعلام وعلاقات الشركاء ماجد الشدي والمدير التنفيذي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري عبدالرحمن الجساس ومدير عام الهيئة بمنطقة مكة المكرمة محمد العمري.