تونس_أزهار الجربوعي
أعلنت وزارة السياحة التونسية عن إنشاء "خلية أزمة" تحسبا لاستهداف منشآتها، بعد أن أحبطت أجهزة الأمن الأربعاء، محاولة تفجير ضريح الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة القريب من منطقة مارينا السياحية في محافظة المنستير التي وقعت بالتوازي مع تفجير انتحاري لنفسه على شاطئ بوجعفر في سوسة، وقد كشفت
مصادر أمنية عن إجراءات أمنية نوعية لتأمين المنشآت السياحية على غرار فرض حواجز مراقبة وتفتيش لجميع السيارة الوافدة على مداخل المدن والسياحية.
كما أعلن المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة الحبيب عمار ،الاربعاء، أنه سيتم تكوين "خلية أزمة" على مستوى وزارة السياحة لاتخاذ القرارات الملائمة.
وأضاف عمار أنه سيتم في الفترة القادمة تكثيف الاتصال بمتعهدي الرحلات ووكالات الأسفار لشرح الوضعية الأمنية في البلاد، ويأتي هذا القرار تزامناً مع استهداف محافظتي سوسة والمنستير السياحيتين، وتم العثور ،الأربعاء، على كمية كبيرة من المتفجرات في أحد المنازل في منطقة "الفلاز" بالمنستير, بالقرب من ضريح الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة وعلى مسافة قريبة من المنتجع السياحي مارينا المنستير.
من جهته، أكد محافظ سوسة أنه تم اتخاذ التدابير الضرورية بعد إقدام انتحاري على تفجير نفسه على شاطئ بوجعفر في قلب المنطقة السياحية في المدينة، مشدّدا على أن السلطات الرسمية ووزارة الداخلية دعت جميع الفنادق إلى التحلي باليقظة وتشديد الرقابة.
وأكدت السلطات المحلية في محافظة سوسة أن الوضع مستقر، مناشدة المواطنين لتسهيل مهمتها والتعاون مع الأجهزة الأمنية وإبلاغها عند الاشتباه بأي تحرك مريب.
وفي ولاية نابل السياحية (80 كم جنوب العاصمة التونسية)، قامت قوات مشتركة من فرق مكافحة الإرهاب ووحدات التدخل والمرور والأمن السياحي بالتمركز في منطقة "ياسمين الحمامات" التي تعتبر أكثر الوجهات السياحية التونسية إقبالاً وحركية، وذلك تحسباً لأي هجمات متطرفة على غرار التي عاشتها مدن سوسة والمنستير الأربعاء.
وعمدت فرق الأمن المختصة إلى غلق كامل للمنطقة السياحية بالحمامات وتفتيش كل السيارات دون استثناء، إلى جانب تركيز حواجز أمنية في مداخل مناطق سياحية مختلفة من البلاد، توقياً من أي أعمال متطرفة.
وشملت الإجراءات الأمنية الاستثنائية حركة النقل والمطارات وجميع المنشآت الحيوية، وأكدت إدارة مطار المنستير الدولي أن لجنة أمن المطار اجتمعت بصفة استثنائية ،الأربعاء، كما تم إقامة مناطق تفتيش متقدمة لجميع السيارات والوافدين.
وأكدت إدارة المطار أنها قرّرت الترفيع من درجة اليقظة واتخاذ إجراءات أمنية لضمان أمن المطار ومرتاديه من مسافرين وسياح.
ويخشى مراقبون أن تشكل الهجمات التي عاشتها البلاد، ضربة قاسمة لقطاع السياحة الذي يشكل عصب الاقتصاد التونسي المعتمد أساساً على قطاع الخدمات بسبب افتقار تونس إلى الثروة الطبيعية وشح مواردها.
وتساهم السياحة في تونس بما لا يقل عن 6.5% من إجمالي الناتج القومي و60% من الميزان التجاري و350 ألف موطن شغل، إلا أن هذا القطاع قد تضرّر بشكل لافت بسب التوتر الأمني والاحتقان السياسي الذي تعيشه البلاد منذ ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011، كما أن العملية الانتحارية الأولى في تاريخ تونس التي وقعت على أحد شواطئ مدينة سوسة السياحية قد عمّقت المخاوف بشأن ما يمكن اعتبراه تصعيداً خطيراً من الحركات المتطرفة التي قد تتخذ من المنشآت السياحية والتجمعات السكانية أهدافاً قادمة لها بعد أن استهدفت في وقت سابق رجال الأمن والجيش ومرّت بذلك، من طور التنظيم والتخطيط إلى مرحلة الظهور العلني والتنفيذ.