الجزائر - سميرة عوام
تعتبر واحات تاغيت، من أهم المناطق السياحية في الجزائر، والواقعة في قلب الساورة، وتعد من أجمل الواحات في الوطن العربي، نظرًا إلى تنوع التضاريس، وروعة أشكالها الهندسية، التي رسمتها الطبيعة بطريقة فريدة من نوعها، ما يعطي إضافةً إلى هذا المكان، الذي تحول إلى مقصد حقيقي للكثير من السياح الأجانب. وتتوفر في تاغيت الرسومات الحجرية، والتي شيدت قصور عتيقة منذ حوالي تسعة قرون، وأمام هذا الإرث التاريخي والثقافي والسياحي الكبير، تحولت تلك المنطقة السياحية إلى واجهة مفتوحة للتوافد القوي للزائرين، لاسيما مع حلول فصل الربيع، حيث حرارة الشمس الدافئة التي تفتح شهية طير اللقلق، ليصنع من قش الطيور المهاجرة مأوى له في أعالي الصخور العتيقة، والتي تتدفق من بينها المياه الرقراقة الصافية.
ويكمن سر جمال تاغيت القابعة في عمق الساورة في جاذبية واحات يسكنها الهدوء، حيث يجد السائح نفسه مضطرًا إلى التقاط الصور التذكارية، وتحتل تاغيت مساحة قدرها حوالي 8040 كلم، وهي دائرة وليدة التقسيم الإداري الجزائري في العام 1991، ويحدها شرقًا العرق الغربي الكبير، وشمالًا بني ونيف وبشار، وجنوبًا بني عباس وغربا العبادلة.
وحسب بعض المؤرخين، فإن تاغيت، مشتقة من كلمة "تاغونت"، وهو اسم بربري يعني الحجر، وثانيها تعني الغيث أو النجدة، نظرًا إلى كونها قابعة على هضبة، مما جعل منها مكانًا ملائمًا لخوض الحروب، بينما أطلق البعض عليها تسمية "أغيل"، ويعني الذراع، وإن اختلفت التسميات، فإنه لا تختلف في روعة وجمال المنطقة، حيث الواحات الخضراء، والنخيل، وسمرة كثبانها، وفي الجهة الأخرى بقيا المنازل العتيقة المصنوعة من الخشب والطين، وتمتد على طول الطريق القصور القديمة تروي للزائر تاريخ الرومان، والذي كان يتخذ من جمال تاغيت مكانًا له لإقامة الأفراح والملتقيات لاكتشاف جمالية المكان.