الرياض - أحمد نصَّار
افتتح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيزرئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس الاربعاء، مؤتمر "الجزيرة العربية الخضراء" الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع جامعة "أكسفورد" البريطانية وجامعة الملك سعود. وخلال الجلسة الافتتاحية أذيعت كلمة للأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، كما تحدث خلال الجلسة البروفسور مايك بتراغليا رئيس فريق جامعة أكسفورد في مشروع البعثة السعودية البريطانية للتنقيبات
الأثرية في السعودية.
وأعلن خلال المؤتمر عن نتائج اكتشافات لفريق جامعة أكسفورد في عدد من المواقع الأثرية بالمملكة، فقد عثر على قطعتين مما يعتقد أنه ناب لفيل ضخم يصل طولهما معا إلى مترين ونصف، وهما لفصيلة منقرضة تعرف باسم "الفيلة المستقيمة الأنياب". كما عثر الفريق على مفصل عظمي لفيل في المكان نفسه الكائن في صحراء النفود.
وحسب تقرير سابق أعده فريق بحث سويسري ونشر العام الماضي، يقدر عمر الطبقات الرملية في هذه المنطقة من صحراء النفود بـ325 ألف سنة، وهي معلومة اعتمد عليها فريق جامعة أكسفورد لتحديد عمر ناب الفيل ومفصله.
يذكر أن القطع المكتشفة هي أول اكتشافات الفريق في هذا الموقع منذ بدأ التنقيب العام الماضي. وخلص الفريق العلمي إلى أن وجود فيلة في هذا المكان من العالم يعني أن المنطقة كانت خضراء غنية بالنباتات والأعشاب ولحاء الأشجار التي يعيش عليها حيوان الفيل.
ويدرس مشروع "الجزيرة العربية الخضراء" العلاقة بين التغيرات المناخية المتتالية التي مرت على الجزيرة العربية عبر عصور طويلة، وبدايات استيطان الإنسان في الأرض، وهجراته عبر قارات العالم القديم. وكشف المشروع حتى الآن عن آثار لمئات البحيرات والأنهار والغابات والكائنات التي تعيش في هذه الغابات والبيئات القديمة التي نشأت فيها وحولها عدة حضارات متعاقبة، باعتبار أن المناخ المعتدل في تلك الحقب السحيقة جعل من الجزيرة العربية مكانا مناسبا للاستيطان الإنساني.
ويستمر مؤتمر "الجزيرة العربية الخضراء" حتى يوم غد الجمعة، ويشمل جلسات عمل يقدم من خلالها عدد من الباحثين أعمالهم الميدانية وأبرز المكتشفات الأثرية.