القاهرة ـ لبنان اليوم
بعد إعلان السفارة الروسية في القاهرة موعد التاسع من آب/أغسطس المقبل، لأولى الرحلات من موسكو إلى المنتجعات المصرية (شرم الشيخ والغردقة)، يعيش القطاع السياحي في مصر حالة من الترقب والتفاؤل في انتظار وصول أول طائرة تقل السياح الروس مجددا، بعد نحو 6 سنوات من التوقف. وأمس السبت، أعلنت السفارة الروسية في القاهرة أنه "تم اتخاذ قرار بأنه بداية من 9 آب/أغسطس، ستنطلق خمس رحلات أسبوعيا من موسكو إلى الغردقة ومن موسكو إلى شرم الشيخ"، مضيفة أنه "سيتم اتخاذ قرار آخر لزيادة عدد الرحلات الجوية في هذه الاتجاهات في ذلك من مدن أخرى لبلدنا بناء على نتائج الزيارة القريبة للوفد الروسي إلى مصر لتقييم الوضع الوبائي".
وفي هذا السياق، قال الأمين العام لجمعية مستثمري البحر الأحمر، تامر نبيل، لوكالة "سبوتنيك": "نحن كنا ننتظر هذا القرار من فترة طويلة، وقامت لجان من وزارة السياحة بالتفتيش على كل المنشآت الفندقية، وكل الفنادق مستعدة وفي حالة جيدة جدا".لكن يرى نبيل أن عدد 5 رحلات أسبوعية الذي أعلنته السلطات الروسية "قليل جدا"، مقارنة بالأعداد التي كانت تزور مصر قبل الحادث، حيث قال: "ما أعلن عنه الجانب الروسي أنه ستكون هناك 5 رحلات فقط أسبوعيا، وهذا عدد قليل جدا، كنا نتوقع عددا أكبر من هذا، لكنه مقبول كمرحلة أولى، نحن مستعدون لاستقبال أعداد أكبر بكثير".وأضاف أمين جمعية المستثمرين: "في السابق قبل الحادث كنا نستقبل أضعاف هذا العدد، شركة سياحة الواحدة كانت تستقبل من 15 إلى 20 طائرة أسبوعيا"، مشددا على أن "خمس رحلات أسبوعية عدد قليل لا يكفى فندق واحد"، وتابع "أتمنى أن تتحسن الأمور وتزيد الأعداد في الفترة المقبلة".
ورغم إعلان السفارة الروسية بالأمس، لم تعلن أي شركات طيران عن رحلات مباشرة بين موسكو والغردقة وشرم الشيخ، وفي هذا السياق، يقول كريم بوكاس، المدير العام لشركة "تي يو أي" المتخصصة في السياحة الروسية في الغردقة لوكالة "سبوتنيك"، إنه "رغم إعلان السفارة الروسية حتى الآن لا توجد رحلات مجدولة ولا أي تفاصيل واضحة".
وأضاف: "لم نجد أيضا أي مبيعات لرحلات لدى الشركات في روسيا في التاسع من [آب] أغسطس، وفي الغالب ستزور لجنة أخرى مصر في الأيام القادمة لترتيب هذه التفاصيل، وبعد زيارتها ستتضح هذه الأمور".
وتابع بوكاس: "ما نحن متأكدون منه الآن أن الرحلات ستعود خلال أغسطس أو [أيلول] سبتمبر، وستكون رحلات عادية، لكن ليس لدينا أي تفاصيل إضافية حول ذلك".
ويتوقع بوكاس أن مزيدا من المعلومات حول عودة الرحلات السياحية ستتضح خلال الفترة المقبلة، لافتا: "بخصوص التاسع من أغسطس لا توجد أي رحلات مطروحة للبيع في ذلك التاريخ حتى الآن".
وأضاف: "في رأيي ومما آراه في السوق الرحلات ستبدأ في أغسطس، وستزيد خلال سبتمبر أو أكتوبر حتى تعود إلى سابق عهدها، ربما لن نصل في البداية إلى الطاقة القصوى، لكن ربما نصل إلى 50 بالمئة من الأرقام التي كانت موجودة قبل الحادث"، مؤكدا "سيحتاج الأمر وقتا، لكن عودة السياحة الروسية إلى مصر باتت أقرب إلى الواقع الآن".
في سياق متصل، قال هيثم حسن، أحد أصحاب الشركات السياحية في الغردقة: "حتى الآن الأمور ليست واضحة، لن نصدق حتى نرى الطائرات التي تحمل السياح الروس تهبط في مطار الغردقة".وأضاف حسن في تصريح لوكالة "سبوتنيك": "نأمل خيرا، وسنرى خلال الأسابيع المقبلة ماذا سيحدث".وتوقفت حركة الطيران بين مصر وروسيا في خريف عام 2015، عقب سقوط طائرة ركاب روسية في سيناء، ومقتل جميع ركابها وطاقمها، وفيما استؤنفت حركة الطيران بين روسيا ومطار القاهرة عام 2018، استمر قرار توقف رحلات الطيران العارض من روسيا إلى المنتجعات السياحية المصرية، حتى استكمال مجموعة من اشتراطات الأمان التي طلبتها روسيا.وخلال هذه السنوات زار مصر عشرات من الوفود الروسية لتقييم ومراجعة الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية، والتأكد من مطابقتها لاشتراطات الأمان التي حددها الجانب الروسي.وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت، في الـ23 من نيسان/أبريل الماضي، عن اتفاق الرئيسين المصري والروسي على استئناف حركة الطيران العارض للمنتجعات السياحية في مصر بعد انقطاع زاد عن الخمس سنوات.وفي 8 تموز/يوليو الجاري، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يلغى المرسوم الخاص بحظر الرحلات الجوية إلى المنتجعات المصرية.وقبل حادث سقوط الطائرة الروسية كانت مصر تستقبل ملايين السياح الروس سنويا، وبحسب التقارير استقبلت مصر في عام 2015 نحو 2.3 مليون سائح روسي قبل سقوط الطائرة.وفي تصريح سابق لنائبة وزير السياحة المصري غادة شلبي، لوكالة "سبوتنيك"، قالت إنها "تتوقع زيارة من 300 إلى 400 ألف شهريا سائح روسي لمصر بعد عودة الطيران العارض"، كما أكدت "استعداد وجاهزية المنتجعات والفنادق المصرية لاستقبال مثل هذه الأعداد".
قد يهمك أيضا