تونس تسعى لاستعادة ثقة السياح بعد عام على هجوم سوسة

تونس التي تقول لكل العالم "يعيّشك" لا يمكنها إلا ان تعيش وتتجاوز كل الأزمات مهما بلغت حدتها.فاليوم ورغم كل الأحداث التي مرت بها،نجدها "تعيش" وتبحث عن إعادة الروح في القطاعات التي تضررت على غرار السياحة، فتونس تسعى اليوم وبشكل كبير لاستعادة ثقة السياح، وذلك بتكثيف إجراءات الأمن وترويج ما اتخذته من تدابير أمنية، لإعادة الوفود من جديد.

فذات الشاطئ الذي كان مسرحًا للعملية الإرهابية خلال العام الماضي، عاد ليحتضن السياح من جديد، وسط آمال بانتعاش القطاع الذي واجه ركودًا كبيرًا على مدار عام كامل.وتشير وزارة السياحة إلى تفاؤلها باستعادة العديد من الأسواق الأوروبية، على غرار السوق الألمانية والفرنسية، فضلاً عن تمكنها من استقطاب وفود روسية منذ بداية العام الجاري، وهو ما شجع النزل على فتح أبوابها والعودة إلى سالف نشاطها بما في ذلك نزل "الأمبريال" الذي كان مسرحًا لواقعة الاعتداء على السياح في مدينة سوسة.

وتتوقع وزارة السياحة وفق الحجوزات المؤكدة، قدوم نحو 450 ألف سائح روسي، إلى جانب عودة السياح الألمان وكسر السياح البريطانيين لتوصيات بلدهم بعدم السفر إلى تونس بسبب المخاطر الأمنية، كما تراهن تونس على تحسن الوضع الأمني من أجل استعادة السياح وإقناع كبرى وكالات السفريات العالمية بوضع تونس ضمن رحلاتها الجوية والبحرية، لاسيما أن موانئ البلاد لم تستقبل منذ مارس/آذار 2015 أية رحلة بحرية.

كما نظمت وزارة السياحة في الأشهر الأخيرة 27 رحلة نحو تونس لحوالى 1900 وكيل سفريات ومتعهد رحلات، تم استقدامهم من 14 سوقًا لإطلاعهم على ظروف الأمن في النزل والمناطق السياحية، وأعلن مستشار وزيرة السياحة سيف الشعلالي، عن تحسن مهم في المؤشرات السياحية، مشيرًا إلى أن أغلب السياح من الجنسية الروسية مع تسجيل عودة مهمة لبعض الأسواق التقليدية مثل الفرنسية والإيطالية والألمانية، فضلاً عن توافد السياح المقبلين من التشيك وبولونيا وأوكرانيا. 

وأشار إلى أن الوزارة سجلت عودة 56 وحدة فندقية للعمل بطاقة إيواء تبلغ 28.2 ألف سرير، متوقعًا أن تعيد نحو 30 وحدة فندقية أخرى فتح أبوابها خلال شهر يوليو/تموز الحالي، وتعتبر وزارة السياحة عام 2010 "المرجعية" للسياحة، لأن تونس استقبلت خلال العام 6.9 ملايين سائح وحققت إيرادات بقيمة 3.5 مليار دينار تونسي، وهي أفضل النتائج منذ أن شرعت البلاد في الاستثمار في السياحة في ستينيات القرن الماضي، من جهته أكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات السفريات محمد على التومي أنّ الأرقام المتوفرة إلى حد الآن تدل على "تحسّن ملحوظ مقارنة بالعام الماضي" الذي اعتبره أسوء موسم للسياحة في تونس على الإطلاق، مشيرًا أنّ الأرقام الحاليّة رغم تحسّنها تبقى بعيدة عن نظيراتها المسجّلة خلال موسم عام 2014 مضيفًا أنّ الموسم الحالي من المنتظر أن يسجل توافد سياح من ألمانيا وفرنسا وبعض بلدان أوروبا الشرقية الى جانب ارتفاع محتمل للسياح الجزائريين الذين بلغ عددهم مليون و 500 ألف سائح خلال الصائفة الفارطة، داعيًا السلطات الأمنيّة إلى اتخاذ اجراءات عاجلة للاهتمام بجمالية المحيط و القضاء على مظاهر التلوّث مشددًا على أنّ تحسن الوضع الأمني وتجميل المدن شرطان مهمّان لتنشيط السياحة التونسيّة.

من جهته أفادنا رئيس الجامعة التونسية للفنادق رضوان بن صالح أن عدد السياح الروسيين بلغ حتى 10 يونيو/حزيران 2016 حوالي 108 آلاف سائح على أمل أن يصل عددهم إلى 450 ألف في ذروة الموسم السياحي ويكون بذلك قد ارتفع عددهم مقارنة بالعام الفارط بنسبة 400 في المائة باعتبار أنه كان لا يتجاوز 52 ألف سائح فقط.

أما السوق الداخلية والتي بلغت عام 2015 حوالي 5 ملايين ليلة مقضاة فإنه من المنتظر أن تصل خلال هذه العام إلى 5 ملايين و500 ألف ليلة، أما السوق الجزائرية فينتظر أن يصل عدد الجزائريين الوافدين على تونس إلى مليون و500 ألف سائح، وقد تم الترفيع في عدد الرحلات بين تونس والجزائر من 14 رحلة في الأسبوع إلى 42 رحلة، والجيد هو أن كل المقبلين تقريبًا سيقيمون في النزل، وقال محدثنا إنه من مزايا السياح الجزائريين هو إدخال العملة الصعبة إلى تونس وتنشيط السياحة، مشددًا على أنه لو تمت الأمور على ما يرام على مستوى الأمن والخدمات وتحقيق رضاء السياح خلال هذا العام فإنه سيكون الانطلاقة الحقيقية، وأضاف أن المهم بالنسبة إليه هو أنه من جملة 180 نزل أغلقت أبوابها عام 2015 عاد 70 نزلاً إلى سالف نشاطه وأعاد فتح أبوابه متفوقًا على الأزمات.