مظاهر الطبيعة في غرب أستراليا على مستوى الحياة البحرية
كانبيرا ـ ريتا مهنا
تتوافر جميع مظاهر الطبيعة في غرب أستراليا على مستوى الحياة البرية والبحرية، وأجمل ما يمكن التعرض له من خبرات هو الغوص في أعماق المحيط حيث الاستمتاع بمشاهدة عالم مختلف تمامًا عن حياتنا التي نعيشها على البر.
وأغرب تلك التجارب هي السباحة مع أسماك القرش والحيتان حيث يمكن الاقتراب
من أضخم حيوان في العالم على مستوى البر والبحر هو القرش الحوت.
ففي نينجالو ريف بالقرب من الساحل الغربي لأستراليا يتواجد هذا الحيوان العملاق المرقط بلونيه الأبيض والأسود، فهو أحد الأماكن النادرة التي يمكن للسائحين فيها ممارسة السباحة والغطس مع عمالقة البحار.
ولحسن الحظ أن الإنسان ليس ضمن قائمة الطعام الخاصة بالقرش الحوت مما شجع شركة "ثري أيلاندز" للغطس مع القرش الحوت وتنظيم رحلات غطس يومية للسباحة مع هذا الكائن الضخم في موسم انتشار هذه الحيوانات في نينجالو ريف حيث تقوم الطائرات التابعة للشركة بإنزال السائحين مباشرةً إلى المياة حيث تتواجد أسماك القرش الحوت.
ومع الأخذ في الاعتبار أنها أسماك قرش، تضع الشركة ضوابط صارمة يجب على الأفواج السياحية الالتزام بها حيث لا يُسمح بأي حال من الأحوال تواجد أكثر من 10 أشخاص تحت الماء مع أسماك القرش الحوت كما يجب الحفاظ على مسافة لا تقل عن ثلاثة أمتار بين الغطاسين وسمكة القرش بالإضافة إلى البعد عن ذيل هذا العملاق أربعة أمتار على الأقل.
ويعتبر القرش الحوت من الفصائل المحمية بأستراليا، إلَّا أن المعلومات المتوافرة لدى الباحثين عن دورة حياة أكبر وأضخم حيوان في العالم قليلة للغاية لذا تقوم الجولات التي ترسلها الشركة بالتقاط صور للقرش الحوت بكاميرات عالية التقنية تستخدم لأغراض بحثية.
وعلى امتداد الساحل الغربي الأسترالي، يقع المتنزه نينجالو ريف البحري على بعد 260 كيلو متر أمهرست بوينت المطلة على خليج الشعاب المرجانية، وهي منطقة الشعاب المرجانية التي يمكن الوصول إليها بسهولة في أستراليا، وهي أيضًا المنطقة التي سجلتها منظمة اليونسكو كأحد مناطق التراث الإنساني المحمية دوليًا.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة ليست هي الوحيدة التي تحميها اتفاقية اليونسكو للتراث الإنساني حيث يعتبر متنزه كايب راينج الوطني المعروف بسلاسل من مرتفعات أحجار الكلس حيث يمكن للسائحين ممارسة الإبحار بالقوارب على امتداد 50 كيلو متر من الشواطيء النظيفة التي لم تطلها أيدي التلوث.
وبرغم الجمال الذي يتمتع به هذا الشاطيء، إلا أن التكلفة الباهظة التي يتكبدها السائحون لدخول المنطقة تجعل السائحون يلجأون إلى رحلات السفاري في نينجالو ريف.
وعلى بعد أميال قليلة من الشاطيء، يقع سال ساليس، وهو المخيم البيئي الذي تصل تكلفة الإقامة للشخص الواحد لليلة واحده إلى 685 دولار (436 إسترليني).
صُممت الخيام في هذا المعسكر بحيث تكون الإقامة صديقة للبيئة حيث تعمل جميع المرافق بالطاقة الشمسية ولا يوجد بالمخيم أجهزة تلفزيون أو هواتف أو حتى بارات صغيرة لتناول المشروبات.