ارتفاع عمالة الطيران

توقع تقرير دولي ان يصل حجم الانفاق العالمي على النقل الجوي الى 746 مليار دولار خلال العام الجاري 2014 أي ما يعادل واحدا في المئة من الناتج المحلي الاجمالي العالمي. وحدَّد تقرير "الاداء الاقتصادي لصناعة الطيران الذي اطلقه الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) على هامش اعمال الجمعية العمومية السنوية ال70 والقمة العالمية للنقل الجوي، دور قطاع النقل الجوي في اضافة قيمة للمستهلكين والاقتصاد على نطاق اوسع وللحكومات والمستثمرين على حد سواء، حيث يوضح التقرير كيفية تواصل صناعة الطيران وتحسين الربحية من خلال تحقيق زيادة الكفاءة عن طريق الربط بين المزيد من المدن وتخفيض تكاليف النقل ودعم فرص العمل والقيام باستثمارات كبيرة. وتوقع التقرير ان يصل عدد المسافرين خلال هذا العام الى 3ر3 مليار راكب على مستوى العالم، مستفيدين من الشبكة العالمية المتنامية بصورة مستمرة ومن اسعار الرحلات الجوية التي من المتوقع لها ان تنخفض بنسبة 5ر3 في المئة من حيث القيمة الحقيقية (بعد حساب التضخم) الى جانب استفادة الشركات من نمو الربط بين الوجهات والانخفاض في كلفة اسعار الشحن بنسبة اربعة في المئة. وفي هذا التقرير تبدو العوامل المحفزة لقطاع الطيران واضحة من خلال الانفاق من جانب القطاع السياحي حيث بلغت قيمته 621 مليار دولار. وتعمل صناعة الطيران على دعم هذا الانفاق على مدار العام الى جانب السلع التي سيتم شحنها عن طريق الجو بقيمة اجمالية يصل حجمها الى 8ر6 مليار دولار. واوضح ان حجم العمالة التي يوفرها قطاع الطيران سيصل الى قرابة 58 مليون وظيفة في جميع انحاء العالم اضافة الى ما تقوم به شركات الطيران من استثمارات كبيرة في الاعمال المتعلقة بتحديث الاساطيل التابعة لها حيث ستتسلم صناعة الطيران هذا العام 1400 طائرة تبلغ قيمتها 150 مليار دولار.
وتوقع التقرير ان تشهد جميع المناطق تحسنا في الربحية في عام 2014 على نحو تتفوق فيه على العام الماضي ولكن بسبب القضايا المحلية والاوضاع الاقتصادية فإن التحسن لن يكون موحدا. وبين ان شركات الطيران الاقليمية في امريكا الشمالية قادرة على تقديم اقوى اداء مالي مع تسجيل تحسن ملحوظ مقارنة مع فترات سابقة قبل عامين فقط فيما تواصل شركات الطيران في اوروبا تكبد عناء التكاليف التنظيمية والبنية التحتية العالية. ومن المتوقع أن تحقق هذه الشركات ارباحا صافية قدرها 8ر2 مليار دولار هذا العام لكن ذلك لا يمثل سوى 23ر3 دولار لكل راكب وبهامش قدره 3ر1 في المئة فقط. كما توقع لشركات الطيران في منطقة الشرق الاوسط ان تحقق ارباحا صافية قدرها 6ر1 مليار دولار وهو ما يمثل ربحا قدره 98ر8 دولار لكل راكب بينما يصل هامش الارباح على العائدات الى 6ر2 في المئة. ورغم ان متوسط العائد منخفض في هذه المنطقة فإن التقرير اشار الى ان تكاليف الوحدة ستظل اقل مدفوعة بصورة جزئية بقوة نمو القدرات الاستيعابية التي سجلت هذا العام نسبة قدرها 13 في المئة حيث يتم استيعاب النمو القوي على ضوء اطلاق المشاريع الكبرى في البنية التحتية للمطارات خاصة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
إلا أن التقرير نبه الى ان السعة الاستيعابية للمجال الجوي في منطقة الخليج لا تواكب نمو هذه الصناعة في ظل الحاجة الى نهج اكثر تنسيقا لإدارة المجال الجوي المحدود في هذه المنطقة. وتوقع لشركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ان تحقق مكاسب قدرها 2ر3 مليار دولار في هذا العام ما يعني زيادة بمقدار ملياري دولار مقارنة بنتائجها في العام الماضي 2013 وفي ظل هذا التوقع سيبلغ الربح لكل راكب اقل من متوسط الصناعة حيث تسجل 98ر2 دولار. واوضح ان هامش صافي الربح سيبلغ 6ر1 في المئة لكنه رغم ذلك فإن التحسن المعتدل في اسواق شحن البضائع يتوقع له ان يوفر لشركات الطيران في المنطقة دفعة قوية خلال هذا العام.