أبوظبي - فاطمة عبدالله
ينفرد "جناح الإمارات" في القرية العالمية بطابعه التقليدي الذي يعكس تاريخ الإمارات العريق، ويستشعر الزائر منذ الوهلة الأولى لاجتيازه بوابة الجناح، عبق التراث وروح الأصالة بألوانه المستمدة من الصحراء، وتنتشر في الجناح نفحات البخور الزكية وعطر العود المعتق الذي يحمل الزوار إلى أجواء الأسواق التقليدية القديمة.
وخلال التجول في أرجاء الجناح، يجد الزائر مجموعة متنوعة من الصناعات الوطنية كالشماغ الرجالية واللباس التقليدي وأغطية الرأس النسائية "الشيلات"، والأقمشة الملونة المختلفة بالإضافة إلى المنتجات التراثية كاليولة والعصا الرفيعة والسلال المصنوعة من الخوص، إلى جانب المنتجات ذات الطابع المحلي مثل العسل والتمور والدخون.
وذكر محمد راشد الحفيتي من محل "الظنحاني لبيع العسل البلدي"، أن صاحب المحل يحرص على المشاركة في القرية العالمية في كل موسم على مدى تسع سنوات متتالية، ويستقبل كافة ضيوفه بالقهوة العربية وتمر اللولو الفاخر، حتى يعكس عادات حسن الضيافة والكرم التي يشتهر بها أهل الإمارات.
ويقدم المحل تشكيلة واسعة من المنتجات، وأبرزها العسل الطبيعي الأصلي والشهد الذي يلقى رواجًا كبيرًا خاصة عسل السمر "البرم" وعسل السدر "اليبياب"، مؤكدًا أن الإنتاج محلي بالكامل ويأتي من المحمية الجبلية التي أنشأها الظنحاني في مزارعه في مدينة دبا الفجيرة.
وأضاف الحفيتي: "جاءت فكرة إنشاء المحمية الجبلية للحفاظ على النحل وحمايته من الهجرة لقلة الأمطار والظروف الصعبة التي أدت إلى تهجيره إلى المدن والمزارع، لذا قمنا بتشجير غابات من السدر والسمر، وبتوفير الآبار الجوفية وبرك المياه لكي يتغذى عليها النحل في مواسم الإنتاج." مؤكدًا أن منتجاته تلقى إقبالًا كبيرًا من مختلف الجنسيات لاسيما الأجانب والخليجيين.
ويضفي ركن المنتجات التراثية نكهة أصالة خاصة على الجناح، ويقدم أنواعًا مختلفة من التحف ورموز التراث والتي تشمل الأواني الفخارية التي استخدمت قديمًا في تقديم الطعام وحجر الصوان لطحن القمح ويسمى "الرحى"، بالإضافة إلى وعاء حفظ الماء الفخاري ويطلق عليه "الخرس" وعدد من المشغولات اليدوية الشعبية المصنوعة من سعف النخيل.
وتنتشر في أرجاء الجناح عدد من المحلات التي تبيع مختلف أنواع البخور والعطور التقليدية ودهن العود واللبان والزعفران، بالإضافة إلى محلات الأعشاب والتوابل.
كما تزدان أركانه بمجموعة من الأزياء التراثية والعباءات التقليدية المطرزة، أما عند المدخل فيستقبل المطبخ الشعبي الضيوف بمختلف المأكولات التراثية مثل اللقيمات وخبز الرقاق والجباب.