مراكش ـ ثورية ايشرم
يعد شارع محمد السادس من أكبر الشوارع في مدينة مراكش، وأكثرها شهرة في العالم، إذ يأخذ حيزًا كبيرًا من مساحة المدينة، وكان يطلق عليه اسم شارع "فرنسا" في عهد الثورة الفرنسية، والذي لا يزال لصيقًا بهذا الشارع بين صفوف ساكنة مراكش، بالرغم من أنَّه تم تغييره منذ سنوات، إلا أنَّه مازال مشهورًا بهذا الاسم، لاسيما لدى كبار السن الذين عاشوا على إيقاع إحداثه منذ زمن.
ويعتبر شارع محمد السادس، ملتقى يجمع السياح من مختلف الجنسيات، إذ يمر من مكان استراتيجي اجتمعت فيه كل معالم السياحية الراقية في المدينة، من فنادق مصنفة ومؤسسات سياحية مهمة، فضلًا عن مختلف المتاجرة والمطاعم والمقاهي الراقية والفاخرة التي تنتشر على طول الشارع، وعددًا من المؤسسات العمومية والخاصة التي قد يحتاجها الزائر أثناء إقامته في مراكش.
كما يحوي الشارع، على أهم الفضاءات الكبرى التي تحتضن التظاهرات العالمية الكبرى والمؤتمرات ومختلف المنتديات الوطنية والدولية التي تحتضنها مدينة مراكش مثل قصر المؤتمرات والمسرح الملكي وساحة باب الجديد التي تعرف بدورها تنظيم مجموعة من الفعاليات الكبرى التي تنعش المجال السياحي للمدينة، ما يجعل الشارع في فترة هذه التظاهرات ملتقى يجمع من الشخصيات المهمة في المجتمعات وفي مختلف المجالات سواء الرياضة أو الفن والاقتصاد والسياسة.
ويتوافر الشارع على خصائص طبيعية مهمة، إذ يجمع من النباتات والخصائص البيئة، ويرجع إلى الاهتمام الكبير الذي يلقاه من طرف المجلس البلدي الذي يسعى جاهدًا إلى منحه تلك الصورة المميزة التي ترسم لوحة فنية تسحر العين وتخطف الأنظار، لاسيما وأنه قريب من مختلف الفضاءات كحدائق المنارة وحدائق باب الجديد والمركب الرياضي مولاي الحسن، فضلًا عن مروره من وسط غابة الشباب التي تعتبر أكبر وأقدم غابة أشجار الزيتون في المدينة.
كما يتوافر الشارع على كمية هائلة ومتنوعة من النافورات المائية التي تعطي المكان منظرًا مميزًا ونوعية مهمة من النباتات والأزهار ومختلف الشجيرات التي تزيد الشارع رونق بيئيًا وطبيعيًا لمدينة مراكش.
كما يعد شارع محمد السادس ليس مجرد شارع فقط بل هو مكان يلتقي فيه الزوار ويستمتعون بجمال المدينة الحمراء، لاسيما وأنه يمنح إطلالة رائعة لأسوار المدينة المحاطة بأشجار النخيل، فضلًا عن كونه فضاء لممارسة الركض والرياضة في الفترة الصباحية خاصة من طرف الأجانب الذين يفضلون ممارسة هذا النشاط في الهواء الطلق وتحت أشعة شمس مراكش الدافئة.
كما يعتبر ملتقى يجتمع فيه الشباب لقضاء وقت ممتع بين أحضان الطبيعة ومراجعة الدروس فيما بينهم، لاسيما في هذه الفترة من العام، إذ تصبح المدينة قبلة للسياحة الداخلية ويقصدها الزوار من كل مدن المملكة.
ويشهد الشارع بدوره نسبة إقبال كبيرة من طرف الأفراد والأسر والعائلات من مختلف الجنسيات، ما يجعله شارع يلخص جمال المدينة ورقيها السياحي وتنوعها الثقافي.