مراكش_ثورية ايشرم
تعتبر منطقة قرى جبال الأطلس من المناطق السياحية المميزة، في سلسلة جبال الأطلس الكبير، ضواحي مراكش التي تشتهر بإقبال الزوار عليها في كل المواسم، كونها منطقة تجمع من الخصائص السياحية والطبيعية ما تنوع واختلف وتوافر مختلف الأنشطة الترفيهية والسياحية التي يسعى للحصول عليها الزائر. وعرفت المنطقة منذ أعوام مضت بجمالها الراقي والطبيعي الذي يتنوع بحسب الفصول، فبعد أن كانت المنطقة قبلة لعشاق التزلج وممارسة الرياضات الشتوية في الأشهر الماضية، هاهي ترتدي بساطها الأخضر المزركش بألوان الأزهار والورود الزاهية في حلة جديدة ومميزة، ترسم تلك اللوحة الفنية التي تخطف الأنظار وتجعلها قبلة للسياح المغاربة والأجانب الذين يقصدونها لعيش مختلف المغامرات وتجربة أنشطة ترفيهية لا مثيل لها، لتجدها في هذه المنطقة التي أصبحت ذائعة الصيت في كل بقاع العالم، لا سيما الأوروبية.
ويميز المنطقة التنوع الطبيعي الذي يجعلها تحقق أعلى نسبة في استقطاب السياح، لتتجاوز 75 في المائة في فترة وجيزة؛ وذلك يرجع إلى توافر المنطقة على تنوع في الطبيعة من جبال وينابيع مائية ووديان، فضلًا عن مختلف المنتزهات والشلالات المائية المنتشرة في كل مكان، ومختلف الهضاب الخصبة ومناظر ساحرة ومميزة، تبعث على الراحة والاستجمام والهدوء النفسي، كما أنها تساهم في تجديد الطاقة وإنعاش الروح بجمالها الطبيعي الأخضر وصورتها البيئية التي تجعل الوفود السياحية تستنشق الهواء النظيف والابتعاد عن ضجيج المدن وصخبها وتلوثها وتجديد النشاط والحيوية بين أحضان هذه المنتزهات المميزة والراقية.
كما تتوافر على خاصية مهمة تنفرد فيها، لوجود مؤسسات للأدوية المصنعة من الأعشاب التي تشتهر فيها المنطقة التي تحقق بدورها نسبة إقبال كبيرة من طرف زوار المنطقة الذين ترتفع نسبتهم بشكل كبير، لا سيما في هذه الفترة من العام، حيث تصبح المنطقة عبارة عن فضاء أخضر ساحر ومميز.
وتشتهر كثيرًا أيضًا بطقوسها وتقاليدها وعادتها المميزة التي تجعلها غاية في الجمال، سواء المتعلقة بالسكان أو التي يخصصونها للزوار انطلاقًا من الأطباق المختلفة التي توافرها معظم المطاعم التقليدية المنتشرة في المكان، من طواجن مختلفة وسلطات وكؤوس الشاي المميز بنكهة الأعشاب التقليدية والبرية المتواجدة في المنطقة التي يتقدمها الزعتر الطري، فضلًا عن تقاليد وعادات الفن الشعبي والفولكلور البربري، حيث يتم استقبال الزوار بواسطته وتسمع تلك الأصوات الرجولية القوية من خلف الجبال تتخللها أصوات النساء الرقيقة والناعمة في أهازيج بربرية شعبية يستقبلون بها السياح من كل أنحاء العالم، فضلًا عن أطلاق الفاكهة الكبيرة المجففة التي يعتبرونها عربون محبة وفرحة بالزوار ويقدمونها رفقة كؤوس الشاي على الطريقة البربرية بلباس شعبي عتيق يعود بك إلى فترة زمنية مهمة ما زلت تلمس فيه عبق التاريخ والحضارة المغربية المتنوعة.
وتتوافر المنطقة أيضًا على فنادق ومؤسسات سياحية تتيح الخدمة الجيدة للزوار وتمكنهم من عيش تجارب فريدة وممتعة بين أحضان الطبيعة النقية والهادئة، وقضاء عطلة يسودها الهدوء والطمأنينة والتعرف عن قرب على الخصائص الربيعية التي تمتاز بها المنطقة التي تبقى راسخة إلى حلول فصل الخريف، حيث تبدأ المنطقة من جديد في الاستعداد من أجل استقبال فصل الشتاء، حيث تساقط الثلوج ويصبح من جديد الهدف الأسمي الذي يجعل السائح يحج إلى المغرب من جديد؛ كي يعيش مغامرة جديدة فريدة من نوعها بين أحضان منطقة قرى جبال الأطلس التي تمتع الزائر بجمالها المتنوع والمميز منذ حط رحاله فيها.