الدوحة ـ سناء سعداوي
أثبتت التحاليل الحديثة لظاهرة الكتابات والرسومات الجدارية والتي عثر عليها خبراء الآثار في المباني القديمة التي تبلغ 250 عامًا في موقع "الزبارة" الأثري، بأن دولة قطر كانت مركزًا للتجارة الدولية في القرن الثامن عشر حيث تصور غالبية النقوش القوارب، فضلًاعن السفن الأوروبية والهندية وتلك المصنوعة محليًا.
وذكر بيان صحافي لمتاحف قطر ، قيام فريق عمل يضم كلا من، رئيس قسم الآثار في متاحف قطر فيصل النعيمي و توم كولي من جامعة كوبنهاغن، مع الدكتور جون كوبر والأستاذ ديونيزيوس أجيوس، الأخصائيين من جامعة إكستر، على مدى عام كامل بدراسة الرسومات المبهمة للقوارب، والتي وُجدت محفورة على جدران المباني في الموقع الأثري، ودرس الفريق خمسة عشر من هذه الرسومات المختلفة، وتوصلوا إلى أنها تمثل القوارب القادمة من مختلف أنحاء العالم مع احتمال أن تكون من بينها سفينة حربية أوروبية، فضلًا عن سفينة صيد محلية الصنع ومراكب شراعية تجارية تم صنعها بشكل تقليدي على ساحل مالابار في الهند.
وأضاف البيان أن الدكتور جون كوبر قام بعرض تقديمي أقيم في المتحف البريطاني في لندن قال فيه" إن الرسومات والنقوش تمت على طبقة جصية جافة داخل المباني المطلية بعناية بالجص ضمن الموقع. وعلى الرغم من أن بعض الصور لا تتعدى أن تكون سوى الخطوط العريضة الأولية للسفن، يظهر البعض الآخر ما يكفي من التفاصيل لتحديد نوعها. وتميل هذه النقوش إلى تصوير السفن الكبيرة العابرة للمحيطات والتي استخدمت للتجارة في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي".
وأوضح البيان أن التفاصيل الفنية لتجهيزات السفن والعديد من الجوانب الأخرى الخاصة بالرسومات والنقوش تظهر أن فناني الكتابة على الجدران كان لهم دون شك معرفة وثيقة بهذه السفن، مؤكدين بذلك على صلتهم الوثيقة بالبحر.
وقد تم بالفعل فصل بعض الرسومات والنقوش الخاصة بالمراكب الشراعية من الموقع من قبل خبراء مختصين في ترميم الطبقات الجصية بغرض التدعيم ولمزيد من التحليل في المختبر، أما البعض الآخر فقد تم العمل على حمايته من الظروف الطبيعية القاسية. ومن الممكن رؤية طبعة جصية لأحد الرسوم والنقوش التي تم فصلها في المعرض المؤقت في الزبارة.
يشار إلى أن موقع الزبارة الأثري يعد أول موقع في قطر يتم إدراجه ضمن لائحة منظمة اليونسكو للتراث العالمي في العام 2013، وهو مفتوح للجمهور يوميًا من الساعة 9 صباحاً وحتى الساعة 4:30 عصرًا.