رام الله ـ دانا عوض
طوّرت جامعة بيرزيت دليلاً سياحيًا آليًا لأهم معالم مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، التي شهدت مولد المسيح في كنيسة المهد، وتعتبر من أهم المدن الفلسطينية على صعيد السياحة، لاسيّما الدينيّة.
وتمكن معهد "ابن سينا" في الجامعة، بالتعاون مع مركز حفظ التراث في بيت لحم، وجامعة "تورينتو" في إيطاليا، من خلال الشركة الناشئة "OKKAMS.r.l"، من تطوير دليل سياحي آلي متعدد اللغات لمواقع تراثية في مدينة بيت لحم.
وأشارت الجامعة، في بيان لها السبت، إلى أنّه "تمّ تطوير الدليل باستخدام تقنية شيفرة الاستجابة السريعة (QR codes)، وأن هذه المبادرة جاءت كجزء من مشروع سيرا FP7، الممول من الاتحاد الأوروبي".
وأضافت "بتطوير هذا الدليل أصبح باستطاعة السياح الآن تصوير شيفرة الاستجابة السريعة (QR) بهواتفهم الذكية، والاستماع الفوري إلى دليل صوتي بلغاتهم الخاصة، وكذلك مشاهدة مقاطع فيديو وقراءة المزيد من الشروحات، بشأن هذه المواقع التراثية".
وأبرزت أنَّ "المبادرة تهدف إلى إثراء التجربة السياحية في مدينة بيت لحم، وتعزيز الموروث الثقافي والحضاري في المدينة".
وبيّنت أنَّه "استهدف المشروع، وهو في مرحلته التجريبية حتى الآن، ثمانية من أهم المواقع التراثية والثقافية في المدينة، بما في ذلك كنيسة المهد، وساحة المهد، وشارع النجمة، وأماكن أخرى، وتمّت طباعة وتعليق هذه الشفرات على مداخل هذه المواقع، ليتسنى للسياح مشاهدتها واستعمالها بسهولة".
وأوضحت مدير دائرة الأبحاث والتدريب في مركز حفظ التراث في بيت لحم ندى الأطرش أنّ "المشروع يمكّن من تقديم محتوى ومعلومات موثوقة لزوار المدينة، ما يدحض الرواية الإسرائيلية التي تشوّه تاريخنا وثقافتنا في المدينة، وبطريقة سهلة وإبداعية".
وأكّدت أنّه "على الرغم من حداثة المشروع إلّا أنّ مئات السّياح يقومون باستعماله، حيث تم توفير شبكة إنترنت مجانًا، برعاية شركة حضارة في هذه الأماكن، ما يشجع استعمال هذا الدليل السياحي الرائد".
من جانبه، أعرب وكيل وزارة السّياحة والآثار الفلسطينية حمدان طه عن "أمله بأن يتم تعميم هذه التجربة إلى الأماكن السياحية في فلسطين"، موضحًا أنّ "المشروع ينسجم مع ما تقوم به الوزارة من توثيق ورقمنة الرواية الفلسطينية، وتقديمها عبر التقنيات الحديثة، ما يغني ويشجع السياحة في فلسطين".
ولفت مدير معهد "ابن سينا" في جامعة "بيرزيت"، ومدير المشروع، مصطفى جرار إلى أنّه "على الرغم من أنَّ شيفرة الاستجابة السريعة QR منتشرة ومستعملة في مجالات عدة، إلّا أنّ استخدام هذه التقنية لتطوير دليل سياحي متعدد اللغات والإمكانات هي فكرة جديدة عالميًا"، مبيّنًا أنّ "الفكرة جاءت كنتيجة للتعاون الوثيق مع جامعة تورنتو الإيطالية، حيث تم تعريب نظام (اوكام)، وإغنائه بمحتوى عربي ضخم جدًا، وهو نظام لإدارة هوية الكينونات في الإنترنت".
وأردف أنَّ "هذا النظام مكننا من إنشاء شيفرة استجابة سريعة لكل موقع سياحي، لتصبح عنوانًا دائمًا له، وفي الوقت نفسه ربط هذا العنوان بالعديد من المعلومات الأخرى مثل الصوت والفيديو وغيرها، وبلغات عدة".
وبيّن جرار أنّ هذا الدليل السياحي ما زال في مراحله الأولى، آملاً أن تتم ترجمة المحتوى لجميع اللغات، وتعميمه في جميع الأماكن داخل وخارج بيت لحم.
وأعرب الأستاذ في جامعة "تورنتو"، ورئيس شركة "OKKAM S.r.l" الناشئة، باولو بوكيه عن "سعادته لاستعمال نظام (اوكام) في مجال السياحة، وبطريقة إبداعية وخلاقة، لم تحدث من قبل"، مبرزًا أنَّ "الفكرة تسمح بتجميع العديد من البيانات والمحتوى، ويمكن الوصول إليها من خلال شيفرة الاستجابة السريعة الواحدة، ومن هنا يمكن تغيير وتحرير هذا المحتوى دون الحاجة لتغير شيفرة الاستجابة السريعة، كما أن هذا النظام (الدليل السياحي)، لا يتطلب أي برامج خاصة، حيث يمكن استعماله من خلال جميع البرامج التي تقرأ شيفرات الاستجابة السريعة".
يذكر أنَّ هذه المبادرة هي جزء من مشروع "سيرا" في معهد "ابن سينا"، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون البحثي مع العلماء في جميع أنحاء العالم، في مجالات هندسة المعرفة المتعددة اللغات.
وتمَّ اختيار المجال السياحي والثقافي لتجريب الأفكار البحثية الناتجة في مشروع "سيرا" لما للتراث الثقافي والدولي من أهمية، لاسيّما أنَّ بيت لحم تعتبر مركزًا مميزًا للتراث العالمي.