أثينا - سلوى عمر
نفت وزيرة السياحة اليونانية إلينا كونتورا، أي مخاوف من أنّ أزمة المهاجرين الحالية، تدفع البريطانيين لإرجاء زيارتهم إلى اليونان إلى العام المقبل ـ واعدة بألا تتأثر تكلفة الرحلات بإرتفاع قيمة الضرائب المضافة أخيرًا.
وتشير الإحصاءات والأرقام الأخيرة إلى زيادة أعداد السيّاح الوافدين إلى اليونان بنسبة 11٪، بين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، حيث زادت نسبة الوافدين من المملكة المتحدة بمقدار الربع، ومن المتوقع أن يزور اليوم 25 مليون سائح في عام 2015، ارتفاعًا من 22 مليون في عام 2014، وكل ذلك على الرغم من التحديّات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، بالإضافة إلى سلسلة اللاجئين التي تهدد باكتساح العديد من الجزر لقضاء العطلات بها، بما في ذلك "كوس" و"ليسبوس".
وذكرت إلينا كونتورا: "لا يوجد أثر مباشر لأزمة المهاجرين على السياحة، بالرغم من أنّ الإعلام البريطاني بالغ في تصدير المشكلة، واصفًا الصورة بما ليست عليه"، ففي هذا الأسبوع ينعقد السوق السنوي للسفر في لندن، حتى على هذه الجزر التي تأثرت كثيرًا ولم يتم ردع السياح، حيث رحبت "كوس" بنسبة 3% أقل من المسافرين خلال الثماني أشهر الأولى من العام، بينما ارتفع عدد السياح في "ليسبوس" بشكل ملحوظ إلى نسبة 2%. وتقبل السياح المهاجرين، ليؤكدوا أنهم على قدر المسؤولية، فخلال شهر أيلول/سبتمبر وفد عدد كبير يطلب المساعدة والكساء.
وأضافت: بالطبع لم تمتد المشكلة، حيث قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن حوالي 210.000 مهاجر عبروا مياة البحر العاتية إلى اليونان في تشرين الأول/أكتوبر، بنسبة أكبر من تلك التي وصلتها خلال عام 2014 كله، ولكنها طمأنت بأن الموقف تحت السيطرة تمامًا، قائلة: "لا توجد أي مشكلة تتعلق بالسياح الآن، ولن تكون هناك أي مشكلة في العام المقبل، فاللاجئين معروفون في مناطق محددة، خارج المدينة الرئيسية، ويستقلون القوارب للبر الرئيسي".
وتتوقع كونتورا، أن تستقبل اليونان أكثر متسوقي الرحلات في 2016، بفضل المخاوف من الإرهاب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث أن تونس خارج حدود سفر البريطانيين الآن، بسبب مذابح 38 سائحًا في سوس و22 في تونس، كما شهدت تركيا انفجارات وقلاقل، وتبدو المشاكل دائمة في مصر، على أساس الرحلات من وإلى شرم الشيخ بعد تحطم الطائرة الروسية في سيناء أخيرًا.
وأشار استطلاع أخير للرأي إلى أن ثلاثة من كل أربعة بريطانيين (ونصف قراء التلجراف ترافل) يتحاشون السفر إلى الدول الإسلامية.
وأضافت وزيرة السياحة اليونانية، أنّ من المؤسف ألا يشعر البريطانيون بالأمن والأمان، وكثير من منظمي الرحلات أخبروني بذلك هذا الأسبوع في مهرجان التسوق العالمي، حيث أنهم قلقون بشأن العام المقبل بعد كل ما حدث، ولكن بالطبع ستسفيد جميع الوجهات المطلة على البحر المتوسط ـ إيطاليا وإسبانيا، واليونان.
وتثق كونتورا بأن العديد من البريطانيين ينجذبون عندما يزورون اليونان، بما يستحق دفع المال، إلا أن الضغوط الاقتصادية التي واجهتها حكومة البلاد رفعت من قيمة الضرائب على وجبات المطاعم والإقامة في الفنادق والفيزا السياحية لبعض المزارات مثل المتاحف في أثينا، التي ارتفعت من 12 إلى 20 جنيه, فكيف يمكن أن يؤثر هذا على تحمل التكاليف؟!
وتزعم كونتورا بأن أسعار المتاحف لديهم كانت من بين الأقل في الدول الأوروبية، قائلة: "علينا أن نجعلها أسعارًا حقيقية، وأعتقد أن الزيادات طفيفة جدًا"، كما أن أسعار رحلات الطيران أرخص من قيمة الوقود، وقد ارتفع الجنيه في مقابل اليورو، الذي سيعوض الارتفاع في قيمة الضريبة المضافة، وستكون اليونان أرخص للسياح البريطانيين في العام المقبل".
وبالرغم من ذلك تبحث اليونان عن حوافز إضافية للحفاظ على المصيفين البريطانيين الذين يفدون إليها، حيث تم تخطيط منتجعات حيوية جديدة، وهناك الأسواق اليونانية المعروفة، ففي هذا العام على سبيل المثال جرى اتفاق أباتا للرحلات، واستضافته مجموعة من خمس فنادق جديدة على الشريط الساحلي للشاطئ، وتسمى الآن "كوستا نافرينو"، في الصيف المقبل ستضم المجموعة في كتيباتها توماس كوك زاثوس في شمال بحر إيجين لأول مرة.
وتتساءل وزيرة السياحة اليونانية: هل تكون العطلة التقليدية في اليونان ـ في الفيلا الريفي والشاطئ الرائع والحانات الجذابة ـ تحت التهديد؟! بالطبع لا فنحن نعي تمامًا كيف نجعل من اليونان مكانًا رائعًا لزيارتها، ونتمنى أن نحافظ على التجربة الأثينية، ولن نتحرك ببطئ شديد مثل إسبانيا، مشيرةً إلى تراجع السياحة الجماعية في الستينات.
واختتمت كونتورا قائلة: "هناك أكثر من 200 جزيرة مأهولة بالسكان في اليونان، والعديد منها غير معروف علميًا، وهذا كافي للتنمية دون إفساد البيئة".