أعرق منازل بريطانيا

تعتبر غرف حرب تشرتشل والمكتبة البريطانية وقصر هامبتون كورت من أكثر الأماكن والوجهات المناسبة للذين يبحثون عن التاريخ، ولكن التراث البريطاني لا يقتصر على المؤامرات السياسية والشؤون غير المشروعة والشخصيات الغريبة، ولا تقتصر المتاحف في بريطانيا على جذب السياح، فبعض المنازل في بريطانيا لديها حكايات مثيرة للاهتمام أكثر.
 
ويمتلك منزل هاردويك في لينكولنشاير المملوك للسير جوليان روز، الذي يعتبر البارونت الخامس في بريطانيا، الكثير من خصائص المنازل ذات التاريخ، ويوضح السير روز "أعتقد أنني الشخص الوحيد الذي يحلب الأبقار في بريطانيا الذي وما زال يملك لقبًا." في اشارة لحقيقة أنه يقوم بحلب أبقاره بنفسه ويقدمه لمستأجري ملكيته.
 
ويعتبر السير روز شخصية بارزة في عالم الزراعة العضوية، والتي ما زالت موجودة في هاردويك منذ السبعينات، وكانت مزرعته واحدة من المزارع الأولى في بريطانيا التي تسجل انتاجها لمنتجات عضوية، حيث يأكل السير روز المنتجات العضوية.
 
وأوضح " لقد ولدت في هذه الغرفة." في اشارة الى غرفة الاستقبال في الطابق الاول الرائعة من منزله الذي يعود للعصر الاليزابيثي والذي يبلغ من العمر أكثر من 400 عام.
 
وأضاف "وفقا لتراث الأسرة الشعبي، كانت والدتي تعد حفل عشاء في المساء الذي ولدت فيه، واستأذنت من ضيوفها لشعورها بقليل من التوعك فذهب لغرفة الرسم، وولدتني ثم عادت للطابق السفلي لتقدم الحلوى للضيوف".
 
ويعتقد السير روز أن القصة تطورت بعد أن تناقلتها الأسرة، عندما كان جده الأكبر السير تشارلز روز صديقًا جيدًا لكنينيث غراهام مؤلف الريح في الصفصاف، والذي كان يزور المنزل كثيرًا في أوقات العصر الادواردي.


 
وكان السير تشارلز يعمل تاجر مصرفي مثل السيد تود، وكان مفتونا بالسيارات السريعة، وتحتوي غرفة الرسم على العديد من الصور بالأبيض والأسود له مع مجموعة متنوعة من السيارات القديمة، ولكن حياة السير تشارلز تحتوي الكثير من المآسي، فالرجل خسر خمسة أبناء في الحرب العظمى، وصور هؤلاء الخمسة موضوعة على خط واحد على جدار الدرج الكبير.


 
ولم يكن غراهام الزائر الأدبي المميز الوحيد في بيت هاردويك، فزوجة السير تشارلز كانت تمتلك زمرة صغيرة من الأصدقاء الكتاب مثل هنري جيمس، الذي استخدم حديقة هاردويك كمسرح لرواية " لوحة السيدة".
 
وتعتبر الملكة اليزابيث الاولى واحدة من الذي عاشوا في هذا المنزل أثناء جولاتها الملكية، ولا يسعى السير جوليان روزالى بيع هاردويك، ولكنه يفكر في تأجير الجناح الشرقي من البيت والذي يضم جميع الغرف الرئيسية ذات الأهمية التاريخية، حيث يبعد المنزل عن بادينغتون بالقطار 45 دقيقة، وطرح السير 5000 جنيه استرليني في الشهر كمبلغ لتأجير الجناح الشرفي للمنزل.


 
وأوضح السير روز "أول رجل حضر وألقى نظرة على المنزل كان ايطاليًا يعمل في المدينة، ويسعى لاستخدامه في عطلة الاسبوع للراحة." ولا يبدو أن السير روز سيخفض من سعر الايجار، ويدير العقار بمساعدة شريكه في الزراعة البولندي وابنه وابنته، ولكنه غير متحمس لتقسم المنزل مع مستأجرين.
 
ويقع المنزل السابق لكتاب قصص الأطفال البريطاني كابتن جونز على مقربة من قصر هامبتون كورت، ويدعى المنزل بارك هاوس، واشتراه الكتاب في عام 1953 وسكن فيه حتى وفاته عام 1969، وهو بيت مكون من أربعة طوابق وستة غرف نوم، وحدائق خلابة تقع داخل جدران من الطول العالي وهو معروض للبيع مقابل ثلاثة ملايين جنيه استرليني.
 
ويعرض منزل ايفرغرين الواقع في أوتلي للبيع، وهو منزل مكون من أربع غرف نوم منفصلة بالقرب من ليدز، مع أرث تاريخي يعود للوقت الاصطناعي والحرب، وكان في السابق مكتب داوسون باين واليوت وهي شركة أحدثت ثورة في صناعة الطباعة منذ أكثر من قرن من الزمان بسبب اختراعها لألة طباعة موجودة اليوم في متحف يوركشاير في نيويورك.
 
وتحتوي الحديقة على ملاجئ من الغارات الجوية بنيت في الأصل لعمال المصانع خلال الحرب العالمية الثانية، والملكية معروضة للبيع مقابل 575 ألف جنيه استرليني، ويعود تاريخ منزل سيرينكوت في سالزبوري الى 1700، وكان موطن مثالي للمؤرخين العسكريين الهواة، وشراه الجيش البريطاني في مطلع القرن الـ 19، وخلال جزء من الحرب العالمية الثانية، وكان مقر اقامة كبار الشخصيات العسكرية مثل الجنرال براوننج والجنرال السير ريتشارد غير، ويعرض المنزل للبيع مقابل مليوني جنيه استرليني.
 
يذكر أن تخطيط إنزال النورماندي بتاريخ السادس من حزيران/يونيو عام 1944 في الدقائق الأولي من غزو الحلفاء لفرنسا تم في هذا المنزل.