منزل الشجرة في دورسيت

لا يبتعد كثيرًا منزل "الشجرة" المسمى "ودز مان" عن منزل الشجرة المتداعي الذي طالما حلمنا به أثناء فترة الطفولة، لكن هذا المنزل لا يسمح للأطفال بالبقاء به، فهو بمثابة المهرب الفاخر على طراز غلامبينغ، والذي يقع في غابات دورسيت ومُعد للكبار فقط، إذ يأتي المنزل مع ساونا خاصة وحوض استحمام ساخن ودُش بين الأشجار في الهواء الطلق، بالإضافة إلى حمام نحاس مزدوج أمام أرضية تمتد من الأرض إلى السقف وبها نافذة.

ويتحدى مالك المنزل غي مالينسون، أي شخص أن يرى المنزل، على الأقل، دون أن يبتسم، قائلًا: "كانت الرؤية الأصلية هي بناء منزل الشجرة باستخدام الحرف التقليدية، ولطالما أردت بناء منزل شجرة"، مضيفًا، وهو نجار يدير بعض دورات النجارة: "لكني لم أكن أتخيل أبدًا كيف سينتهي أمر هذا المنزل".

ولم تكن القيود المعتادة لبناء المنزل الشجرة هي الفكرة الوحيدة التي دخل بها التحدي قبل فوزه في كل من جائزة جنوب غرب أميركا لعام 2017، ومشروع ريبا الجنوبية الغربية الصغيرة لعام 2017، فعلى عكس معظم المباني التي فازت بجوائز ريبا، فقد تم بناؤه في أقل من ستة أشهر وتكلف فقط 150,000 جنية إسترليني، وباعتراف الجميع يعد هذ المبلغ ضخمًا للمنزل، لكنه لا شيء بالمقارنة مع الملايين التي تنفق عادة على التصميم الحائز على الجائزة والهندسة المعمارية.

ومن ناحية أخرى، أعرب قضاة لجنة تحكيم الجوائز عن إعجابهم الشديد وحبهم للمنزل، إذ أكد مالينسون: "إنه ليس خطيرًا، إنه ليس مجرد قطعة من العمارة، فهو مكان للمتعة ولإخراج الطفل الداخلي لدينا، وأنا سعيد بما قدمته".

ويتكون المنزل من طابقين، وقد شيد من قبل فريق من أصحاب المهارات العالية في الخشب والأثاث والحرفيين التقليديين، وكشف مالينسون: "لم ندخر أي نفقات في الانتهاء ففي المنزل يمكنك أن ترى، حتى أن الباب الأمامي غير عادي وهو المتوقع، فمن الخارج تكمن رؤية الجهد والأموال المبذولة بوضوح على المنزل".
 
ويعد التصميم الداخلي مفاجأة على الرغم من السابق، حيث يوجد في المنزل أربع غرف مربعة، تحتوي على الحمام وغرفة نوم ومطبخ ولوبي، وتم تصميمه على هذا النحو لإعطاء الضيوف الانطباع بأنههم في القلعة أو أبراج مارتيلو، وكان المشروع هو ثمرة التعاون بين مالينسون وجاره وصديقه، المهندس المعماري كيث براونلي من براونلي إرنست وماركس.