صنعاء- علي ربيع   تظاهر الآلاف من أنصار المعارضة اليمنية الجنوبية، الجمعة، بالتزامن مع تشييع جنازة قتيلين من ناشطيها، كانا سقطا في مواجهات سابقة مع قوات الأمن، في حين تتواصل، السبت، في العاصمة صنعاء، فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي ترفض بعض فصائل المعارضة الجنوبية المشاركة فيه وتتمسك بمطلب الانفصال عن شمال اليمن، وسط مخاوف من أن يؤدي فشل الحوار، الذي بدأ الاثنين الماضي، برعاية دولية وإشراف من مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، إلى إجهاض العملية الانتقالية التي تعيشها البلاد.
في هذا السياق، خرج الآلاف من أنصار المعارضة الجنوبية"الحراك الجنوبي" في عدن(كبرى مدن الجنوب)، في تظاهرة أعقبت صلاة الجمعة، بالتزامن مع تشييع  قتيلين من عناصر "الحراك" كانا سقطا في مواجهتين متفرقتين في وقت سابق مع قوات الأمن ، أحدهما في عدن والآخر في حضرموت(شرق).
وحمل المتظاهرون صور القتيلين، ورددوا هتافات ترفض الحوار الوطني المنعقد في صنعاء، مطالبين بالانفصال الفوري عن شمال اليمن، واستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة في جنوب اليمن، قبل العام 1990. كما خرجت تظاهرات مماثلة في مدن جنوبية عدة، على الخلفية ذاتها، وندد المتظاهرون فيها بالحوار الوطني معتبرين أن المشاركين الجنوبيين فيه لايمثلون الجنوب.
وكانت فصائل من"الحراك الجنوبي اليمني" وافقت على المشاركة في الحوار الوطني، في ظل مقاطعة فصيل يقوده نائب الرئيس اليمني الأسبق، علي سالم البيض، المتهم  بتلقي دعم إيراني لإفشال العملية الانتقالية في البلاد.
في غضون ذلك ،قال السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين "إن واشنطن على علم بأن إيران هي مصدر الأسلحة التي تم تهريبها إلى اليمن،" وأوضح "أن علي سالم البيض هو الشخص الوحيد بين القادة الجنوبيين الذي ينفذ الأجندة الإيرانية في اليمن".
ووصف فايرستاين، خلال تصريحات، لإحدى محطات التلفزة العربية، مؤتمر الحوار الوطني في اليمن بـأنه "الفرصة التاريخية" لحل المشاكل اليمنية سلمياً، وقال" إنه بلاده مستمرة في دعم اليمن لإعادة هيكلة الجيش، وأنه يتم التخطيط حاليا لتنفيذ المرحلة الثانية من عملية الهيكلة، بالتزامن مع فعاليات الحوار الوطني".
إلى ذلك، كثف مستشار الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه إلى اليمن، جمال بنعمر، في اليومين الأخيرين لقاءاته مع مكونات الحوار الوطني، وقال في بيان له على صفحته في "فيسبوك" إنه التقى، الخميس"بمندوبين من "الحراك الجنوبي" مشاركين في الحوار  في سياق اللقاءات التي أجريتها وسأجريها مع كافة المكونات والفعاليات المشاركة في الحوار"
وأكد المبعوث الأممي أن النقاش تطرق إلى ملف"القضية الجنوبية" المطروح على طاولة الحوار، بالإضافة إلى قضايا أخرى مرتبطة بآلية الحوار وضوابطها في المؤتمر، واصفاً اللقاء مع ممثلي الحراك بـ"الحيوي والبناء".
وتتواصل، السبت، فعاليات الجلسة الأولى من مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، والذي من المقرر أن يستمر ستة أشهر، لوضع حلول لمشكلات البلاد العالقة، كشكل الدولة، وكتابة الدستور الجديد، الذي ستقام بموجبه انتخابات عامة في شباط/فبراير2014، بالإضافة إلى مناقشة العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، بما يؤسس لصفحة جديدة من تاريخ اليمن.
ومن المفترض أن يتوزع المشاركون في الحوار خلال الأيام القادمة وعددهم 565 متحاوراً، على تسع فرق لإنجاز تصورات بشأن الملفات المطروحة على طاولة الحوار، وسط تفاؤل محلي بنجاح العملية، ومخاوف دولية من أن يؤدي فشل الحوار إلى انهيار عملية "التسوية السياسية" في البلاد، والتي تأتي على أساس خارطة طريق مدعومة دولياً، كانت اقترحتها دول الخليج العربي وقضت بتنحي الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، عن السلطة، فيما تم انتخاب نائبه عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً في شباط/فبراير من العام 2012.