صورة أرشيفية للأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال
غزة ـ محمد حبيب
أكد الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي أنهم مستمرون في إضرابهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمحقة على الرغم من حجم الضغوطات التي يواجهونها من قبل إدارة السجون لإجبارهم على فك إضرابهم والتي تضاعفت حدتها خلال الأيام العشر الماضية كان أخرها حضور ممثلي عن
إدارة السجون على أعلى المستويات لضغط عليهم لإنهاء هذا الإضراب.
جاء ذلك خلال زيارة محامي نادي الأسير للأسرى المضربين عن الطعام سامر العيساوي وجعفر عز الدين وطارق قعدان في "عيادة سجن الرملة"، الذين عبروا خلالها عن استمرار هم بالإضراب على الرغم من أوضاعهم الصحية الخطيرة التي يواجهونها .
وبين الأسرى لمحامي نادي الأسير كما ورد في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن أوضاعهم في غاية من الصعوبة مضيفاً "إنه منذ بداية الشهر الجاري يحاول الأطباء وإدارة "عيادة سجن الرملة " ومن أعلى الهيئات الطبية أن يتم نقلهم إلى المستشفى الأمر الذي رفضه الأسرى مؤكدين أن ذلك لن يحدث إلا بالانجازات الحقيقية ".
وشدد الأسير سامر العيساوي من القدس والذي تجاوز إضرابه 200 يوم "إنه مستمر بالإضراب فإما النصر أو الشهادة وقد وصلت إلى أخر النفق إما نور الحرية أو نور الشهادة وليس هناك خيار ثالث " هذه أول الكلمات المشفوعة بالقسم التي قالها الأسير سامر العيساوي لمحامي نادي الأسير في زيارته".
هذا و أكد محامي النادي أن الأسير العيساوي في وضع صحي خطير للغاية ويتم إجراء فحوصات له 4 مرات يوميًا بسبب المخاوف التي تنتاب أطباء "عيادة السجن " وخاصة أن طبيب السجن وطبيب الصليب الأحمر أبلغوا الأسير أن وضعه الصحي صعب للغاية وأنهم يتوقعون أن يتوقف القلب لديه عن العمل أو يصاب بجلطة دماغية إذا استمر بإضرابه المفتوح عن الطعام.
وبين الأسير عيساوي لمحامي النادي أنه تم نقله، الثلاثاء، الماضي إلى مستشفى أساف هروفيه بعد أن انخفضت نسبة السكر لديه إلى 47 وبقي في المستشفى لمتابعة وضعه الصحي إلى أن تم إعادته مجددًا إلى الرملة.
وقال الأسرى المضربون جعفر عز الدين وطارق قعدان بخصوص موقف إدارة سجون الاحتلال "إن إدارة السجون دخلت في مأزق حقيقي واليوم تريد الخروج منه بأقل الخسائر ونحن لن نمكنهم منا ولن يروا منا تنازل ولو بأبسط الأشياء ولن يروا ضعفنا أو انهزامنا في المواقف وستنتزع منهم كل الحقوق وستنتزع منهم الحرية رغما عن أنوفهم".
وأضاف الأسيران" إنه قبل نهاية هذا الشهر ستنتصر الإرادة وسينتصر الكف على المخرز والدم على السيف واللحم والأمعاء على جبروتهم وعلى سيفهم وعلى صلفهم وجبروتهم".
وأعرب الأسيران وفي ظل هذه المرحلة الخطرة عن بالغ شكره وتقديرهم من شعبنا الفلسطيني ومن كل الأطراف والأطر وأصحاب الضمائر الحية الذين يواكبون ويقومون بمؤازرتنا وينتصرون لهذه المعركة ".
في سياق متصل أفاد مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان "إن توتراً شديدًا يشهده سجن جلبوع شمال فلسطين المحتلة، بعد اقتحام مدير السجن أقسام السجن وإبلاغ الأسرى أن 10 إنجازات سيتم سحبها من أسرى السجن خلال الأيام المقبلة .
ومن جانبه قال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش "إن مدير السجن المدعو "شوحم" أبلغ قيادة السجن أنه قرر سحب غرفة المخزن من الأسرى ، وهي عبارة عن غرفة يقوم الأسرى بوضع حاجياتهم وملابسهم بدلا من وضعها في غرفهم الصغيرة والضيقة ، إضافة إلى منع كبار السن والمرضى الخروج للفورة (ساحة الفسحة للأسرى) بشكل استثنائي ولوقت أطول، و تقليل عدد عمال السجن (المرداون) وتقليص وقت الفورة وغيرها من الإجراءات" .
بدورها رفضت الحركة الأسيرة جميع هذه الإجراءات الاستفزازية ، وقال عضو الهيئة القيادية العليا في السجون القيادي محمد صبحة لمركز "أحرار" "أبلغنا المدير رفضنا لهذه القرارات وهددنا بدورنا بالتصعيد والمواجهة وعدم السماح بسحب إنجازات حققت بعد معارك ضارية خاضتها الحركة الأسيرة الفلسطينية" .
وذكر الخفش "إن هناك جملة أمور تنوي الحركة الأسيرة القيام بها في سجن جلبوع في حال تم تنفيذ أي من هذه الإجراءات القمعية ،كإرجاع وجبات الطعام وتقديم شكاوي ضد مدير السجن لمحاكم الاحتلال ، وخلق حاله من العصيان داخل السجن".
وناشد الخفش المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة التدخل السريع والعاجل من أجل الوقوف بوجه الإجراءات الاستفزازية في سجون الاحتلال والتي تدفع الحركة الأسيرة الفلسطينية للمواجهة من جهته قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع "إن الرئيس الفلسطيني أبو مازن يعتبر الإفراج عن الأسرى هو أساس أي عودة إلى المفاوضات أو اللقاءات مع الجانب الإسرائيلي، وأن إطلاق سراح الأسرى هي من المطالب المركزية والرئيسية للقيادة الفلسطينية كمقدمة للعودة للمفاوضات على أساس الشرعية الدولية ووقف الاستيطان".
وأشار قراقع إلى خطورة الوضع في السجون لا سيما الحالة الصحية للأسرى المضربين عن الطعام سامر العيساوي وأيمن شراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان، والى الهجمة المسعورة التي تشن على حقوق الأسرى وبقرار سياسي إسرائيلي.
وقال "الوضع المتفجر في السجون قد يقود إلى إضراب وعصيان في شهر نيسان/إبريل المقبل حسب ما أعلن عنه الأسرى، وإذا لم يتم وضع حد لهذه الهجمة الكبيرة التي تشن على كرامتهم وحقوقهم الإنسانية.
وقد جاءت أقوال قراقع خلال زيارته مع وفد وزارة الأسرى و الأسرى المحررين للأسير المحرر بسام السعدي في مخيم جنين والذي قضى عدة سنوات في الاعتقال الإداري.
وقد حذر السعدي في كلمته من الوضع الصعب في السجون، مطالبا بأوسع تضامن مع الأسرى ومساندتهم على كل المستويات وخاصة الأسرى المضربين، ونقل رسالة الأسرى الداعية كافة القوى والفصائل إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
وأوضح السعدي أن الانقسام عكس نفسه سلبيا على الأسرى، واستغلت إدارة السجون ذلك للانقضاض على حقوقهم ، وأنه وفاءا للأسرى وتضحياتهم ووفاء للشهداء ولمصلحة قضية فلسطين أصبح حتميا على الجميع دعم جهود المصالحة والوحدة الوطنية.
وجدير بالذكر أن بسام السعدي 53 عاما اعتقل عدة مرات كان آخرها في أيار 2011 حيث بشأن إلى الاعتقال الإداري، واعتقلت زوجته نوال السعدي (50) عاما ولا زالت موقوفة في سجن الشارون، وله ابنين شهيدين استشهدا عام 2002.