زعيم تنظيم أنصار الشريعة السلفي الجهادي في تونس المعروف بأبي عياض
تونس ـ أزهار الجربوعي
كشفت وثيقة نادرة منسوبة لموقع "ويكيليكس" الشهير، عن تورط ، في علاقة مع وزارة الداخلية زمن حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، في حين أكد الأمين العام لحزب حركة الشعب الناصري التونسي لـ"العرب اليوم"، أن حزبه قرر رسميًا
، الإثنين، إعلان انضمامه لائتلاف الجبهة الشعبية المعارض رغم رفض جزء من قياداته.
وتناقلت العديد من المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، الإثنين، وثيقة منسوبة لموقع "ويكيليكس" تشير إلى أن زعيم تيار أنصار الشريعة، السلفي الجهادي في تونس سيف الله بن حسين المكنى بأبو عياض متورط في علاقة مع أجهزة وزارة الداخلية زمن حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وتفيد الوثيقة أن أبو عياض مورط في التخابر مع النظام السابق وأنه كان قد وشى بالعديد من زملائه المنتمين لتنظيم "القاعدة" للبوليس السياسي التونسي.
وأعلن أبو عياض قد الحرب على رئيس الحكومة التونسية الحالي ووزير الداخلية الأسبق علي العريض مهددًا بإسقاطه إذا لم يتوقف عن ملاحقة السلفيين واتهامه بتجارة الأسلحة والعنف، وتلاحق أجهزة وزارة الداخلية أبو عياض المطلوب أمنيًا على خلفية اتهامه بالتحريض على أحداث العنف التي طالت مقر السفارة الأميركية في تونس في 14 أيلول/ سبتمبر الماضي، رغم أن قوى المعارضة تعتبر السلفيين الواجهة الخلفية لحزب حركة "النهضة" الإسلامية الحاكم، وترى أن وزارة الداخلية غير جدية في القبض على زعيم تيار أنصار الشريعة أبو عياض الذي اتخذ أسلوب تنظيم "القاعدة" في إرسال فيديوهات وأشرطة صوتية يتوعد فيها الحكومة منذ حادثة فراره من أجهزتها الأمنية.
على صعيد آخر، أكد الأمين العام لحزب حركة الشعب التونسية ذات التوجه القومي الناصري التقدمي، لـ"العرب اليوم" أن حزبه قرر الانضمام لائتلاف الجبهة الشعبية المعارض, معتبرًا أنها أفضل هدية تقدم إلى شهداء تونس في ذكراهم المتزامنة مع 9 نيسان/ أبريل، وتوافق أيضًا ذكرى سقوط بغداد على يد المحتل الأميركي، على حد قوله.
وشدد الأمين العام لحزب حركة الشعب التونسي المعارض أن انضمام حزبه للجبهة الشعبية ، من شأنه أن يساهم في تدعيم القوى الوطنية القومية التي تملك مشروعًا وطنيًا يتبنى تحقيق أهداف ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011.
وبشأن رفض العديد من قيادات وأعضاء حزبه الانضمام للجبهة الشعبية التي تضم غالبية حزبية يسارية على غرار حزب "العمال" وحزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد"، أوضح البراهمي أن "قرارًا سياسيًا من هذا النوع لا يمكن أن يكون محل إجماع، مشيرًا إلى أن مؤسسات الحزب وأمانته العامة حسمت القرار بالغالبية ووفقًا لمنهج ديمقراطي"، وتابع "نحن ملتزمون بقرارنا وفي الوقت نفسه نحترم وجهة نظره كل من تحفظ عليه، وسنعالج جيمع المآخذ والتحفظات صلب المؤسسات الديمقراطية للحزب".
وأوضح الأمين العام لحركة "الشعب" الناصرية محمد البراهمي أن حزبه سيصوغ بالتوافق مع أحزاب ائتلاف الجبهة الشعبية، الخطوط العريضة لبرنامج المرحلة المقبلة، مشددًا على أنهم سيتصدون لما وصفها بـ"قوى الاستبداد التي تسعى إلى التفريط في السيادة الوطنية".
واتهم محمد البراهمي أحزاب ائتلاف الترويكا الحاكم في تونس (النهضة،التكتل،المؤتمر) بالسعي إلى رهن البلاد سياسيًا واقتصاديًا للدوائر الأجنبية، من خلال تلقي التعليمات من جهات أجنبية على غرار الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، مشددًا على أن ائتلاف الجهة الشعبية سيضع برنامجًا وطنيًا لإنقاذ تونس وبناء رافعة سياسية وطنية وديمقراطية.
إلى ذلك، تدخلت قوات الأمن التونسي، مساء الإثنين، لمنع تطور أحداث العنف على خلفية اندلاع اشتباكات بين عدد من أنصار حزب حركة "النهضة" الإسلامي الحاكم وآخرين من "الاتحاد من أجل تونس" الذي يتزعمه حزب "نداء تونس"، أشد خصوم النهضة السياسيين، لمناسبة الاحتفال بذكرى الشهداء، وقد سارعت قوات الأمن إلى تفريقهم ووضع حاجز أمني بينهم في ساحة باب سويقة وسط العاصمة التونسية، تجنبًا لأي أحداث عنف.
وقد جابت الشوارع التونسية تظاهرات حاشدة لمناسبة الاحتفال بذكرى الشهداء، تقدمتها أحزاب المعارضة التي جعلت الحدث سياسيًا بامتياز، حيث طالب أنصار الجبهة الشعبية بالكشف عن قتلة القيادي الجبهاوي والأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، شكري بلعيد، في حين انتقد النائب في المجلس التأسيسي التونسي سمير بالطيب حزب "النهضة" الحاكم، معتبرًا أن تونس في عهد الرئيس المخلوع كانت أفضل مما هي عليه الآن خلال حكم الإسلاميين، متهمًا الحزب الحاكم بسرقة أموال الشعب وإرسال الجهاديين إلى سورية.
وفي سياق متصل، أشرف كل من رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ورئيس المجلس الوطني التأسيسىي مصطفى بن جعفر ورئيس الحكومة علي العريض في روضة الشهداء في السيجومي على موكب انتظم بمناسبة إحياء ذكرى أحداث 9 نيسان 1938أبريل "عيد الشهداء".