منشأة الحياة النفطية   الجزائر ـ حسين بوصالح تواصل السلطات الجزائرية، التحقيقات مع الإرهابيين الموقوفين بعد انتهاء عملية الاعتداء على "قاعدة الحياة" النفطية في تيقنتورين، فيما كشفت مصادر مطلع لـ"العرب اليوم"، عن أن الإرهابي التونسي المكني "أبا طلحة" قد أكد أن السائق المدعو "المنجل" زوّد المجموعة التي قامت بالعملية بالخرائط والمعلومات الخاصة بتفاصيل المنشأة النفطية، في حين أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون، أن أسلحة عملية تيقنتورين مصدرها ليبيا".
وكشفت التحقيقات الجزائرية مع العناصر الـ3 الموقوفة بعد انتهاء عملية تحرير الرهائن من موقع تيقنتورين السبت الماضي، عن أن سائقًا كان يشتغل في إحدى الشركات الناشطة داخل المجمع النفطي، انضم إلى عناصر بلمختار وهو من زوّد الكتيبة بالخرئط وكل تفاصيل الموقع، بعد أن اعترف أبو طلحة التونسي واسمه الحقيقي لعروسي دربالي (34 عامًا)، أن السائق "المنجل" كان واحدًا من ثلاثة عناصر استعملت كدليل للجماعة الإرهابية للوصول إلى المنشأة التي تبعد ـ40 كلم عن عين أميناس.
وتواصل جهات الأمن المختصة المكلفة بالتحقيق في الاعتداء الإرهابي الذي عاشته الجزائر الأربعاء ما قبل الماضي، واستمر 4 أيام كاملة، للوصول إلى خلفيات الجريمة التي ثبت أن التخطيط لها كان قبل فترة لا تقل عن شهرين، مما يؤكد أن "الهجوم على (منشأة الحياة) لم يكن انتقامًا من الموقف الجزائري من الحرب في مالي، ومنحها الضوء الأخضر للطائرات الفرنسية للتحليق في فضائها الجوي، كما ادعاه بلمختار، في بيان الكتيبة".
ومن بين شفرات القضية التي تحاول مصالح الأمن فكّ رموزها، أن "مصادر عمالية أكدت أن الإرهابيين كانت بحوزتهم قصاصات أرقام غرف العمال الأجانب بمكان إقامتهم في الموقع، مما يؤكد أن تواطؤا من داخل مكان الإقامة سلّم للكتيبة تفاصيل غرف الأجانب الذين كانوا مستهدفين من طرف المجموعة الإرهابية".
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر أمنية أنها عثرت على أشلاء في مصنع تكرير الغاز مساء الأربعاء، وتم إخضاعها لتحاليل ADN لغرض تحديد هوية أصحابها، في الوقت الذي يبقى 5 عمال أجانب مفقودين، فيما تواصل قوات الجيش الجزائري عملية تطهير الموقع من القنابل المزروعة من طرف كتيبة "الموّقعون بالدماء" على كامل أرجاء الموقع.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية  هيلاري كلينتون، الخميس، إنه "لا يوجد أدنى شكّ في أن الأسلحة التي استخدمها الإرهابيون في الاعتداء على المنشأة الغازية في تيقنتورين في الجزائر، هي أسلحة مصدرها ليبيا"، مضيفة أن "الجزائر أبلغت واشنطن أن بعض الإرهابيين الذي نفذوا عملية تيقنتورين متورطون في الهجوم على القنصلية الأميركية واغتيال سفيرها في بنغازي"، مضيفة أن واشنطن ستفتح تحقيقًا عميقًا بالربط بين الهجومين"، مشيرة إلى أن "تردي الأوضاع في مالي وانتشار الجماعات الإسلامية، هو تحصيل حاصل بعد سقوط نظام القذافي وتهريب الأسلحة نحو شمال مالي".
وأضافت كلينتون "ليس هناك أدنى شكّ في أن الإرهابيين في مالي يستعملون أسلحة مصدرها ليبيا هي الأخرى، وأن (القاعدة) في بلاد المغرب الإسلامي استحوذ على السلاح المهرّب من ليبيا، مضيفة أن "الحرب في مالي وعملية احتجاز الرهائن الأجانب في الجزائر، قد عزّزت مخاوف الولايات المتحدة الأميركية من زعزعة الاستقرار في شمال أفريقيا