سد خاجاكي في إقليم هيلماند الأفغاني
كابول ـ أعظم خان
أكد محللون سياسيون أن القوات البريطانية عوضت فشلها في العراق، بإنجاز واحدة من أضخم المهام المكلفة بها في أفغانستان، بمشاركتها فريقًا أميركيًا في معالجة تصدّع سد كاجاك في إقليم هيلمند، وقيامها بنقل محرك توربيني ضخم لإصلاح أعطاب السد، رغم كل التحذيرات التي وجهت لها سابقًا، بصعوبة إصلاح
أعطاب السد لأن خطوط الطاقة بالمولد الهيدروليكي تحتاج إلى تصليح وترميم.
وكشفت دراسة حديثة قامت بها شبكة "أرغوماند" للمحللين الأفغان، من واقع المقابلات التي أُجريت مع المسؤولين البريطانيين والأميركيين، عن أن العملية المعروفة بإسم "عش النسر" قد تم تنفيذها لصالح الجيش البريطاني ووكالة المعونة الأميركية والمنظمة التي قامت بالمشروع، وأن المحرك التوربيني الثاني، بمرور الوقت، أصبح وسيلة لوكالة المعونة الأميركية والجيش البريطاني لإظهار تحمسهم لهيمنة وزارة الدفاع الأميركية".
واشارت إلى أن "مصير المحرك التوربيني العملاق، الذي لايزال في صناديق الشحن منذ خمس سنوات، وقيام أفراد المقاومة الأفغانية بقتل 200 فرد أثناء عملية تسليم المحرك، قد بات رمزًا لفشل محاولات قوات التحالف في إعادة بناء أفغانستان".
واوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، إن "العلمية بالنسبة للجيش البريطاني في أفغانستان كانت بمثابة تعويض وتطهير، بعد إجباره على الخروج من البصرة جنوب العراق في العام 2007، وأن العملية التي استغرقت خمسة أيام، كانت الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية، حيث استهلكت قدرًا هائلاً من الموارد العسكرية، في وقت كان تعاني فيه القوات البريطانية من انتشار على نطاق واسع، وقامت قافلة من 100 شاحنة بنقل سبعة أجزاء لمحرك توربيني يترواح وزنها ما بين 20 إلى 30 طنًا، من مطار في قندهار إلى موقع السد"
كما أشارت الدراسة إلى أن "الفريق الأميركي كان يأمل بأن يقوم المحرك التوربيني بإنتاج الطاقة اللازمة لآلاف العائلات، لهدف اكتسابهم في صف الحكومة الأفغانية في كابول، إلا أن المحرك لم يتم تركيبه، وقد انسحب المتعهدون الصينيون من عملية التركيب، بحجة عدم توافر الأمن، بالإضافة إلى عجز القوات عن تأمين الطريق إلى كاجاكي لتسليم الأسمنت والحصى".
واضافت "يأمل المسؤولون الأميركيون الآن بأن يبدأ العمل بعد تحسن الموقف الأمني في طريق سانجين المؤدي إلى السد، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن قرار قيام القوات البريطانية بنقل المحرك التوربيني قد اتخذته قيادة قوات التحالف الدولي في أفغانستان، وأنه يستند إلى توجيهات عسكرية، وأنه في العام 2008 كانت القوات البريطانية تعمل في منقطة كاجاكي، كما أن لديها القدرة المطلوبة لنقل التوربينات، ولذلك فإن العملية تحمل مغزى عسكريًا للقوات البريطانية كي تقوم بتلك المهمة".