واشنطن ـ عادل سلامة شهدت الأيام الأخيرة توترًا في العلاقات بين الولايات المتحدة وأفغانستان، فقد اتهمت الحكومة الأفغانية، الأحد، أحد أفراد القوات الخاصة الأميركية بتعذيب أحد المدنيين الأفغان، وأصر الرئيس الأفغاني حامد كارزاي، الإثنين، على أن الطائرات الأميركية قتلت 17 امرأة وطفلاً، ولقي ثلاثة جنود أميركيين، الثلاثاء، مصرعهم في انفجار ليصل بذلك عدد القتلى الأميركان خلال هذا الشهر وحده إلى 17 قتيلاً.
ومع ذلك فإن المسؤول عن القوات الخاصة الأميركية في أفغانستان الأدميرال ويليام ماكرافان يرى أن الأمور تسير على ما يرام في أفغانستان.
ويقول ماكرافان "أعتقد أننا نحقق تقدمًا رائعًا في أفغانستان، كما أننا نحقق كذلك في مجال عمليات القوات الخاصة في العالم أفضل ما يمكن تحقيقه من نتائج على مدار الكثير من السنوات".
وجاءت تلك التصريحات المفاجئة إلى حد ما في المؤتمر السنوي الخاص بقوات العمليات الخاصة، الذي حضره ما يقرب من سبعة آلاف مشارك من المتخصصين والمؤسسات الدفاعية.
ويقول الأدميرال ماكرافين إنه لم يشاهد تسجيل الفيديو الذي يتخذه الأفغان كدليل على تورط القوات الخاصة في عمليات تعذيب المدنيين الأفغان، ولهذا السبب لم يعلق على تلك الواقعة.
وأنكرت قيادة الجيش الأميركي تلك المزاعم، كما أنها قامت بسحب القوات الخاصة الأميركية من الأحياء الرئيسية في إقليم وارداك الأفغاني بعد اعتراضات الحكومة المحلية، وفي ضوء اتهام كارزاي الولايات المتحدة بتأجيج العنف في البلاد.
ويثور حاليًا جدل واسع النطاق في واشنطن بشأن مستقبل أفغانستان والتواجد الأميركي هناك.
ولم يُعرف بعد حجم القوة الأميركية التي سوف تبقى هناك لدعم الجيش المحلي بعد الانسحاب الأميركي مع نهاية العام المقبل، ومن المؤكد أن الأدميرال ماكرافان سيكون ضمن تلك القوة، وربما يكون هذا السبب وراء تصريحاته الأخيرة وحرصه على تحسين العلاقة مع الحكومة الأفغانية، التي تشهد في الوقت الراهن توترًا وغليانًا.
وقال الأدميرال "إن علاقاتنا مع الأفغان رائعة"، وأضاف أنهم يضعون الأفغان الآن في المقدمة، الأمر الذي يقلل من حدة معارضة الحكومة الأفغانية.
ويبدو أن خطاب الأدميرال كان الهدف منه وضع رؤيته لمستقبل قواته، حيث يرى أن أنها ذات صلة بالشبكة الدولية المناهضة لتجار الأسلحة ومهربي المخدرات والجماعات المسلحة.
وقال ماكرافان إنه يزور أفغانستان سنويًا بصفة دائمة منذ العام 2003، وإنه على مدار هذه السنوات العشر خرج برؤية تقول "إن أفغانستان شهدت تقدمًا، فقد توفر الآن لأفغانستان قوات أمن رائعة وقوات خاصة أفغانية أكثر من رائعة".
وأكد الأدميرال ماكرافان أن "الوضع في أفغانستان معقد وما زالت هناك مشاكل تتعلق بالفساد على الرغم من تحسن أوضاع العاصمة كابول على مدى تلك السنوات، كما أن المناطق الأفغانية خارج كابول تشهد نموًا اقتصاديًا حيث تعلو البنايات والمصانع".
ويبقى الواقع أن كابول اليوم تختلف عن كابول العام 2003 حيث باتت أكثر ثراءً وأكثر نشاطًا تجاريًا، وذلك على الرغم من أن البعض يردد بأن ذلك يرجع فقط إلى تدفق المعونة الأميركية، كما أن الخسائر البشرية في أوساط المدنيين انخفضت بشكل واضح.