الجماهير في إيران تحتفل بفوز حسن روحاني لحظة إعلان نتائج انتخابات الرئاسة
لندن ـ سليم كرم
يحتاج الغرب الآن إذا ما أراد أن يساعد الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني على مساعدة نفسه ومساعدة شعبه وتجنيب العالم السير في طريق الحرب العقيم والدموي، المزيد من الالتزام والارتباط المتطور والمتطلع، وبفوارق لونية أخرى غير الأبيض والأسود.وقالت صحيفة "غارديان البريطانية نقلاً عن افتتاحية
"أوبزرفر" إن انتخاب حسن روحاني لرئاسة إيران لم يسفر عن إجابات بقد ما أثار العديد من التساؤلات لدى الكثيرين في أنحاء مختلفة من العالم.
وعزت الصحيفة البريطانية منشأ الكثير من هذه التساؤلات إلى ردود الأفعال التي اعقبت انتخابات العام 2009 بسبب الشكوك التي أحاطت بمصداقية فوز أحمدي نجاد آنذاك بمنصب الرئاسة، وقيام الحركة الخضراء آنذاك بموجة احتجاجات ضخمة في أنحاء إيران كافة لمدة ستة أشهر، وبعد مقتل المتظاهرة ندا آغا سلطان ونشر المشهد على موقع "يوتيوب" آنذاك حملت تلك الانتخابات صفة الدموية وغير الشرعية.
وتقول الصحيفة: إنه وعلى الرغم من أن الجمهورية الإسلامية في إيران ليست ديمقراطية إلا أنها ومنذ نشأتها في العام 1979 كان لديها حكومة ممثلة للشعب بدأت بعمل استفتاء، كما أنها تعمل وفقًا لدستور البلاد من خلال انتخابات منتظمة ومجلس تشريعي ورئيس للبلاد، كما أنها لم تتوقف حتى عن إجراء الانتخابات خلال فترة الحرب مع العراق التي استغرقت ثماني سنوات، وفي ضوء ذلك يستطيع النظام الإيراني أن يزعم أنه نظام شرعي من خلال تفويض شعبي.
وأضافت "وإذا ما قلنا إن إيران ليست بالنظام الديكتاتوري بالمعنى الاعتيادي أو الحرفي فإن ذلك لا يعني أنها دولة ديمقراطية". وأردفت "يمكن القول إنه وفقا للمعايير الديمقراطية فإن انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة كانت معيبة، وذلك بسبب حرمان العديد من المرشحين من خوض الانتخابات".
وواصلت "لقد كان تأثير المرشد الأعلى للثورة الإسلامية كبيرًا خلال الإجراءات التي اتخذها مجلس حماية الدستور قبل الانتخابات، والتي اتسمت بطابع الاختيار وليس الانتخاب، فقد قام المجلس الذي يخضع مباشرة للمرشد الأعلى باستبعاد اثنين من المرشحين الإصلاحيين، وهما الرئيس الإيراني الأسبق رافسنجاني الذي يتسم بالطابع البراغماتي العملي، رحيم مشائي الذي كان نائبًا لأحمدي نجاد، والذي يرغب في أن يكون خليفته".
وأضافت الصحيفة "اقتصرت المنافسة على منصب الرئاسة في ثمانية مرشحين من الصعب التمييز بينهم فهم ستة محافظيم واثنين من الإصلاحيين المعتدلين، وقد كان العديد من المراقبين يتوقع قيام حركة مقاطعة واسعة النطاق للانتخابات ولكن وبعد المناظرات التليفزيونية دبت الحياة في سباق الرئاسة وظهر قدر من التباين ليس فقط بين الإصلاحيين والمتشددين وإنما أيضًا بين المتشددين أنفسهم".
وذكرت الصحيفة أنه جرى مناقشة الموضوعات المحظورة علنًا في تلك المناظرات، والتي تمثلت في سوء إدارة أحمدي نجاد التي رفعت معدلات التضخم في البلاد إلى 30 في المائة، وتأزم الموقف مع المجتمع الدولي، والعقوبات الدولية التي قصمت ظهر الاقتصاد الإيراني، وكانت هذه المناظرات بمثابة ضربة مزدوجة لكتلة المحافظين، فقد كشفت عن صورتهم الباهته وانقساماتهم، كما ساعدت على تضامن الأصوات الإصلاحية خلال الانتخابات".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالفعل كانت نسبة المشاركة في الانتخابات مرتفعة جدًا وأضفت سخونة على الانتخابات حيث حصل روحاني على 18 مليون صوت أي ما يزيد على ثلاثة أضعاف أصوات أقرب منافسيه، الأمر الذي منحه تفويضًا شعبيًا لا غبار عليه.
ويواجه الرئيس الإيراني الجديد تحديات هائلة في الداخل وفي الخارج، فالاقتصاد يتهاوى، والعقوبات الدولية تواصل تأثيرها المدمر على الروح المعنوية في البلاد، وعلى الصحة، وعلى الثروة.
أضف إلى ذلك أن عليه أن يتعامل مع برلمان يسيطر عليه خصومه، ومع المرشد الأعلى الذي لا يزال يمسك بمقاليد السلطة العليا في البلاد.
ومع ذلك، فإن روحاني يمتطي موجة من التأييد الشعبي، ويستمتع حاليًا بتلك الأجواء في ظل تأهل إيران للمشاركة في كاس عالم 2014 في البرازيل.
وألزم روحاني نفسه بتحرير الصحافة ورفع القيود المفروضة على النقابات التجارية، كما أنه يعتزم التوصل إلى حل للمسألة النووية المتأزمة، وهناك تقارير توحي بأنه بصدد الضغط من أجل الإفراج عن حسين موسوي ومهدي كروبي وغيرهما من زعماء الحركة الخضراء.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى أن نظرة كل من إدارة بوش الأميركية وحكومة بلير البريطانية إلى إيران كانت تنحصر في لونين فقط هما الأبيض والأسود، أو الخير والشر.