عدد من القوات الفرنسية في مالي
نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف
كشف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أنه أعدم الرهينة الفرنسي فيلب فاردون الخميس الماضي، 21 آذار/ مارس، وطالب التنظيم الشعب الفرنسي، وعائلات الرهائن بالضغط على الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند للتحاور من أجل الحفاظ على سلامة بقية الرهائن، مهددًا بأن يواجهوا مصير فيلب. وقال
التنظيم في بيان أصدره الأحد، ووصل "العرب اليوم" نسخة منه، إن "القوات الفرنسية يدفعها حقدها التاريخي وجشعها الاستعماري إلى نهب ثروات المسلمين رغم تحذيرات المجاهدين بإعدم الرهائن الفرنسيين كقصص عادل ردًا على عدوان فرنسا السافر على بلادهم وقتلها لأبنائهم الذين كانوا إلى عهد قريب آمنين في بيوتهم"، حسب بيانه". فيما نوه التنظيم إلى رغبته في إيجاد ﺣﻞ ﻋﺎدل لملف اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ يكون بالتعاون مع الحكومة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ التي ﻇﻠﺖ تماطل وﺗﺘﻬﺮب ﻣﻦ مسؤوليتها، وأصبحت ﺗـﺪﻓﻊ المجاهدين لإﻋﺪاﻣﻬﻢ ﺑﻤﺤﺎوﻻتها ﻟﺘﺨﻠﻴﺼﻬﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ، وﻫﻲ المحاولات اﻟﺘﻲ ﻓﺸﻠﺖ في اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣـﻦ المرات ﻣـﻦ اﻟﺼﺤﺮاء الكبرى إلى اﻟﺼﻮﻣﺎل.
ونبه بيان الحركة إلى أن رﻏﺒﺔ اﻟﺴﺎﺳﺔ اﻟﻔﺮنسيين ﻣﻦ اﻟﻴﺴﺎر إلى اليمين في التخلص ﻣـﻦ ﻣﻠـﻒ رﻫـﺎﺋﻨﻬﻢ ﻟـﺪى اﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ ﻣﺎزاﻟﺖ تحركهم نحو الحل اﻷﺳﻮأ، أﻻ وﻫﻮ إﻋﺪام اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﺑﻘﺼﻔﻬﻢ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ أو أﻳﺪي المجاهدين، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﻮم 10 آذار/ مارس 2013 ، حين اﺿﻄﺮ المجاهدون إلى ﺗﻨﻔﻴـﺬ تهديدهﻢ ﺑﺘﺼﻔﻴﺔ الجاسوس ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻓﺎردون، المحتجز ﻟﺪى اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﻨﺬ قرابة ﻋﺎمين، ﻛﺮد ﻓﻌﻞ على اﺣﺘﻼل ﻣالي المسلمة واﺳﺘﻬﺪاف ﻗﻮاﻋﺪ المجاهدين، متحدثا عن محاولات فرنسا تحرير رهائنها بالقوة قائلا إن: إصرار فرنسا على اﺣﺘﻼل مالي وتخليص اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮة، ﻻ ﻳﺼﺐ في ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟـﺸﻌﺐ الفرنسي وﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ، ﻷن ﺷﺒﺎب اﻹﺳﻼم ﺳـﻴﺤﻮﻟﻮن أفريقيا ﻛﻠﻬﺎ إلى ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﻳﻐـﺮق ﻓﻴﻪ الجيش الفرنسي، وﺟﺤﻴﻢ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﺎء الشركات اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، وعلى ﻋﻘﻼء ﻓﺮﻧﺴﺎ أن ﻳﺘﺪارﻛﻮا أﺧﻄﺎء ﺳﺎﺳﺘﻬﻢ المغرورين وﻳﺄﺧﺬوا على أيديهم ﻗﺒﻞ ﻓﻮات اﻷوان، ﻷن زﻣﻦ اﻻﺣﺘﻼل المباشر وغير المباشر ﻗﺪ ولى إلى غير رﺟﻌﺔ.
وطرح التنظيم في ختام بيانه مجموعة من الرسائل إلى فرنسا التي قال إنه يتابع تلك تظاهرات اهالي الراهئن بها مؤكدًا أن "أﺑﻨﺎءهم اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﻟﺪى اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﺎزاﻟﻮا إلى ﻏﺎﻳﺔ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺎن سالمين، ﻣﺎ ﻋﺪا الجاسوس ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻓﺎردون اﻟﺬي أﻋﻠﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻦ ﻗﺘﻠﻪ اﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻷﻃﻔﺎﻟﻨﺎ وﻧﺴﺎﺋﻨﺎ في شمال مالي، وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧـﺴﺘﻄﻴﻊ ضمان ﺳﻼﻣﺘﻬﻢ إلى ﻣﺎ ﻻنهاية ﺑﻔﻌﻞ ﻋﺪوان ﺣﻜﻮﻣﺘﻜﻢ وﻫجمات ﺟﻴﺸﻜﻢ على ﻣﻮاﻗﻊ المجاهدين"، مضيفًا أنه "رﻏﻢ ﻋﺪوان ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺴﺎﻓﺮ على أرضهم، ﻣﺎزال المجاهدون ﻳﺴﻌﻮن لحل ﻋﺎدل لملف ﺑﻘﻴـﺔ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﻓﺸﻠﺖ في المرات اﻟـﺴﺎﻟﻔﺔ، وذﻫـﺐ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ رﻫﺎﺋﻦ ﻓﺮﻧﺴﻴﻮن في مالي واﻟﺼﻮﻣﺎل واﻟﻴﻮم الجاسوس ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻓﺎردون"، مشيرا أن |حكومة فرنسا ﻇﻠﺖ ﺗﻜﺬب على شعبها وﺗﺘﻬﻢ المجاهدين ﺑﻘﻄﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ عبر اﻟﻮﺳﻄﺎء المعروفين، وﻫﻲ ﻣﻦ ﻗﻄﻌـﺖ اﻻﺗﺼﺎل وﻏـﺎﻣﺮت ﺑﺤﻴـﺎة أﺑﻨـﺎﺋﻜﻢ ﺑﻔﻌـﻞ ﺳﻴﺎﺳـﺘﻬﺎ اﻟﺮﻋﻨـﺎء، ومحاولتها اﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻫﻢ ﺑﺄﺳﻠﻮب أﺛﺒﺖ ﻓﺸﻠﻪ، ونحمل الحكومة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ المسؤولة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة أﺑﻨﺎﺋﻜﻢ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﻟﺪى اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، كما ان اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ يحتفظ ﺑﺤﻖ اﻟﻘﺼﺎص اﻟﻌﺎدل ﻣﻦ ﻛﻞ الفرنسيين، لما أﺻﺎب وﻳﺼﻴﺐ المسلمين في مالي ﻣـﻦ ﻇﻠﻢ وﻋﺪوان الحكومة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ الظالمة وﺟﻴﺸﻬﺎ المعتدي، ﻷﻧﻜﻢ اﻧﺘﺨﺒﺘﻢ ﺣﻜﻮﻣﺘﻜﻢ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ، وﻧﺤﺬر اﻟﺸﻌﺐ الفرنسي ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ اﺳﺘﻤﺮار ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ الظالمة في اﺣﺘﻼل مالي، ونهب ﺛﺮوات المسلمين في أفريقﻴﺎ المسلمة ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ" حسب بيان التنظيم.
وقدم التنظيم نصيحة إلى ﻋﺎﺋﻼت اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ واﻟﺸﻌﺐ الفرنسي "ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ على اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﻮﻻﻧﺪ وﺣﻜﻮﻣﺘﻪ، ﺑﺴﺤﺐ ﺟﻴﺸﻪ ﻣﻦ مالي، وﺗﺮك المسلمين وشأنهم، يختارون ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﺞ حياتهم كما اﺧﺘﺎروا ﻫﻢ ﻣﻨﻬﺞ حياتهم، لأن اﻷﻣﻦ اﻟﻴﻮم في العالم ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ، ﻓﺈﻣﺎ تتركونا آمنين في دﻳﺎرﻧﺎ، وإﻣﺎ نهدر أﻣﻨﻜﻢ كما تهدرون أﻣﻨﻨﺎ|.