الجزائر ـ حسين بوصالح أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أنَّه بصدد تأسيس إمارة إسلامية في الساحل الأفريقي، وأن مشاورات جارية مع كل الجماعات الإسلامية الناشطة في المنطقة بما فيها حركة أنصار الدين الأزوادية التي يقودها إياد آغ غالي، وتوّعد التنظيم فرنسا بمحاربتها حتى إخراجها من شمال مالي، وصرّح يحي أبو الهمام أن المشاورات جارية حاليًا لوضع اللمسات الأخيرة حول شكل وتحديد الاسم والقيادة.
وأكد يحي أبو الهمام في تصريح لقناة الجزيرة القطرية، أن تنظيم القاعدة يعمل على لمّ شمل الجماعات الإسلامية ذات التوجه الموحد لإقامة إمارة إسلامية في منطقة الساحل، تضم أيضا شعب أزواد الذي تمثله حركة أنصار الدين، التي ستضع الجزائر في حرج في حالة موافقتها على مشروع القاعدة، وكانت الجزائر قد احتضنت قادة أنصار الدين خلال محاولاتها إيجاد طرق سلمية ودافعت عن الحركة معتبرة إياها حركة أزوادية ذات مطالب سلمية مشروعة.
وأوضح أبو الهمام الذي خلف نبيل أبو علقمة على إمارة الجنوب بمنطقة الصحراء (منطقة أزواد) أن مشروع الإمارة مفتوح على كل التنظيمات بما فيها كتيبة "الموّقعون بالدماء" التي يقودها أمير "الملثمين" المنشق عن القاعدة مختار بلمختار المكنى خالد أبو العباس، مضيفا أن الهدف من توحيد القوى تحت إمارة واحدة هو "التصدي لما وصفه بالعدوان الصليبي الجديد على سكان شمال مالي".
وأضاف القيادي البارز في تنظيم القاعدة والمحسوب على الأمير الوطني عبد المالك درودكال أن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد شكل واسم وقيادة هذه الإمارة الجديدة، مشيرا إلى أن المشاورات مع قادة التنظيمات الإسلامية بالمنطقة جارية وتقترب من التوافق النهائي لإيجاد الصيغة الجامعة التي ترضي كلّ الأطراف وتوحيد القوى للدفاع عن المنطقة وطرد جيوش فرنسا.
واعتبر يحي أبو الهمام أن توحيد الصف بالنسبة للجماعات الإسلامية أمرا ضروريا بالغ الأهمية التي ستعمل على التصدي الفاعل والقوي والمؤثر للقوات الفرنسية والأفريقية والمالية التي بدأت الحرب قبل أكثر من أسبوعين، وتستعد حاليا لاكتساح مدن الشمال المالي من أجل إعادته لحضن الدولة المالية، وطرد الجماعات الإرهابية التي تحكم سيطرتها منذ نحو عشرة أشهر على كل مدن ومناطق الشمال.
ويرى الخبير الأمني والمحلل السياسي محمد شفيق مصباح أن رغبة القاعدة في تجميع القوى الإسلامية المتشددة بالمنطقة أمرا ذا أبعاد، بداية من التصور العام لدى قادة القاعدة الذي مفاده أن القاعدة هي الحضن الكبير لكلّ هذه التنظيمات المسلحة بالإضافة إلى وضعها كهدف رئيسي من طرف أمريكا والغرب بصفة عامة، باعتبار أن التوحيد والجهاد وكذا "الموقعون بالدماء" انشقتا عن تنظيم درودكال وهي تحاول إعادة لمّ الشمل للتصدي لقوى الغرب في الحرب الدائرة رحاها في شمال مالي.
واعتبر المحلل السياسي أن إقحام حركة أنصار الدين محاولة فاشلة الهدف منها تبرير وجود هذه الجماعات الإسلامية الدخيلة على المنطقة، وجرّ طائفة من شعب أزواد للحرب ضد جيوش الغرب التي تقودها فرنسا، في حين أكد مصباح أن أنصار الدين إن قبلت بهذا المشروع قد وجهت طعنة قوية للنظام الجزائري الذي وثق بقادة التنظيم ودافع عنه أمام فرنسا وأميركا.