عبد القادر محمود محمد السيد المعروف باسم "أبو صالح المصري"
روما ـ مالك مهنا
كشفت مصادر استخباراتية أن القيادي في تنظيم "القاعدة" عبد القادر محمود محمد السيد الذي لعب دورًا في مذبحة الأقصر عام 1997 وموضع ثقة زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، قد قتل في باكستان قبل عدة أشهر بواسطة طائرة "درون" بلا طيار، ويعتقد بأن عملية اغتيال عبد القادر قد تمت خلال أيار/ مايو أو
يونيو/ حزيران من العام الماضي، إلا أن تفاصيل مقتله لم يكشف النقاب عنها إلا أخيرًا عبر شبكة الإنترنت بواسطة وحدة الدعاية التابعة للتنظيم. ويستخلص محللون بارزون في مجال الاستخبارات من ذلك بأن تنظيم "القاعدة" يقوم الآن بعملية اقتفاء أثر الباقين من قياداته ومعرفة من مات منهم ومن هو باق على قيد الحياة.
وتقول صحيفة "الديلي تلغراف" "إن مقتل عبد القادر الذي كان يوصف من قبل بأنه "سفير" بن لادن في إيطاليا، يعد بمثابة ضربة جديدة لقيادات تنظيم القاعدة في كل من أفغانستان وباكستان".
ونسبت الصحيفة إلى أحد أبرز الخبراء الباكستانيين المتخصصين في شؤون "القاعدة" رحيم الله يوسفزاي، قوله "إن هذه الأنباء تكشف عن "أن التنظيم يواجه مشاكل حقيقية الآن في عمليات التنسيق داخله، كما أنهم في التنظيم يعانون من حالة تشتت وأن أنشطتهم وتحركاتهم باتت سرية وتفتقد إلى التنسيق وأنهم غير قادرين على التواصل فيما بينهم".
وفي هذا السياق تشير الصحيفة إلى أن برنامج "السي آي إيه" الذي يتولى أنشطة الاغتيالات بطائرات "الدرون" ، يخضع حاليًا لعملية تدقيق مكثف، ومن المتوقع أن يقوم مرشح الرئيس باراك أوباما لتولي منصب مدير "السي آي إيه" جون برينان ، أن يواجه عدد من الأسئلة الانتقادية العسيرة خلال جلسة الاستماع التي سيعقدها الخميس المقبل أمام الكونغرس.
و يأتي ذلك في أعقاب تسرب مذكرة من وزارة العدل الأميركية تكشف عن الأسس القانونية التي تعتمد عليها إدارة أوباما في قتل المواطن الأميركي الذي يحتل منصبًا بارزا في تنظيم القاعدة.
يذكر أن الغارات التي تشنها "سي آي إيه" بطائرات بدون طيار تثير غضبًا واسعًا على المستوى الجماهيري والسياسي في باكستان. إلا أنه وعلى ما يبدو فإن الجيش الباكستاني لم يحاول يوما ما أن يمنع الولايات المتحدة من استخدام المجال الجوي الباكستاني ، كما أن برقية دبلوماسية أميركية قام بنشرها موقع "ويكيليكس" تشير إلى أن الحكومة الباكستانية قد سمحت للولايات المتحدة بشن مثل تلك الهجمات.
وتقول الصحيفة "إن عبد القادر المعروف من قبل باسم أبو صالح المصري هو أحد الوجوه البارزة المقاتلة في تنظيم "القاعدة" التي تم قتلها وكان شخصية بارزة في جماعة الجهاد الإسلامية في مصر ثم انضم إلى الظواهري بعد ظهور تنظيم "القاعدة" خلال فترة التسعينات".
وكانت الولايات المتحدة والأمم المتحدة قد أدرجته ضمن قوائم الإرهابيين، وقد صدر الحكم ضده غيابًا بعد تورطه في مذبحة الأقصر التي راح ضحيتها 62 فردًا أغلبهم من السائحين على يد مسلحين. كما سبق وأن تم إرساله إلى إيطاليا لإعادة هيكلة خلية تنظيم "القاعدة" في ميلان عام 1998، وفي تلك الأثناء كان المخابرات الإيطالية ترصد تحركاته إلى أن غادر إلى أفغانستان قبل هجمات الحادي عشر بشهرين.
وجاء في بيان النعي أنه عندما وصل وزيرستان تولى قيادة جبهة في أفغانستان وأنه "نجح في إلحاق أضرار بالغة بالعدو الصليبي" وأنه قام بسلسلة من الأنشطة "الجهادية".