بغداد ـ جعفر النصراوي استقبل رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الأربعاء، عددًا من شيوخ العشائر من محافظات الأنبار وواسط، الذين أكدوا حرصهم على تفويت الفرصة على أعداء العراق ومثيري الفتن الطائفية، في حين قلل متظاهرو الأنبار من أهمية الشخصيات التي استقبلها المالكي، وأعلنوا أنهم لم يخولوا أحدًا بالذهاب إلى المالكي، وأن هؤلاء من معارف الأخير الشخصيين.
وقال بيان صحافي لمكتب رئيس الوزراء العراقي، الأربعاء، "إن المالكي استقبل في مكتبه الرسمي وفدًا عشائريًا يمثل شيوخ وزعماء عشائر محافظات الأنبار وواسط، الذين أعربوا عن حرصهم على تفويت الفرصة على أعداء العراق ومثيري الفتن الطائفية".
وأكد البيان على أن "الأنبار وعشائرها وأبناءها كانوا سباقين في التصدي للإرهاب والدفاع عن وحدة العراق وسيادته، وأن رئيس الوزراء يُثمّن مبادرة شيوخ ووجهاء العشائر، وسعيهم إلى تعزيز اللحمة الوطنية وجمع الكلمة، وأنه سيعمل على تلبية المطالب المشروعة التي حملها وفد العشائر، في ما يتعلق منها بصلاحياته كرئيس وزراء، وسيدعمها في مجلس النواب وبقية مؤسسات الدولة".
من جانبهم، نفى متظاهرو الأنبار قيامهم بإرسال أي وفد إلى مكتب رئيس الوزراء للتفاوض في مطالب المعتصمين، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم اللجان التنسيقية في ساحة اعتصام الرمادي الشيخ عدنان مشعل لـ"العرب اليوم" قائلاً "إننا لم نرسل وفدًا من ساحة العزة والكرامة في الرمادي إلى رئيس الوزراء للتفاوض في مطالب المعتصمين، والذي ذهب إلى المالكي هم من معارفه الشخصيين، ونحن لا نعترف بهم ولم نخولهم أبدًا، وإن ساحة اعتصام الرمادي شكلت وفدًا من داخلها للتفاوض مع الحكومة في مطالبنا، ولكننا قلنا إننا لن نذهب إلى بغداد للتفاوض، وطلبنا من رئيس الوزراء نوري المالكي أن يزور الساحة للتفاوض فيها، باعتبارنا عراقيين مثلما زار محافظة البصرة".
وأوضح مشعل أن "رئيس الوزراء يعلم أن الذين قابلوه ليس لهم صوت في الأنبار، ونحن نخول أي شخص قد استأذن من ساحة العزة والكرامة وذهب إلى الحكومة وقابلها، أما الشخص الذي لم يُخول وذهب دون علم المعتصمين، فهذا لا يُسمع له، ولا يُأخذ بقرارته"، مؤكدًا "تشكيل جيش من أبناء العشائر، لسبب عجز القوات الأمنية عن منع دخول الملثمين ومن يحملون اللافتات الطائفية إلى ساحة الاعتصام، الأمر الذي دعاهم كشعائر في ساحة الاعتصام إلى تطويع 50 شخصًا من كل عشيرة، للوقوف في مداخل ساحة الاعتصام، في تفتيش الوفود الداخلة إلى الساحة".
وأضاف المتحدث باسم اللجان في ساحة اعتصام الرمادي، أن "الجيش ليس كما هو معروف عنه، وإنما التشكيلة الموجودة في الساحة ليست مسلحة وإنما كشافة من شباب عشائر الأنبار، الغاية من تشكيله هي حماية المتظاهرين من (مأجوري الحكومة)، ومن يحاول تشويه التظاهرات، وأنهم تمكنوا من إلقاء القبض على مجموعة من الملثمين، الذين دخلوا إلى ساحة الاعتصام، الجمعة، ورفعوا أعلام تنظيم (القاعدة)، وهددوا بقطع الرؤوس، واعترف الملثمون أنهم من الشرطة، وتم إرسالهم في مهمة لتخريب التظاهرات".
واتهم معتصمو الأنبار الأجهزة الأمنية و"صحوات المالكي الجديدة" في المحافظة بـ"تدبير مجموعة ملثمة دخلت إلى ساحة الاعتصام تقول نحن تنظيم (القاعدة)، من أجل فض الاعتصامات في الرمادي بالقوة"، وأكدوا أن "هؤلاء دخلوا وخرجوا من الساحة على مرأى من أنظار الشرطة، التي تحرس الساحة، وتفتش الداخلين إليها، وأن حديث السلطات الأمنية في الأنبار عن مهلة للمعتصمين أمر مرفوض تمامًا".
وأكدت مصادر أمنية في محافظة الأنبار لـ"العرب اليوم" أن "قوات خاصة آتية من بغداد، معززة بـ 50 مركبة عسكرية، تحمل أسلحة خفيفة ومتوسطة وقاذفات، قد وصلت إلى الأنبار لتعزيز قواتها الأمنية، تحسبًا لأي هجمات، قد تستهدف المباني الحكومية وأجهزة الدولة"، مشيرة إلى أن "قوة من الشرطة الاتحادية اعتقلت 4 أشخاص من أبناء مدينة الفلوجة، يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم (القاعدة)".