الرئيس الباكستاني آصف علي زارداري
إسلام آباد - جمال السعدي
قالت خبيرة اقتصادية بارزة في مجال التنمية إن ما يسمى برنامج "بنظير بوتو لدعم الدخل" يتم استخدامه لشراء الدعم زوج الراحلة بنظير بوتو وحزبه، فيما ينتظر أن تصدر لجنة التحقيق الخاصة بالتنمية الدولية تقريرها عن المساعدات المقدمة لباكستان، الخميس المقبل.
وحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية، قالت الأستاذة الزائرة في معهد لندن للاقتصاديات احتشام أحمد، في إطار تحقيق برلماني بريطاني "إن وزارة التنمية الدولية البريطانية تقوم بتمويل برنامج يثور بشأنه جدل، ويقدم الخدمات والأموال مقابل الدعم والتأييد السياسي من أجل إعادة انتخاب حزب وزوج الراحلة بنظير بوتو".
وأضافت احتشام "إن هذه هي الآلية التي تستخدم بواسطة أموال وزارة التنمية الدولية البريطانية لجذب مزيد من الأصدقاء، والتأثير على الناس، والمساهمة في حملة إعادة انتخاب الرئيس زارداري".
وقامت بريطانيا بتوسيع مجال معوناتها ومساعداتها إلى باكستان في السنوات الأخيرة، ومن المنتظر أن تصبح باكستان أكبر متلقٍّ للمعونات البريطانية، من خلال تلقيها مساعدات بقيمة 450 مليون جنيه إسترليني سنويًا مع حلول العام 2015.
ويحظى برنامج "بنظير بوتو لدعم الدخل" بالكثير من الانتقادات، إذ إن باكستان واحدة من الدول الأقل فرضًا للضرائب، وإن ثلثي ساستها لا يدفعون ضرائب على الدخل، ومع ذلك فإنها قادرة على توفر المبالغ اللازمة لتوسيع ترسانتها النووية.
وتشير صحيفة "ديلي تلغراف" إلى أن نصف مبلغ الـ 300 مليون جنيه سيذهب إلى عائلات باكستانية لانتشالها من الفقر، أما النصف الثاني فسوف يتم استخدامه لتشجيع الآباء على إرسال أطفالهم إلى المدارس.
وتقوم أحزاب المعارضة الباكستانية بتوجيه انتقادات لاذعة للبرنامج، لأن اسم البرنامج يوحي للكثير من المواطنين بأن هذه المبالغ والمعونات تأتي من عائلة بنظير بوتو وليس من الحكومة الباكستانية.
وتبقى هناك اتهامات للبرنامج بالفساد ومزاعم بحصول مسؤولين من حزب الشعب الباكستاني الذي يقوده حاليًا بيلاوال ابن بنظير بوتو، على قوائم بأسماء الذين يتلقون المساعدات المالية، وذلك بهدف
القيام بزيارات متابعة لتلك العائلات لتذكيرهم بمصدر تلك المعونات عندما يقومون بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة.
وتقول الدكتورة احتشام أحمد التي تحتل مناصب رفيعة المستوى في صندوق النقد الدولي في حديث مع "ديلي تلغراف": إن البرنامج يحمل اسم "بنظير بوتو لدعم الدخل"، وهو ينطوي بذلك على إيحاء بأن هناك عملية استخدام أموال ومعونات لأغراض سياسية، لخلق مزيد من الأنصار، والتأثير على مزيد من الناس، وإنه كلما زادت المعونات استفاد الحزب الذي يحمل اسم بوتو.
وكان نجم الكريكيت السابق عمران خان الذي يجعل من مكافحة الفساد شعارًا لحملته الانتخابية حذر من أن مساعدات بريطانيا لن تسفر عن تحسن دائم.
وقال أيضًا "إن مئات الملايين من الجنيهات تعمل على تشجيع الحكومة الباكستانية على عدم القيام بإصلاحات ضريبية".
وأضاف "إن البرنامج لا يزيد عن كونه وسيلة لشراء الأصواء. وأصبح موضوع البرنامج مسألة انتخابية يدور بشأنها جدل واسع النطاق في باكستان قبل الانتخابات المزمع إجراؤها يوم 11 أيار/ مايو المقبل.
ويقول أكبر الأحزاب المعارضة وهو "رابطة باكستان الإسلامية" إنه سيعيد إصلاح البرنامج، وتغيير اسمه إلى "برنامج الدعم القومي"، لتجنب التلاعب باسمه انتخابيً،ا وذلك في ضوء وصفه للبرنامج بأنه "غارق في الفساد والمحسوبية والاختلاسات".
وقال متحدث باسم وزارة التنمية البريطانية "إن بريطانيا تمارس الحيدة السياسية في باكستان، وإن مساعدات التنمية التي تقدمها تعتمد في الأساس على مدى الحاجة والفعالية، وليس على أسس سياسية".
وأضاف "إن قانون البرنامج وافقت عليه الأحزاب الباكستانية السياسية كافة".