صنعاء ـ علي ربيع جدد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بنعمر دعوته، الأربعاء، المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن إلى التواصل مع الفئات كافة التي تنبذ العنف في المحافظات الجنوبية، مؤكدًا دعم المجتمع الدولي للحوار الوطني في اليمن، فيما أعلن وزير في الحكومة اليمنية تأييده لمطالب المعارضة الجنوبية في "حق تقرير المصير" واستعادة دولتهم في الجنوب.
وحث المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر جميع أطراف " الحراك الجنوبي" على نبذ العنف، والتزام الحوار البنّاء المسؤول، وقال في مؤتمر صحافي عقده، عصر الأربعاء، في صنعاء "ليس هناك حل آخر للقضية الجنوبية غير الحوار، وليست لنا أي آراء أو أفكار مسبقة على كيفية حل القضية الجنوبية، القرار في يد الأطراف المعنية لتصل إلى الحلول العادلة".
وتواصلت، الأربعاء، في العاصمة صنعاء، أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي بدأ، الإثنين، ويستمر نحو ستة أشهر، لبحث شكل الدولة في اليمن والدستور الجديد، وحل النزعات الانفصالية في الجنوب، والتمرد الشيعي في الشمال، في حين يقاطعه فصيل في المعارضة الجنوبية، المطالبة بالانفصال عن شمال اليمن.
وأبدى بنعمر أسفه لسقوط ضحايا في مناطق جنوب اليمن، تزامنًا مع انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ودعا الحكومة اليمنية إلى سرعة التحقيق في تلك الأحداث ومحاسبة المتسببين، مشيرًا إلى الأهمية التي يمثلها مؤتمر الحوار، وقال "إنه يصنع لحظات تاريخية تمكن فيها اليمنيون عبر بذل جهود جبارة من الوصول إلى هذه المرحلة من العملية السياسية، وإظهار رغبة عالية في تحقيق التغيير".
وأكد أنه سيرفع تقريرًا إلى مجلس الأمن عند عودته إلى نيويورك بعد أيام قليلة، بشأن تطورات العملية الانتقالية في اليمن، وقال "إن المجتمع الدولي سيواصل دعمه لعملية الحوار، وستبقى الأمم المتحدة سندًا ودعمًا لليمنيات واليمنيين في خياراتهم، من دون تقديم أية وصفات جاهزة لحل القضايا المطروحة".
ودعا بنعمر قيادات فصائل الحراك الجنوبي إلى نبذ العنف، معربًا عن أسفه لوقوع قتلى وأعمال عنف في الأسابيع الأخيرة في مدن في الجنوب، وطالب الحكومة بتقصي الحقائق، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وعن عملية هيكلة قوات الجيش والأمن، قال بنعمر "إنه متفق عليها"، ودعا القيادة اليمنية إلى "سرعة إنجاز ما تبقى من القرارات بشأنها".
وبشأن عملية التواصل مع فصائل الحراك الجنوبي قال بنعمر "مشاوراتنا لا تزال مستمرة مع التيارات كافة في اليمن، وبينها جميع فصائل الحراك الجنوبي"، داعيًا إلى حل كل ما خلفته المظالم في الجنوب".
ودعا وسائل الإعلام المحلية إلى تحمل مسؤوليتها في خلق مناخ ملائم لمضي مؤتمر الحوار الوطني.
وأعلن وزير التجارة والصناعة في الحكومة اليمنية الدكتور سعد الدين بن طالب تأييده لمطالب المعارضة الجنوبية (الحراك الجنوبي)، بشأن "تقرير المصير"، واستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة الاندماجية مع الشمال في العام 1990.
وقال بن طالب خلال حديث له، الأربعاء، في الجلسة العامة لمؤتمر الحوار الوطني "إنه يؤيد ما ورد في كلمة "الحراك الجنوبي"، والتي طالبت بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، واستعادة دولتهم.
وألقى القيادي في الحراك الجنوبي خالد بامدهف، الثلاثاء، خطابًا دعا فيه إلى منح الجنوبيين "حق تقرير المصير".
وأشار الوزير اليمني المتحدر من محافظة جنوبية إلى ما اعتبره "إقصاءً مورس ضد أبناء الجنوب في أعقاب حرب صيف 1994" ( التي حاول فيها قادة الجنوب التنصل من اتفاق الوحدة مع الشمال، لكنهم هزموا وفروا إلى الخارج).
وقال "إن القوى المنتصرة في حرب 1994 شكلت حلقة فولاذية، وقامت بنهب مقدرات الدولة، وحولت الجنوب إلى أرض للنهب والسلب"، منتقدًا "بدء الحوار الوطني قبل أن تكتمل هيكلة الجيش والأمن، وقبل أن يُنزع السلاح من تلك القوى".
وتُعد مسألة حسم مشكلة الجنوب في اليمن ذات أولوية على طاولة الحوار الوطني القائم في البلاد، وتُطرح بشأنها تصورات كثيرة، لكنها في المجمل تتفق على إعادة النظر في الدولة المركزية القائمة، للتوصل إلى شكل مناسب من أشكال الفيدرالية بين أقاليم عدة يتم تقسيم اليمن إليها.