صنعاء ـ علي ربيع كشفت السلطات اليمنية، الأحد، عن هوية المتهمين بمحاولة اغتيال  أحد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حاليًا في العاصمة صنعاء، والتي كان قد قتل خلالها ثلاثة أشخاص وأصيب آخران، السبت، في حين علقت جماعة الحوثي(الشيعية)، الأحد، مشاركة  ممثليها في الحوار الوطني مدة 24 ساعة احتجاجًا على الحادثة التي اعتبرتها "محاولة لإفشال الحوار".
في هذا السياق، عقدت اللجنة العسكرية اليمنية لشؤون الأمن والاستقرار، الأحد، اجتماعًا لها في العاصمة صنعاء، أكدت خلاله  "أنها لن تتهاون في ضبط كل من يفكر بالإخلال بالأمن والاستقرار أو من يسعى إلى تعكير المناخات الآمنة لسير عملية الحوار الوطني".، وقالت إنها "ستتعامل بكل حزم ومسؤولية مع أية أعمال قد تتسبب في إثارة البلبلة أو تضر بالسلامة العامة والأمن والاستقرار في المجتمع مهما كانت مبرراتها".
واستعرضت اللجنة العسكرية تقريرًا أمنيًا كشف عن المتهم  في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت، السبت، أحد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، وممثل جماعة الحوثي عبدالواحد أبوراس، والتي كان قد سقط خلالها ثلاثة أشخاص من مرافقيه وأصيب اثنان آخران.
وذكر التقرير "أن الأجهزة المعنية قامت بإجراءات التحقيق والمتابعة لمعرفة ملابسات الحادث وأن "التحريات الأولية أثبتت أن المتهم هو المدعو "شوال عبدالله ناجي بريش" من أبناء محافظة الجوف(شمال شرق صنعاء) ومعه عدد من العناصر"، مشيرًا إلى أن التحقيقات والتحريات مستمرة للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة".
إلى ذلك، اتخذت اللجنة  قرارًا بمنع حركة الدراجات النارية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية بدءًا من مساء الأحد وحتى مساء الخميس المقبل، في سياق الاحتياطات الأمنية التي تتحسب لأي هجوم يستهدف  أعضاء الحوار الوطني الذي كان قد بدأ الاثنين الماضي بمشاركة نحو 550 عضوًا يمثلون مختلف الأطياف السياسية، وبرعاية دولية وإشراف من الأمم المتحدة.
من جهتها علقت جماعة الحوثيين مشاركتها في أعمال الحوار اليمني لمدة 24 ساعة، احتجاجًا على محاولة الاغتيال التي تعرض لها ممثلها"أبو راس"، ولوحظ تغيب ممثلي الجماعة الشيعية عن جلستي الحوار، الأحد، وقال أحد أعضاء الحوار المنتمين للجماعة لـ"العرب اليوم" "إن تغيبهم عن اجتماعات الأحد، تعبير رمزي عن رفضهم لأساليب الترويع التي يتعرض لها ممثلوها"، مؤكدًا أنهم سيستأنفون المشاركة في جلسات الاثنين.
في غضون ذلك، أعلن رئيس مجلس النواب اليمني(البرلمان) يحيى علي الراعي، الأحد، أن مقعده في الحوار بات شاغرًا، ودعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى تعيين بديل له، بسبب انشغالاته هو في البرلمان وعدم تمكنه من الانضباط في حضور جلسات المتحاورين، وقال خلال ترؤسه جلسة البرلمان اليمني "أشكر رئيس الجمهورية على اختياري في قائمته في الحوار الوطني وأطلب منه اختيار شخص غيري للمشاركة في الحوار".
وكان عدد من النواب اليمنيين اعترضوا السبت، في جلسة البرلمان، على مشاركة رئيسه ونائبيه في مؤتمر الحوار، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة، واعتبروا ذلك "إفراغًا للمؤسسات الحكومية من قياداتها".
على صعيد  متصل، أكدت مصادر إعلامية محلية نقلاً عن مقربين  من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أنه ينوي إضافة 100 شخص إلى قوام المشاركين الحاليين في مؤتمر الحوار الوطني في بلاده، استجابة لضغوط أطراف سياسية ومكونات اجتماعية أخرى تم تغييبها عن المؤتمر، كطائفة الإسماعيليين(شيعة) والطائفة اليهودية، وبعض القبائل اليمنية ذات التأثير في الحياة العامة.
ورفض مصدر في الرئاسة اليمنية، التعليق بالإيجاب أو النفي على سؤال لـ"العرب اليوم" بخصوص صحة هذه التسريبات، إلا أن أطرافًا سياسية يمنية، عبرت عن رفضها لإضافة أي أعضاء جدد إلى قوام الحوار الوطني، وقال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي(حزب الرئيس السابق) طلب عدم ذكر اسمه،"إن حزب المؤتمر الشعبي سينسحب من الحوار الوطني في حال إضافة إي أعضاء جدد إلى قوام مؤتمر الحوار"، معبرًا عن تخوف حزبه من أن تصب هذه الإضافة لصالح حزب الإصلاح(الإخوان المسلمون)، الذي تذمرت قياداته من مستوى تمثيلها، وأعلن رئيسه انسحابه شخصيًا من الحوار، في وقت سابق.