صنعاء ـ علي ربيع أكد ، أنه "لاضمانات" بشأن ما يحمله مستقبل العملية الانتقالية في اليمن، مؤكداً أن الوضع الأمني "لايزال هشاً "وسط تزايد تهديدات تنظيم"القاعدة" الذي يحاول أخيراً أن يجد له موضع قدم في حضرموت(شرق اليمن).جاء ذلك في تقرير قدمه، المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، صباح الثلاثاء(بتوقيت نيويورك)، إلى الجلسة الاعتيادية لمجلس الأمن الدولي ، وحصل"العرب اليوم" على نسخة منه، مضمنا فيه آخر التطورات اليمنية بشأن العملية الانتقالية والخطوات المنجزة على صعد تنفيذ اتفاق التسوية السياسية وقراراي مجلس الأمن (2014) (2051) بخصوص اليمن.
وقال بنعمر"ندرك ألّا ضمانات لما يحمله المستقبل. هناك آمال كبيرة في مناخ هش تسوده مجموعة من الرؤى والمصالح المتجاذبة تسعى إلى إنتاج نظام جديد وأفضل".
 وأضاف "يجب على الحوار الوطني إيجاد حل توافقي للقضية الجنوبية من أجل التأسيس لدستور جديد" منتقداً عدم تشكيل لجنة من أعضاء الحوار للتواصل مع مكونات "الحراك الجنوبي" التي رفضت المشاركة في الحوار، مؤكداً أنه "من المهم تطبيق ذلك".
واحتوى تقرير المبعوث الأممي على 24 فقرة تضمنت ما أنجز على صعيد مؤتمر الحوار الوطني الدائر في صنعاء بين الأطراف السياسية كما عبر عن جملة من المخاوف الأخرى التي تهدد مسار العملية السياسية  وصوغ الدستور الجديد بموجب مخرجات الحوار الوطني.
وبشأن الأوضاع في الشارع الجنوبي، قال المبعوث الأممي"في الجنوب، يسير الشارع نحو مزيد من الاحتقان. ويدنو من نقطة تحوّل مدفوعاً بالاستياء بعد أكثر من عقدين على المظالم المتراكمة والتهميش المنهجي. وازداد توجّس الجنوبيين إزاء الوعود التي لم تنفذ".
وأضاف" منذ شباط/فبراير ارتفعت بشكل ملموس وتيرة التظاهرات المتدفقة إلى الشوارع وعددها. ولوحظت أعمال عصيان مدني منظمة أسبوعياً، ينجم عنها أحياناً جرحى وقتلى".
وقال بنعمر "لا يزال على الحكومة الوفاء بالتزامها إنشاء لجنة تقصي حقائق في أحداث عام 2011 أو تصديق قانون للعدالة الانتقالية" معتبراً أن خطوات حاسمة كهذه  يمكنها ضمان طريق المصالحة الوطنية وبلوغ يمن جديد".
وأضاف" من المؤسف أن الحرب الإعلامية بين الفرقاء السياسيين لا تزال مشتعلة، يغذيها الأخبار المضللة والمختلقة والتحريض. حان الوقت لكي يوقف السياسيون مناوراتهم في الإعلام. هناك حاجة ماسة إلى هدنة إعلامية".
وبشأن الوضع الأمني قال بنعمر" لا يزال الوضع الأمني هشاً في أنحاء عدة من البلاد. ولا يزال تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يشكل تهديداً خطيراً رغم جميع جهود مكافحته. وهو يحاول في الآونة الأخيرة إرساء موطئ قدم في حضرموت للسيطرة على أراض مجدداً".
وأضاف "ارتفع عدد الاغتيالات التي تستهدف كبار القادة الأمنيين. ويبدو أن فصائل سياسية رئيسة لا تزال مسلحة وتواصل التسلح رغم مشاركتها في العملية السياسية، ما يخلق ظروفاً لمزيد من العنف وعدم الاستقرار. ويتواصل تهريب الأسلحة إلى اليمن، وضبطت شحنات عدة أخيراً".
وانتقد بنعمر استمرار الهجمات المتكررة على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط  وعدم محاسبة مرتكبيها وقال" تتواصل الهجمات على أنابيب النفط والغاز. ويسبب تعليق صادرات اليمن من الطاقة وأعمال صيانة خطوط الكهرباء خسائر بمئات ملايين الدولارات. وبينما يتردد أن منفذي الهجمات معروفون، لا يزال الإفلات من العقاب سائداً. الشعب اليمني يطالب بالعدالة. يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم".
وأضاف"يجب ألا تساورنا أي أوهام، هناك من يريد تقويض العملية الانتقالية. فقد ازدادت الهجمات على أبراج الكهرباء، مسببة بؤساً وغضباً في أنحاء البلاد. العائلات غارقة في ظلام دامس في ظل حر شديد. وقد لمست إحباط الناس وإرهاقهم وازدياد استيائهم".
وأثنى بنعمر على  جهود  الرئيس هادي في هيكلة الجيش وإلغاء بعض وحداته ودمج بعضها الآخر في محاولة لتوحيده،  بالإضافة إلى إقالته للقادة العسكريين الذين كانوا مشاركين في أحداث 2011 الدامية، إلا أنه قال" ورغم هذه الخطوات الجوهرية، لا يزال من الضروري بذل جهود إضافية لضمان مهنية القوات المسلحة".
وتناول التقرير الأممي الأوضاع الإنسانية مؤكداً أن "أكثر من نصف السكان في اليمن في حاجة إلى مساعدة إنسانية للحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي" بالإضافة "إلى أكثر من مليون طفل يمني يعانون من سوء تغذية حاد"، وأكد أن "فرص عودة 300 ألف نازح في شمال اليمن تبدو ضئيلة".
وانتقد تقرير بنعمر عدم وفاء المجتمع الدولي بتعهداته المالية تجاه اليمن، ما عدا السعودية وقال"لم تترجم أغلبية التعهدات المالية الكبيرة المعلنة في مؤتمر أصدقاء اليمن، باستثناء المساهمة السعودية السخية. فقد كانت أكبر المساهمين وأول المنفذين. وأتمنى أن يحذو الآخرون حذوها".
وأضاف "هذا هو وقت مساعدة اليمن عبر الوفاء بالتعهدات ودعم العملية الانتقالية بشتى الطرق. بدورها، يجب أن تنجز الحكومة اليمنية إصلاحات أساسية نص عليها "إطار المساءلة المتبادلة".
ولم يخل تقرير المبعوث الأممي من تفاؤل بنجاح العملية الانتقالية في اليمن وصولاً إلى انتخابات شباط/فبراير 2014، وقال"أطلق اليمنيون مساراً استثنائياً، بناء على خارطة طريق متفق عليها. ويستحقون الدعم، وهم يعوّلون على المجتمع الدولي، سيما هذا المجلس، ليدرك أهمية السير معهم حتى نهاية العملية الانتقالية بأكملها. وذلك لمواجهة التحديات وتوفير كل الدعم السياسي والمالي المتاح".
وأضاف"ربما تكون مثابرة الجميع أهم عنصر لنجاح العملية الانتقالية. وتبيّن التجارب أنه لا توجد وصفة جاهزة أو صيغة مثالية أو نتائج معدّة سلفاً. فاليمن متفرّد بذاته وشعبه، وله تاريخه الخاص العريق وأبعاده المركّبة".
وكان المبعوث اليمني، حضر في صنعاء افتتاح الجلسة العامة للحوار الوطني في اليمن في جولته الثانية، السبت، قبل أن يعود إلى نيويورك لتقديم تقريره الدوري بشأن مستجدات الأوضاع اليمنية".