مدرعات لجيش اللبناني
مدرعات لجيش اللبناني
بيروت ـ جورج شاهين
بحث رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان مع رئيس الحكومة المكلف سلام تمام والوزراء المختصين وقادة الأجهزة الأمنية، الأوضاع الأمنية المتفجرة في مدينة طرابلس، وتجددت الإشتباكات على محاور المدينة و قضية النازحين السوريين، وسط صدمة أحدثها الاتحاد الأوروبي بتخفيض المساعدات والقروض
لمشاريع إنشائية في لبنان بقيمة 30 مليون دولار، لتخصيصها للنازحين السوريين.
وعلم "العرب اليوم" أن وفدا أميركيا يضم مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي سيصل إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة لاستطلاع الأوضاع في لبنان والمنطقة والوقوف على تأثيرات ما يجري في سورية على دول الجوار ولبنان واحد منها.
كما علم أن السفارة الأميركية رتبت للوفد سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين والقيادات السياسية والحزبية على أن تتركز المباحثات على الوضع في المنطقة والظروف التي تتحكم بالاستحقاقات الدستورية في لبنان.
وشهدت طرابلس انتشاراً واسعاً للقوى الأمنية والجيش في الأحياء المتقابلة بين بعل محسن العلوية وباب التبانة السنية، وانتشار وحدات من المغاوير إلى جانب وحدات فوج التدخل الرابع واللواء الثاني عشر أثر انفجار الوضع الأمني وبداية الليل على مختلف محاور النزاع التقليدية في طرابلس، لاسيما التبانة، المنكوبين، الريفا، البقار، الشعراني، الحارة البرانية، وجبل محسن حيث استخدمت الأسلحة النارية على نطاق واسع.
كما سجل سقوط عدد كبير من القذائف الصاروخية من نوع "أر.بي.جي" و"إينيرغا"، إضافة إلى قذائف الهاون التي سقطت في باب التبانة، وطالت بعض القذائف مناطق بعيدة عن ساحات الإشتباكات، إذ سقط قذيفة في طريق المئتين، وأخرى على طريق مرفأ طرابلس وساحة القبة و3 قذائف في محلة الغرباء، كما سجل سقوط عدد من الرصاص الطائش في مناطق الزاهرية، وشملت عمليات القنص الطريق الدولية ومستديرتي الملولة وأبو علي، فيما قامت وحدات من الجيش بالرد على مصادر النيران لإعادة الوضع إلى طبيعته.
وأسفرت المواجهات عن سقوط قتيل في الزاهرية برصاص القنص كما أصيب إمام مسجد الجهاد إصابات خطيرة ، فضلا عن 11 جريحا من بينهم أم وطفليها قرب مسجد الجهاد.
ووسط هذه الأجواء ناقش المجتمعون ملف النازحين السوريين وتم الإطلاع من الوزراء المعنيين والمسؤولين الأمنيين على واقع هؤلاء النازحين والتدابير المتخذة ضمن اختصاص كل الوزارات والادارات من أجل إيوائهم وتقديم المساعدات لهم في المجالات المتاحة.
وقالت مصادر المجتمعين إلى " العرب اليوم" إن المباحثات تناولت ملف الأمن في طرابلس في ضوء سلسلة التدابير التي باشرتها وحدات الجيش التي عززها انتشار فوج المغاوير في المدينة لضبط الوضع الأمني ووقف أشكال الإنفلات الأمني جميعها، بعدما سقط، الاثنين، المزيد من الضحايا من عسكريين ومدنيين.
وقالت المصادر إن المناقشات تركزت على سلسلة من الأفكار منها ما تطرحه جهات دولية لإقامة مخيمات للنازحين السوريين وهو ما لا يشجعه لبنان في هذه المرحلة، بالنظر إلى مخاطر هذه التجربة مع المخيمات الفلسطينية في أوضاع لا يدري أحد المدى الذي قد تبلغه الأزمة السورية ومساحة توسعها وما يمكن أن تجنيه المخيمات من متاعب أمنية لا يتحملها لبنان بالإضافة إلى الأعباء المعيشية والاقتصادية والأمنية الذي تسببت به نسبة عمليات النزوح المكثفة غير المنظمة.
وأضافت المصادر لـ" العرب اليوم" أن المجتمعين فوجئوا بالطرح الذي تقدم به الإتحاد الأوروبي، والذي يتجه إلى سحب ما يقارب الـ 30 مليون دولار أميركي من بعض المبالغ المالية المرصودة لبعض المشاريع الإنشائية من هبات أو مساعدات وقروض ومنها للسدود المائية في لبنان لتخصيصها للنازحين.
وهو نقاش قاد إلى البحث عن مصير المساعدات التي تقررت في قمة الكويت الدولية التي خصصت مليار ونصف المليار إلى دول الجوار السوري من أجل مساعدتها على إيواء النازحين وتوفير حاجاتهم وهي مبالغ لم تصل بعد إلى الدولة اللبنانية.
وتقرر في الاجتماع التوسع في الحملة السياسية والدبلوماسية لمتابعة ملف المساعدات، وأن يتابع رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي هذا الملف مع الدول والجهات المانحة.
وتناول البحث ملف الأمن في طرابلس واطلع المجتمعون من قيادة الجيش على التدابير الجديدة التي بوشر بتنفيذها والتدابير التي اتخذتها لتعزيز القوى الأمنية في المدينة، بالمزيد من العسكر ووحدة المغاوير.
وشددت المباحثات على ضرورة مواجهة المسلحين ومطاردتهم والرد على مصادر النار، خصوصا بعدما تكررت الإعتداءآت على الجيش وما أسفرت عنه من شهداء وجرحى في صفوفه كما في المدنيين.
كما تناول البحث تداعيات تورط بعض اللبنانيين في الأحداث السورية والمخاطر المترتبة على لبنان على يد الساعين إلى نقل الفتنة منها إلى الداخل اللبناني والسعي إلى توريط اللبنانيين في المحاور الكبرى التي تقود المواجهات العنيفة في سورية بين النظام ومعارضيه.
وأصدر الجيش اللبناني بيان، الثلاثاء، أكد فيه قيام بعض الأشخاص عمدا من وجهات مشبوهة إلى إرسال رسائل نصية عبر أجهزة الخلوي تتضمن شائعات كاذبة بشأن مهمات المؤسسات العسكرية والأوضاع الأمنية في البلد، خصوصا في منطقة الشمال، بهدف تحريض الرأي العام وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية.
ودعا البيان المواطنين إلى عدم الاكتراث بهذه الشائعات المغرضة والعودة إلى البيانات التي تصدرها قيادة الجيش تباعا، محذرا الأشخاص والجهات المذكورة بأنهم سيكونون عرضة للملاحقة القانونية والقضائية.
ووجه مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار المهجر قسرا من مدينته منذ ثلاثة أشهر من مكان إقامته في دبي، نداء إلى المتقاتلين في طرابلس أكد فيه ضرورة رحمة بلبنان، والحفاظ على تنوعه وتميزه، وإبعاده عن المحاور كلها التي تنعكس سلبا على العيش فيه، مناشدا الجميع بضرورة تغليب لغة العقل والمنطق على السلاح والتحدي، لافتا إلى أن القوي هو من يملك نفسه عند الغضب، لافتا إلى أنه لا توجد في السياسة شيء يستحق أن يخسر الإنسان نفسه وبلده وأهله لأجله.
وأضاف" أن لبنان يستحق منا أن نحافظ عليه، وعلى العيش المشترك فيه، وعلى أمنه واقتصاده، ويا أهلي في طرابلس: في القبة، والتبانة، وجبل محسن، والمنكوبين.. إن طرابلس أم تستحق من أبنائها كل احترام وتقدير، وكل صون لها مما يؤذيها أو يؤذي أبناءها".
وتابع" أن ما يحدث من اضطرابات لا يخدم القضية التي تحملونها، وإنما يمعن في خسرانها، لا تنجروا إلى مستنقع الصراع الداخلي والطائفي الذي يريده المتربصون بلبنان شرا، ضعوا أيديكم بأيدي المؤسسة العسكرية، هذه المؤسسة التي من واجبها حفظ الأمن والنظام".
وأردف" أن ثقتنا بالمؤسسة العسكرية ما زالت كبيرة، ورهاننا عليها أكبر أنها سوف تجنب البلد آثار ما يحدث حولنا، لذلك، أناشد فخامة رئيس الجمهورية، وعماد لبنان قائد الجيش، وكل القيادات العسكرية، أن يمنعوا أبناء لبنان من الانغماس في حروب الآخرين، وأن يقفوا على الحدود سدا منيعا في وجه الذين يريدون جر لبنان إلى ساحات الاقتتال الطائفي".
وأضاف" أن طرابلس ستبقى عصية على كل محاولات الفتنة والانفجار لأن وعيها الوطني، ولأن وعيها الديني، سيحصنها من كل شر يتربص أمنها وسلامتها، آن لهذه المدينة أن تظهر هويتها الحقيقية، هوية الحب للناس وللحياة وللخير، هوية الأخوة الصادقة لكل أبناء طرابلس والوطن. إن الحياة لا تستقيم إلا بقيم الأخوة والمواطنة التي يمليها علينا ديننا، فالخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله".
وختم "آمل من كل طرابلسي، ومن كل شمالي، ومن كل لبناني: مسلم أم مسيحي، سني أم شيعي أم علوي، أن يغلب لغة المنطق والعقل والحكمة، حتى نكون نستحق الحياة في هذا الوطن وأن نكون دائما وأبدا مصدر خير وأنموذجا للتدين الصحيح. اللهم احفظ لبناننا، وشمالنا، وطرابلس من كل سوء"
وفي الوقت ذاته، قال رئيس الحزب "العربي الديمقراطي" العلوي رفعت عيد عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" " العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، طفح الكيل و الآن ستسمعون كيف يزأر جبل محسن".
وأعلنت صفحة "جبل محسن/شبكة صوت الشباب" على الـ" فيس بوك" أن "جبل محسن يعلن بدء معركة الدفاع عن كرامة أهله ووطنه ضد الجماعات الإرهابية المسلحة التي اعتدت على المدنيين وعناصر الجيش اللبناني ولن يرحم فقد طفح الكيل، الدعاء للمجاهدين الأبطال و نعدكم أن زئير أسود جبل محسن سيزلزل الأرض من تحت الإرهابيين".
ونقلت الصفحة عينها عن المسؤول الإعلامي في الحزب "العربي الديموقراطي" السيد عبد اللطيف صالح قوله أن "اليد التي ستمتد على أبناء جبل محسن سنقطعها من جذورها.. ولن نرضى أن يمس أي من أبناء جبل محسن بالسوء بعد الآن"، مضيفاً "فلتتحمل الدولة اللبنانية من أعلى الهرم إلى أدناه مسؤولية الذي سيجري في طرابلس".