إحدى مدرعات الجيش
بيروت ـ جورج شاهين
كشف إحصاء لـ"العرب اليوم"، عن أن العمليات العسكرية التي شهدتها مدينة طرابلس منذ الأحد الماضي وحتى صباح الأربعاء، أن عدد القتلى قد بلغ 11 قتيلاً، بينهم شهيدان للجيش اللبناني، وتجاوز عدد الجرحى 230 جريحًا، حالات بعضهم لا تزال خطرة.
وشهدت محاور النزاع التقليدية ظهر الأربعاء، تصعيدًا جديدًا للعمليات
العسكرية، فدارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها القذائف الصاروخية على أنواعها وقذائف الهاون التي طالت مناطق بعيدة عن مسرح الأحداث، ووصل بعضها إلى وسط المدينة قرب الروكسي، كما وصل الرصاص العشوائي إلى أماكن بعيدة أيضًا.
كما أُفيد عن استمرار أعمال القنص والرشقات النارية المتفرقة، وتشهد جبهات الملولة - المنكوبين والريفا من جهة، وجبل محسن من جهة أخرى عمليات إطلاق نار من الأسلحة كافة، وصولاً إلى القذائف الصاروخية واستخدام قذائف الهاون، وأُصيب العشرات من المنازل السكنية واحترق بعضها من جراء سقوط القذائف في مناطق المنكوبين والبداوي ووادي نحلة ومحيط مخيم البداوي، حيث تساقطت القذائف على هذه المناطق ليلاً، ولوحظ نزوح الأهالي في مناطق الملولة المنكوبين الريفا، باتجاه المناطق الأكثر أمنًا.
وقتل صباح الأربعاء الشاب محمود عبيد (40 عامًا) جراء إصابته بالصدر في منطقة المنكوبين، حيث كان برفقة عبدالوهاب محمود الذي أثصيب أيضًا ونقلا إلى "المستشفى الإسلامي الخيري"، فيما سقطت قذيفة بعد منتصف ليل الثلاثاء، على منزل فياض سيف، في وادي النحلة في البداوي، حيث أُصيب الشابان حسن أحمد سيف ومختار علي سيف، بإصابات متوسطة.
وعرف من أسماء الجرحى الذين وصلوا حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً إلى "المستشفى الإسلامي الخيري"، 22 جريحًا، وهم: مظهر عبدالله الصباغ، محمد برهان الذهبي، محمد غسان اشرفية، رامي عبدالرزاق حسين، بلال عبدالناصر برجاوي، محمد محمد الجسري، عبدالكريم خالد محيش، بسام أحمد يوسف، علي فواز ديب، قمر عبدالرحمن البوش، حسن عمر الصبقجي، محمد محمد كروم، محمد ياسر غنوم، محي الدين أحمد درويش، أحمد محمد حنوف، محمد عبدالحميد درويش، آمنة محمد سعد، حسين حسن ناصر، أحمد فوزي حمود، ابراهيم هاني الحصري، مصطفى محمد الصعيدي، وخالد عدنان الحريري.
ولا تزال المدارس الرسمية والجامعات مغلقة في طرابلس والبداوي والجوار، وكذلك المحال التجارية وأسواق الخضار والقمح والمحال الصناعية، فيما حركة المرور شبه معدومة مع قنص مستمر وإطلاق نار على الأوتوستراد الدولي، الذي يربط طرابلس بالبداوي والحدود السورية.
وأدى التوتر الأمني إلى إلغاء الاجتماع الذي كان مقررًا في منزل النائب محمد كباره لفعاليات طرابلسية، فيما قال النائب السابق الأحدب، "نريد جيشًا لا يغض النظر عن قوافل مقاتلي (حزب الله) التي تذهب لقتل الشعب السوري، ويجابه من يدعمون الثوار، وإن المقاومة عندما تكون في الداخل تكون مقاومة للدولة وللمؤسسات اللبنانية، وعندما تكون في سورية تسبب شرخًا في الداخل اللبناني، وهذا أمر مرفوض وخطير"، معتبرًا أن "عدم معالجة الوضع في طرابلس سيؤدي حتمًا إلى تحلل المؤسسات"، فيما توجه إلى رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة المكلف تشكيل الحكومة الجديد تمام سلام بالقول، "أنتما أمام مسؤولية تاريخية، ويجب الإسراع في تشكيل حكومة غير خاضعة للقوى الحزبية والسلاح".